رسخت القمة الثلاثية «السادسة» لقادة مصر وقبرص واليونان في جزيرة كريت (اليونان) أمس التي شارك فيها الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والقبرصي نيكوس أناستاسيادس ورئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، التفاهم المشترك بين الدول الثلاث في ما يتعلق بأزمات المنطقة والسعي الى مواجهتها، في وقت اتفق الزعماء الثلاثة على تعميق التعاون الاقتصادي بين بلادهم، خصوصاً في مجال الطاقة. واستبق السيسي القمة بجلستي محادثات ثنائية مع أناستاسيادس وتسيبراس عقب وصوله إلى جزيرة كريت صباح أمس. وشهد القادة الثلاثة مراسم التوقيع على مذكرات تفاهم واتفاقات عقب القمة، تناولت التعاون في مجال التأمينات الاجتماعية والتعاون الجمركي الفني والتعليم والمشاريع الصغيرة وريادة الأعمال، والاستثمار. وقال السيسي خلال مؤتمر صحافي بعد القمة، إن «القمة الثلاثية، ستمثل دائماً حصناً منيعاً في مواجهة التحديات المتصاعدة وعلى رأسها اتساع دائرة التطرف والإرهاب الذي يسعى الى تحقيق أهدافه باسم الدين سواء لجهة هدم مفهوم وكيان الدولة الوطنية ومؤسساتها أو لتدمير المجتمعات والحضارة الإنسانية، فضلاً عن التحديات المتعلقة بقضايا اللاجئين والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة». وأشار إلى أن محادثات القمة شملت بحث أوجه التعاون في المجالات كافة، وسبل توفير الاستقرار في المنطقة، موضحاً: «أعطينا أولوية خاصة لتطوير العلاقات في إطر التعاون المختلفة، خصوصاً في مجالات الطاقة». وقال إن مواضيع التعاون الثلاثي والمشاريع المشتركة أحتلت أولوية متقدمة خلال المحادثات، انطلاقاً من الحرص المتبادل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، وتحقيق الاستفادة القصوى مما تحظى به دولنا الثلاث من إمكانات هائلة ومواقع جيوإستراتيجية مميزة، تؤهلها للانطلاق بمسيرة التعاون، لا سيما في مجال الطاقة ونقل الكهرباء وغير ذلك من المجالات الاقتصادية. واعتبر السيسي «آلية» القمة الثلاثية «نموذجاً يحتذى به للتعاون الإقليمي في خضم التحديات المتصاعدة التي تمر بها المنطقة»، وأشار إلى أن القادة، في ما يتعلق بالقضية القبرصية، أكدوا أهمية العمل على استئناف مسار المفاوضات من أجل توحيد البلاد وفقاً لمقررات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وبما يراعي شواغل الجميع، ومن دون فرض وصاية لأحد على الآخر. وقال تسيبراس إن مصر تحتل مكانة كبيرة لدى دول الاتحاد الأوروبي، مشدداً على حرص اليونان على الاستثمار في محور قناة السويس، وأكد خلال المؤتمر الصحافي المشترك أن بلاده ستواصل الدعم الكامل لقبرص في سبيل حصولها على حقوقها طافة، وأضاف: «ندعم سياسات الحوار لحل القضية القبرصية ونرفض الانتهاكات التركية». وأشار إلى إتفاق القادة الثلاثة على ضرورة استقرار الأوضاع في ليبيا وإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية. ووصف أناستاسيادس القمة بأنها تأتي امتداداً للروابط القوية بين الدول الثلاث، وأشار إلى أن جزيرة كريت التي تستضيف القمة تمثل رابطاً بين الحضارات في مصر وقبرص واليونان. وأكد همية تكثيف التعاون لإرساء السلام في المنطقة، كما أكد إصرار الدول الثلاث على إنجاح التعاون المشترك في المجالات كافة. وأعرب عن اعتقاده بضرورة أن «يكون هناك مؤتمر بين الدول العربية والاتحاد الأوروبي مع وجود مبادرات من شأنها جعل مصر محوراً للسلام في المنطقة». وشدد دور مصر الريادي في مجال مكافحة الإرهاب. ... وأخرى مصرية - سودانية نهاية الشهر القاهرة – «الحياة» - قال السفير السوداني في القاهرة عبدالمحمود عبدالحليم: «إن القمة المصرية – السودانية المرتقبة بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره السوداني عمر البشير، ستعقد نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الجاري في الخرطوم. وأضاف عبدالحليم في تصريح الى «الحياة»، أن الجانب السوداني أرسل موعداً مقترحاً للقمة هو 25 الجاري، مشيراً إلى انتظار بلاده رد الجانب المصري وفق جدول الرئيس السيسي. ويُنتظر أن تتضمن القمة المرتقبة توقيع 20 اتفاقاً ومذكرة تفاهم وبرنامجاً تنفيذياً، من بينها مشاريع خاصة بالربط الكهربائي والربط في مجال السكك الحديد والثقافة والتعليم والاستثمار والتجارة، كما يبحث الزعيمان قضايا إقليمية وقضايا المنطقة. ومهدت القاهرة والخرطوم لعقد القمة بلقاءات بين مسؤولين من الجانبين في إطار «اللجنة الوزارية المصرية – السودانية» للتحضير للقمة، ورأس وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره السوداني الدرديري محمد أحمد، اجتماعاً للجنة بمشاركة عدد من وزراء الدولتين في 29 آب (أغسطس) الماضي. وأكد الجانبان خلال الاجتماع، وفق بيان للخارجية المصرية، تطابق موقفيهما تجاه القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لافتين إلى أنه «تطابق يعكس بدوره مصالح الجانبين على كل المستويات، وحقيقة أن أمن واستقرار وتنمية كلا الدولتين هو جزء بالغ الأهمية، ولا يتجزأ من أمن واستقرار وتنمية الدولة الأخرى، كما يعد ذلك التطابق انعكاساً لرؤية وتوافق قيادتي الدولتين ونظرتهما المشتركة لمحورية هذه العلاقات وأوليتها الرئيسية لكليهما».
مشاركة :