إن الفترة التى أعقبت ثورة يوليو ١٩٥٢ شهدت تطورًا كبيرًا فى مجال حماية الآثار والحفاظ عليها حيث انتشار علم المصريات، وسلط العالم أنظاره على الحضارة المصرية القديمة التى تُعد أقدم حضارات الأرض؛ وكذا رصدنا ما تعرضت له الآثار المصرية إبان فترة الاحتلال الإسرائيلى لسيناء، والتى جاء نصر أكتوبر المجيد مخلصًا لها لتكون الانطلاقة الكُبرى فى حقل العمل الأثري، ومع تطور العلم والتكنولوجيا تطورت الأدوات والوسائل المستخدمة فى عملية التنقيب، وكذا تطورت آليات وتقنيات الترميم الأثري، لتحمل وزارة الآثار فى الوقت الحالى على عاتقها حماية وصيانة الآثار التى خلفتها الحضارات المتعاقبة على أرض مصر من أجل مستقبل الأجيال القادمة، وإضافة إلى نشر الوعى الأثرى تأكيدًا على تميز الهوية المصرية وإبرازًا لدور مصر المحورى فى نشأة الحضارة الإنسانية، والسعى لجعل مصر مركزًا متميزًا للسياحة الثقافية دعمًا للاقتصاد المصرى وتعزيزًا لقوة مصر الناعمة فى محيطها الإقليمى والدولي، كما تأخذ وزارة الآثار على عاتقها مسئولية حماية التراث الأثرى المصرى من خلال حصر الآثار بكل أنحاء الجمهورية، والتنقيب عنها، وتسجيلها، وصيانتها، وترميمها، آخذة فى الاعتبار أن تكون الأولوية للمناطق المعرضة للمخاطر البيئية أو الزحف العمراني، بالإضافة إلى الإشراف على جميع البعثات الأثرية الأجنبية العاملة فى مصر.كما تقوم الوزارة بكل المهام المتعلقة بإتاحة المواقع الأثرية للزوار والدارسين، بالإضافة إلى إقامة المتاحف ووضع خطط عملها بما يضمن أن تضطلع بأدوارها المتعددة من تعليم، وتثقيف، وترفيه بما تشمله تلك الأدوار من تعريف بالحضارة المصرية، وتوثيق للمقتنيات المتحفية وصيانتها، وإجراء البحوث العلمية، ونشر للوعى الأثرى خاصة بين الأجيال الجديدة، وهو ما يتكامل بشكل أساسى مع إقامة معارض الآثار بالخارج ترويجًا للحضارة المصرية باعتبارها جزءًا متميزًا من التراث الإنسانى العالمي.كما تشترك وزارة الآثار بما لها من خبرات فى كل ما يتعلق بإدارة المتاحف فى تطوير كل المتاحف المصرية التابعة للعديد من الوزارات الأخرى، وذلك من خلال الاشتراك مع الوزارات المعنية فى وضع خطط العرض المتحفي، والعمل على صيانة وترميم معروضاتها، وتنمية مواردها المالية، وتعظيم دورها فى خدمة المجتمع. تسهم أيضًا وزارة الآثار فى تنفيذ خطط التنمية المستدامة من خلال إحياء الحرف المصرية التراثية المعرضة للاندثار من خلال توثيقها، وإجراء البحوث المتعلقة بها، وإقامة مراكز للحرف بالمتاحف ترويجًا للثقافة المصرية وتأكيدًا على تفردها.تسهم وزارة الآثار فى الوقت الحاضر فى دعم الاقتصاد المصرى من خلال دورها المتميز فى إثراء السياحة الثقافية من خلال عائدات المتاحف والمناطق الأثرية بما يتضمنه ذلك من إنتاج وبيع المستنسخات الأثرية المطابقة تمامًا للقطع الأصلية، كما تتعاون وزارة الآثار مع غيرها من الوزارات المعنية والجهات المصرية والأجنبية فى مجال مكافحة تجارة الآثار واسترداد الآثار المصرية.
مشاركة :