اختلاف الناس في المعتقدات الدينية ليس مبرراً للاقتتال

  • 10/11/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إشراف موسى الأسود | هل علاقة الإسلام والمسلمين مع اهل الديانات الاخرى، اساسها السلم أم الحرب؟ وهل علاقة الدولة الاسلامية بالدول الاخرى غير الاسلامية اساسها الحرب ام السلم، بناء على تقسيم العالم الى دار حرب ودار سلام، كما يصف البعض العالم كذلك؟! لقد بحث الفقهاء هذه المسألة وناقشوا هذه القضية، والمعطيات من الدلائل القرآنية توضح ذلك، فالله عز وجل يقول «يا ايها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة»، ويقول «وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله». وهذا يبين ان الاصل في العلاقات الدولية هو السلام، الا في حالات الاعتداء وكبت الحريات الدينية من قبل الدول، ومنع الدعوة الى الله، وما عدا ذلك فأساس العلاقات يجب ان يكون السلام، وبعض العلماء يرى ان كلمة السلم تفسر بالسلام بالمعاهدات الدولية والاتفاقيات، ولذلك فعلاقة المسلمين الدولية هي السلام، والعلاقة مع الدول غير المسلمة تعتمد على المصلحة المتبادلة، وتنبع من ضرورات الحياة العلمية والثقافية والمعاملات التجارية والخدمات وما الى ذلك، والتزام الامة الاسلامية بالسلام في علاقاتها الدولية لا يعني الاستسلام وعدم مقاومة العدوان والظلم، لان الجهاد في مثل هذه الحالات يكون واجبا على المسلمين جميعا. الجهاد والجهاد بمضمونه الكامل ومفهومه الشامل هو تعلم الاسلام وتطبيقه، والقيام بتعريفه للآخرين والعمل على نشره، وتحكيمه والنهي عن المنكر وتبليغ الاسلام ومجاهدة النفس والشيطان فمفهوم الجهاد شامل، ومن الخطأ حصره في انه محاربة وقتال لغير المسلمين، وللجهاد بُعد فكري يقول تعالى «ولا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا» اي جاهدهم بالقرآن. وفي الاحاديث «جاهدوا المشركين بأموالكم والسنتكم» ومضمون الجهاد لا يتوقف على الحرب بل الحرب احد انواع الجهاد، ومحاربة الكافرين وردت في القرآن بلفظ القتال، اما الجهاد فجاء بمعنى جهاد النفس ونزعاتها، والشيطان ووساوسه وجهاد التبليغ بالدعوة، وهكذا. فالصراع مع نوازع النفس الشريرة نوع من الجهاد ومقاومة الشيطان جهاد، وكذلك القيام بالنشاطات العلمية والصناعات جهاد، ودعم الحرب المشروعة بالنفس والمال واللسان جهاد. رد العدوان والحرب في نظر الاسلام امر غير مرغوب فيه. وقد جاء النهي عن تمنيها، لأنها تخلف الخراب والدمار، وتتسبب في ازهاق الارواح، ولا تشرع الا لردع العدوان وازالة العراقيل امام دعوة الاسلام، وتأمين حرية العقيدة. ان الاسلام الذي صان الحياة الانسانية واوجب المحافظة على الانفس وحماية الدماء والاعراض والاموال، لا يمكن ان يقر الارهاب الذي يستبيح كل المحرمات، ويدمر الممتلكات، ويقتل الآمنين، والاسلام حرم الاعتداء على الآخرين، وحرم قتل النفس، وحرم قتل النساء والصبيان والشيوخ، ففي نظر الاسلام الارهاب مرفوض سواء قام به اشخاص او مجموعات او حكومات ودول. الإرهاب والعدوان الاسلام دين يقوم على التسامح والمحبة والعفو والمجادلة بالتي هي احسن، وهو للناس كافة وينبذ العنف والتعصب ويرفض العدوان والارهاب بكل صوره واشكاله ويرفض العدوان على المسلمين وغير المسلمين، ويحترم النفس الانسانية ويصونها ويحميها من اي عدوانِ. والاديان كلها قامت على مبدأ السلم والاخوة بين البشر، ودعوة الانبياء قامت على الحجة والمنطق والعقل «فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر، فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين». والاسلام حارب الارهاب بكل صوره واشكاله والحرب لم تشرع الا لضرورة الدفاع عن النفس ورد العدوان، لان الاسلام يرفض الاعتداء على المسلمين وغيرهم، وكذلك فان الصاق تهمة الارهاب بالاسلام ظلم وافتراء. العقيدة اقتناع الاختلاف في العقيدة بين بني البشر، ليس سببا او مبررا لدخول المسلمين في الحربِ، فالعقيدة اقتناع مبني على الحجة والبرهان، يقول تعالى «لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي». وقال سبحانه «ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين»، وهذه من سنة الله في الكون ان يكون فيه المؤمن وغير المؤمن، وروح الاسلام هي العفو والتسامح والصداقة والمحبة، والسلام اسم من اسماء الله الحسنى والجنة هي دار السلام وشعار المسلمين السلام وتحيتهم في ما بينهم السلام، ويقول الله تعالى «ما على الرسول الا البلاغ وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر». ومن خلال هذه الآيات وتطبيقات المسلمين التاريخية يتضح عدم اكراه احد على اعتناق الاسلام، وإنما أشرعت الحرب لازالة العقبات التي تحول دون تبليغ رسالة الله وتمنع وصول الاسلام الى الناس. الرشوة والمحسوبية والواسطة الرشوة والمحسوبية والواسطة من عوامل وآليات تدمير المجتمع وهي السبب الرئيسي في تفشي الفساد في أركانه. وهي سلوكيات مرفوضة في الإسلام. ومبادئ الشريعة الإسلامية تقوم على أسس العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب. وتُعَرَّف الواسطة بأنها «طلب العون والمساعدة من شخص ذي نفوذٍ وحظوةٍ لدى من بيده القرار لتحقيق مصلحة معينة لشخصٍ لا يستطيع تحقيقها بمفرده. والمحسوبية هي اعتبار القرابة العائلية أو السياسية أو المذهبية في تحقيق مصلحة ما؛ كإسناد الوظائف أو الترقيات أو غيرها، وجعل الحسب أو النسب في المقام الأول. والوساطة التي هي الشفاعة، قد تكون شفاعة حسنة أو سيئة، والحسنة منها ما أعانت على الخير، وتُوصل بها إلى تحصيل المباح، دون اعتداء على حق آخرين، أو تقديم من لا يستحق التقديم. والسيئة ما أعانت على الشر، أو كانت وسيلة إلى الظلم، وتقديم من ليس أهلاً، وهذه قد تكون مع دفع الرشوة للوسيط، وقد تخلو من ذلك. أما الرشوة فهي بذل المال الذي يتوصل به الإنسان إلى أخذ ما ليس له، كأن يرشي القاضي ليحكم له بالباطل، أو يرشي مسؤولاً ليقدمه على غيره، أو يعطيه ما لا يستحقه. والرشوة من كبائر الذنوب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لعنة الله على الراشي والمرتشي». ويجوز دفع الرشوة إذا لم يتمكن الإنسان من الوصول إلى حقه إلا بها، فتكون حينئذ حراما على الآخذ دون المعطي. قال ابن حزم: ولا تحل الرشوة: وهي ما أعطاه المرء ليحكم له بباطل، أو ليولى ولاية، أو ليظلم له إنسان، فهذا يأثم المعطي والآخذ. فأما من منع من حقه فأعطى ليدفع عن نفسه الظلم فذلك مباح للمعطي، وأما الآخذ فآثم. وقال الشيخ ابن عثيمين: أما الرشوة التي يتوصل بها الإنسان إلى حقه، كأن لا يمكنه الحصول على حقه إلا بشيء من المال، فإن هذا حرام على الآخذ وليس حراماً على المعطي، لأن المعطي إنما أعطى من أجل الوصول إلى حقه، لكن الآخذ الذي أخذ تلك الرشوة هو الآثم لأنه أخذ ما لا يستحق. المصافحة بعد الصلاة أجمع العلماء على أن المصافحة سنة، فقد روى قتادة رضي الله عنه قال قلت لأنس رضي الله عنه أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال نعم. رواه البخاري. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان فيصليان علي إلا غفر لهما الله قبل أن يتفرقا» الترمذي وأبو داود وغيرهما،. يقول الدكتور عجيل النشمي: هذا شامل لمصافحة الرجل للرجل والمرأة للمرأة. وأما المصافحة بعد الصلوات فقد اختلف الفقهاء فيها، فمنهم من استحبها خاصة بعد صلاتي الصبح والعصر، ومنهم من أباحها، ومنهم من كرهها. ولم يقل أحد بحرمتها أو إنها بدعة ضلالة، والقول بالاستحباب أقواها دليلاً والحجة فيه: أن الأحاديث الحاثة على المصافحة عامة، ولم تخصص في وقت دون وقت، ولما روي عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة الى البطحاء، فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عترة ـ عصاة ـ تمر من ورائها المرأة وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بها وجوههم، قال ابوجحيفة: فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب من رائحة المسك» رواه البخاري. قال المحب الطبري: ويستأنس بذلك لما تطابق عليه الناس من المصافحة بعد الصلوات في الجماعات، لا سيما في العصر والمغرب إذا اقترن به قصد صالح من تبرك أو تودد او نحوه، وقال الإمام النووي: اعلم أن هذه المصافحة مستحبة عند كل لقاء، وأما ما اعتاده الناس من المصافحة بعد صلاتي الصبح والعصر فلا اصل له في الشرع على هذا الوجه، لكن لا بأس به، ومن كلام العز بن عبدالسلام: أن مصافحة من كان معه قبل الصلاة مباحة، ومن لم يكن معه قبل الصلاة سنة، واعتبر ابن عبدالسلام المصافحة عقيب الصبح والعصر من البدع المباحة. وحجة من قال بالكراهة: خشية اعتقاد العوام انها سنة في خصوص ما بعد الصلوات وان لها خصوصية زائدة على غيرها من المواضع. وسئل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى عن حكم السلام بعد الصلاة على من يصلي بجانب أخيه المسلم، وعن حكم قول: تقبل الله، بعد السلام أو قبله، وإذا أصر الشخص على قولها دائمًا فهل يجوز أن نرد التحية عليه بمثل ما يقول، أي: تقبل الله منا ومنك، كما سئل رحمه الله عن حكم قول ذلك بعد الخروج من المسجد كأن يقول: تقبل الله منا ومنكم؟ فأجاب: لا حرج في ذلك إذا قال لأخيه: تقبل الله منا ومنك بعد الصلاة، أو عند الخروج من المسجد، أو عند اللقاء، أو من صلاة الجنازة، أو من اتباع الجنائز، أو من صلاة الجمعة أو غير ذلك كل هذا خير إن شاء الله، لا حرج في ذلك، فالمسلم يدعو لأخيه بالقبول والمغفرة، وإذا دخل المسجد وصلى الركعتين أو أكثر ثم سلم من على يمينه وعلى شماله هذا هو السنة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم شرع للأمة إذا تلاقوا أن يتصافحوا. حكم وأقوال ــ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطَالِبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ وَلَا مَالٍ». ــ يقول إبراهيم التيمي رحمه الله: مثّلتُ نفسي في الجنة آكُلُ من ثمارها وأشرب من أنهارها وأعانق أبكارها، ثم مثّلتُ نفسي في النار آكُلُ من زقومها وأشرب من صديدها وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: يا نفسُ؛ أيّ شيء تريدين؟ فقالت: أريد أن أُردّ إلى الدنيا فأعمل صالحاً! قلتُ: فأنتِ في الأمنية فاعملي! ويَصِفُ الحسن البصري رحمه الله المؤمنَ فيقول: المؤمن قوّام على نفسه يحاسبها لله، وإنّما خفّ الحساب على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنّما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة. ويقول الحسن البصريّ أيضا: يا ابن آدم، إنما أنت أيام مجموعة، كلما مضى يومٌ مضى بعضك. وقال الفضيلُ بنُ عياض رحمه الله تعالى لرجلٍ: كمْ أتَتْ عليك؟ قال: سِتّون سنة. قال: فأنتَ منذ ستين سنة تسيرُ إلى ربِّك، يُوشِكُ أنْ تَبلُغَ. ــ إِنَّا لَنَفْرَحُ بِالْأَيَّامِ نَقْطَعُهَا وَكُلُّ يَوْمٍ مَضَى يُدْنِي مِنَ الْأَجَلِ فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ الْمَوْتِ مُجْتَهِدًا فَإِنَّمَا الرِّبْحُ وَالْخُسْرَانُ فِي الْعَمَلِ ــ قال القاضي شُريح: ليأتين على الناس زمان يُعيّر الرجلُ بايمانه كما يعيّر الفاجرُ بفجوره! كتاب الفتن لنعيم بن حماد. ــ خير الأصدقاء من يقبل اليك إذا أدبر الزمان عنك. ــ يَطُولُ الطَّرِيقُ وَيَمْضِي الصَّدِيقُ وَلا شَيْءَ يَبْقَى كَحُسْنِ العَمَلْ.

مشاركة :