تحليل إخبارى: تسارع خطى التقارب بين الخرطوم وواشنطن هل يؤدى إلى التطبيع بينهما

  • 5/15/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الخرطوم 14 مايو 2020 (شينخوا) منذ تغيير نظام الرئيس السودانى السابق عمر البشير فى 11 ابريل 2019 ، تتسارع خطى التقارب بين الخرطوم وواشنطن رغم كثير من الملفات العالقة بينهما. وفى الرابع من مايو الجارى وافقت الحكومة الأمريكية على ترشيح الدبلوماسي السوداني، نور الدين ساتي، سفيرا لديها، ليصبح بذلك أول سفير للسودان في الولايات المتحدة منذ 23 عاما. وكانت واشنطن قد طردت السفير السودانى لديها فى العام 1998، وخفضت مستوى العلاقات مع السودان إلى درجة قائم بالأعمال، على خلفية إضافة السودان إلى قائمة الدول "الراعية للإرهاب". وتقول السيرة الذاتية للسفير السودانى الجديد لدى واشنطن نور الدين ساتى ، انه دبلوماسى مخضرم ، عمل فى التسعينيات سفيرا لدى فرنسا ، قبل أن يتقاعد ويلتحق بالأمم المتحدة ليعمل فى بعثاتها لحفظ السلام في الكونغو الديموقراطية ورواندا. وقال استاذ العلوم السياسية بمركز الراصد للدراسات الاستراتيجية بالخرطوم الدكتور خالد عبد الله ، فى تصريح خاص لوكالة انباء ((شينخوا)) اليوم " هناك تحول كبير فى العلاقات السودانية الأمريكية منذ التغيير الذى حدث فى السودان". وأضاف " أن تعيين سفير للسودان لدى الولايات المتحدة الأمريكية جاء كمؤشر للتحول الإيجابى فى العلاقات بين البلدين وتتويج لمسيرة من التقارب ربما تؤدى فى نهاية المطاف إلى التطبيع الشامل". غير أن محللين متابعين للعلاقات بين الخرطوم وواشنطن لا يعتبرون ترفيع العلاقات الدبلوماسية بين الخرطوم وواشنطن تطورا إيجابيا او تحولا كبيرا. وقال المحلل السياسى عبد الرحيم السنى ، فى تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم " هناك ملفات كبيرة ما تزال عالقة وتمنع الوصول إلى محطة التطبيع". وأضاف " ما لم يتم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب لا يمكننا القول أن هناك تقدما يحدث فى مسار التطبيع بين الخرطوم وواشنطن". وكان السودان قد استجاب لأحد القضايا الرئيسية لتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية من خلال إنهاء قضية المدمرة الأمريكية كول، التي تعرضت لهجوم في ميناء عدن باليمن في أكتوبر عام 2000. وأعلنت وزارة العدل السودانية فى 6 إبريل الماضى اكتمال إجراءات التسوية مع أسر ضحايا المدمرة الأمريكية كول. وقضت محكمة استئناف أمريكية في العام 2016 بضرورة إلزام الحكومة السودانية بتحويل نحو 300 مليون دولار إلى ضحايا الهجوم على المدمرة الأمريكية "كول" ومبلغ أضافى كتعويض عن تفجير سفارتى واشنطن فى كل من دار السلام ونيروبى. واتهمت واشنطن السودان بالمساهمة فى تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام في السابع من أغسطس 1998 ، وتوفير الدعم اللوجستى والتدريب لعناصر من تنظيم لقاعدة هاجمت المدمرة الأمريكية"كول" بميناء عدن فى العام 2000. ورفعت إدارة ترامب، في 6 أكتوبر 2017، عقوبات اقتصادية وحظرًا تجاريًا كان مفروض على السودان منذ 1997. لكن واشنطن أبقت اسم السودان على قائمة "الدول الراعية للإرهاب"، المدرج عليها منذ عام 1993، لاستضافته الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وبدأ السودان، في 21 أغسطس الماضي ، فترة انتقالية مدتها 39 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات، يتقاسم خلالها السلطة المكونين العسكري والمدني.

مشاركة :