هبوطٌ كبيرٌ لـ«وول ستريت» يصبغ أسواق العالم باللون الأحمر

  • 10/11/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

سجَّلت بورصات أوروبا وآسيا وكذلك البورصات العربية أمس تراجعاً ملحوظاً بعد أسوأ جلسة تداول شهدتها «وول ستريت» منذ فبراير الماضي أول من أمس الأربعاء، على خلفية التوتر الاقتصادي العالمي المتزايد، بما يشمل المخاوف حول رفع الفوائد الأميركية والخلافات التجارية. وتراجعت بورصة وول ستريت في نيويورك بشكل كبير الاربعاء الماضي، حيث هبط مؤشر داو جونز بنحو 830 نقطة في أكبر تراجع منذ فبراير الماضي بعد انتقادات ترامب الاخيرة للاحتياطي الفدرالي. وخلال أسوأ جلسة منذ 8 فبراير، انخفض مؤشّر داو جونز الصناعي بنسبة %3.15، بينما كان وصل إلى مستوى قياسي قبل ثمانية أيام. أما مؤشّر ناسداك فخسر %4.08، بينما هوى مؤشّر ستاندرد اند بورز %3.29. وفتحت «وول ستريت» على انخفاض أمس أيضاً، لكن ليس بالقدر نفسه الذي أشارت إليه العقود الآجلة للأسهم، بعد بيانات أظهرت ارتفاع أسعار المستهلكين أقل من المتوقع في سبتمبر بما يشير إلى تراجع الضغوط التضخمية. ونزل المؤشر داو جونز الصناعي 80.35 نقطة أو 0.31 في المئة إلى 25518.39 نقطة. وانخفض المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 8.81 نقاط أو 0.32 في المئة إلى 2776.87 نقطة. وتراجع المؤشر ناسداك المجمع 33.98 نقطة أو 0.46 في المئة إلى 7388.07 نقطة. ومع رفع الفوائد الذي دفع بالمستثمرين الى اعادة النظر في توقعات النمو الاميركي، حمل الرئيس الاميركي دونالد ترامب المسؤولية لسياسات الاحتياطي الفدرالي الاميركي، معتبرا انه «اصابه الجنون» بالمساهمة في بلبلة الاسواق المالية. وهبطت البورصات العربية بنحو جماعي بنهاية تداولات أمس، بسبب تراجعات حادة شهدتها الأسواق العالمية على وقع مخاوف بشأن ارتفاع عوائد الدين على أسواق الأسهم في أنحاء العالم. وفي الكويت، انخفض المؤشر الأول بنسبة 0.6 في المئة إلى 5257 نقطة، وتراجع المؤشر العام بنحو 0.52 في المئة ليغلق عند 5065 نقطة، فيما نزل المؤشر الرئيس بنحو 0.37 في المئة إلى 4718 نقطة. وجاءت بورصة السعودية، الأكبر في العالم العربي، في صدارة الأسواق الخاسرة مع نزول مؤشرها الرئيس «تاسي» بنسبة 3.88 في المئة إلى 7530 نقطة، بضغط هبوط الأسهم الكبرى في قطاعي المصارف والمواد الأساسية. ونزلت بورصة مصر مع هبوط مؤشرها الرئيس «إيجي اكس 30»، الذي يقيس أداء أنشط ثلاثين شركة، بنسبة 2.48 في المئة إلى 13283 نقطة، بضغط عمليات تسييل واسعة للمؤسسات الأجنبية. وفي الإمارات، انخفض سوق دبي بنسبة 1.97 في المئة إلى 2755 نقطة، مع تراجع أسهم البنوك والعقار يتصدرها «إعمار العقارية» و«دبي الإسلامي». فيما هبط مؤشر سوق العاصمة أبوظبي بنحو 0.93 في المئة إلى 4967 نقطة، مع هبوط أسهم قيادية مثل «أبوظبي الأول» و«أبوظبي التجاري» و«اتصالات». وهبطت بورصة قطر بنسبة 1.03 في المئة إلى 9861 نقطة مع تراجع أسهم القطاع الصناعي بنسبة 1.43 في المئة والبنوك بنسبة 0.63 في المئة. وفي نفس السياق، تراجعت بورصة مسقط بنسبة 0.42 في المئة إلى 4489 نقطة، بضغط من تراجع الأسهم القيادية، فيما هبطت بورصة البحرين بنحو 0.36 في المئة إلى 1316 نقطة مع نزول بعض الأسهم الكبرى في قطاع البنوك. وحلت بورصة الأردن في ذيل القائمة مع انخفاض مؤشرها 0.04 في المئة إلى 1965 نقطة، بضغط تراجع القطاع الخدمي بنسبة 0.19 في المئة والمالي بنسبة 0.04 في المئة. وبعد تراجع كبير بنسبة تتراوح بين 4 و%6 في أبرز البورصات الاسيوية، انخفضت معه الأسهم الآسيوية إلى أدنى مستوى في 19 شهرا أمس بعدما تكبدت البورصة الأميركية أسوأ خسائرها في ثمانية اشهر، انخفضت الأسهم الأوروبية لأدنى مستوياتها في أكثر من 20 شهرا أمس بعد هبوط وول ستريت في الوقت الذي أثارت فيه المخاوف بشأن ارتفاع عوائد أدوات الخزانة الأميركية عمليات بيع واسعة للأصول عالية المخاطر. وتراجعت جميع القطاعات في أوروبا، مع تأثر أسهم التكنولوجيا بالقدر الأكبر من ضغوط البيع، وانخفض مؤشر قطاع التكنولوجيا الأوروبي 2.4 في المئة. وبحلول الساعة 0712 بتوقيت غرينتش أمس تراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.4 في المئة إلى أدنى مستوياته منذ نهاية يناير 2017. وأغلق المؤشر نيكي الياباني منخفضا عند أدنى مستوى في شهر أمس، وتكبد أكبر هبوط يومي منذ مارس الماضي، متأثرا بعمليات بيع للأسهم العالمية، في حين سجلت أسهم شركات التكنولوجيا والمعدات الصناعية أداء دون أداء السوق عموما. وهبط نيكي 3.9 في المئة عند الإغلاق إلى 22590.86 نقطة وهو أدنى مستوى إغلاق للمؤشر القياسي منذ العاشر من سبتمبر الماضي. وانخفض المؤشر نحو ثمانية في المئة من أعلى مستوى له في 27 عاما عند 24448.07 نقطة الذي بلغه الأسبوع الماضي. ولفت ريتشارد هانتر المسؤول في «انتراكتيف انفستور» الى أن «ضعف وول ستريت تسبب بانسحاب التراجع على بورصات اخرى، حيث هبطت الاسواق الاسيوية بشكل كبير، فيما تحاول البورصات الاوروبية لجم الوضع». وأضاف «في غياب سبب مباشر، يحاول المستثمرون تجاوز القلق المتعلق بالتوتر التجاري والاثر على النمو العالمي ورفع نسب الفوائد في الولايات المتحدة». ودافعت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد عن رفع الفوائد في رسالة غير مباشرة موجهة إلى ترامب. وقالت لاغارد إن قرارات البنوك المركزية برفع الفوائد مثل ذلك الذي اتخذه الاحتياطي الفدرالي الاميركي مبررة على ضوء الاسس الاقتصادية. والخسائر الاكبر في آسيا سجلت أمس الخميس في شنغهاي وتايبه اللتين أغلقتا على %5.2 و%6.3 على التوالي. ووصلت أسواق المال الصينية الى أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات. وكتبت شركة «غوانغزو وانلونغ سيكيوريتيز» في مذكرة «إلى جانب نسب الفوائد، فإن الخلاف التجاري الصيني-الاميركي هو المسؤول عن تقلبات السوق في اكتوبر لأن الناس خائفون من أن يتطور الخلاف الى مواجهة سياسية». خطأ «الاحتياطي» وعلق ميلان كوتكوفيتس المحلل لدى «اكسي تريدر» أن «تراجع وول ستريت يضع بورصات العالم بأسره تحت الضغط». وقال ترامب للصحافيين عند وصوله إلى تجمع انتخابي تمهيداً لانتخابات منتصف الولاية «أعتقد أن الاحتياطي الفدرالي يرتكب خطأ». وما يزيد حدة التوتر أيضاً في الاسواق مفاوضات بريكست التي تراوح مكانها بين الاتحاد الاوروبي وبريطانيا. وقال باني لام رئيس قسم الابحاث في «سي اي بي انترناشونال» «انها مجرد بداية». وحاول وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين من بالي حيث يشارك في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي تهدئة الأمور، قائلاً: «لا أعتقد أنه كانت هناك أخبار من الاحتياطي الفدرالي اليوم لم تكن معروفة مسبقاً. الأسواق تتقلب». وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن هبوط سوق الأسهم في الولايات المتحدة تصحيح طال انتظاره، وإن مجلس الاحتياطي الاتحادي الذي يرفع أسعار الفائدة «جُن جنونه». وأبلغ ترامب الصحافيين قبل حشد سياسي في بنسلفانيا قائلاً: «في واقع الأمر إنه تصحيح ظللنا ننتظره طويلاً، لكنني لا أوافق في الحقيقة على ما يفعله مجلس الاحتياطي الاتحادي.. أعتقد أن مجلس الاحتياطي الاتحادي قد جن جنونه». وقال البيت الأبيض إن العوامل الأساسية في الاقتصاد الأميركي ما زالت قوية وإن مستقبل اقتصاد البلاد مشرق. وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان إن «البطالة عند أدنى مستوى في 50 عاما، وجرى تخفيض الضرائب للأسر والشركات، وجرى تخفيف اللوائح والروتين الحكومي». (عواصم – وكالات)

مشاركة :