خطيب عرفة: اختلاف اللغات والأعراق ليس مبررًا للنزاع

  • 6/27/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد، في خطبة عرفة التي ألقاها اليوم، بمسجد نمرة بمشعر عرفات، إن اجتماع كلمة المسلمين صلاح للدين والدنيا وتحقيق للمصالح وزوال للمفاسد. ودعا خطيب عرفة، المسلمين إلى «تقوى الله تعالى بطاعته والتزام شرعه وحفظ حدوده، ليكونوا من المصلحين الفائزين في الدنيا والآخرة». وشدّد على أن اختلاف اللغات والألوان والأعراق ليس مبررًا للاختلاف والنزاع، بل هو آية من آيات الله في الكون، وقال «إن مما تتابعت النصوص على تأكيده، الأمرَ بالاجتماع والمحبة والتآلف والنهي عن التنازع والتفرق والاختلاف». وأفاد بن سعيد، أن في اجتماع الكلمة صلاحًا للدين والدنيا وتحقيقًا للمصالح وزوالًا للمفاسد، وحصولًا للتعاون على البر والتقوى، لافتًا الانتباه إلى أنه متى تفرقت الكلمة دخلت الأهواء والضغائن وتنافرت الإرادات فسُفك الدم الحرام، واستحل المال المعصوم وانتهكت الحرمات، وصعُب على الأمة الرقي في حياتها وعسُر الالتزام بالطاعات، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». ونبه إلى أن الشريعة نهت عن الانسياق وراء الشائعات والأراجيف التي يقصد منها تفريق الصف، وقال «ومن هنا يحذر المؤمنون من الحملات المغرضة بمختلف وسائلها وأساليبها الموجهة لتفريق الكلمة، وتأليب بعض المجتمع على بعضه، كما جعل الله عددًا من الطاعات تؤدي بنحو جماعي كما في اجتماعكم اليوم على صعيد عرفات، ومثل اجتماعكم في صلاة الجمعة والجماعة». ودعا حجاج بيت الله الحرام إلى التفرغ للذكر والدعاء، حيث قال «إنكم في موطنٍ شريفٍ وزمانٍ فاضلٍ ترجى فيه مغفرة السيئات وإجابة الدعوات، ولهذا أفطر، صلى الله عليه وسلم، يوم عرفة في حجه، ليتفرغ للذكر والدعاء، فأكثروا من دعاء ربكم لأنفسكم ولمن تحبون ولمن لهم عليكم حق، وللمسلمين عامة بأن يصلح الله أحوالهم، وأن يجمع كلمتهم على الحق». وأضاف: «ولا تنسوا الدعاء لمن أحسن إليكم كما في الحديث: (من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له)، ومن أحسن إلى المسلمين ممن يقوم بخدمة الحرمين الشريفين، ويسهر على راحة ضيوف الرحمن، وفي طليعتهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ومن يعمل معهم، فادعوا الله لهم». وبعد ذلك أدّى حجاج بيت الله الحرام الذين توافدوا منذ وقت مبكر إلى مسجد نمرة صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، اقتداءً بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.

مشاركة :