أثاث جريد النخيل صناعة رائجة جنوبي مصر

  • 10/12/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: «الخليج»تلقى حرفة صناعة الأثاث المنزلي من جريد النخل رواجاً في مصر، وهي من أقدم المهن، التي عرفها المصريون طوال تاريخهم، واستمر توارثها عن الآباء حتى الآن جيلًا بعد جيل، وما تزال هذه المهنة وما تُنتجه من أثاث رائجة في صعيد مصر، فلا يكاد يخلو بيت جنوبي منها، سواء من الأسّرة أو الكراسي أو الأقفاص التي تستخدم في التجارة.محافظة قنا تعد من أكبر محافظات مصر حفاظاً على هذه المهنة وتطويرها، فهناك قرى كاملة فيها تعمل في هذا المجال، خاصة في مركز «نجع حمادي». وتمر عملية تصنيع الأثاث المنزلي من جريد النخل بمراحل عدة، تبدأ بتقطيع الجريد وتركه في الشمس لمدة 3 أيام صيفاً أو 10 أيام شتاء، حتى يذبل، ثم تبدأ عملية التصنيع، حيث يتم تقسيم الجريد إلى رقائق سقف وأطواق ودوائر ومربعات وضيق ولواصق وعيدان، ومن خلال هذه الأدوات يتم تصنيع الكراسي أوالأسرّة أو الأقفاص التي تختلف حسب المنتج الذي ستوضع فيه.يقول عيد صاحب إحدى ورش تصنيع الأقفاص في قنا: «هذه المهنة شاقة وتعتمد على الجلوس والانحناء فترات طويلة، وتستخدم في هذه الصناعة اليدوية أدوات بسيطة مثل «المنجل» لعزل الخوص عن الجريد، و«الساطور» لتقطيع الجريد وشقه إضافة إلى شاكوش خشبي لدق الجريد داخل الفتحات المصنوعة في المنتج، ومقياس من جريد الخشب لتحديد الطول المناسب لكل جزء من أجزاء العمل المراد تصنيعه».ولفت شحاتة صاحب إحدى ورش التصنيع من جريد النخل، إلى أنه يعمل في هذه المهنة منذ 40 عاماً، مشيراً إلى أن هذه المهنة تتطلب صبراً كبيراً.ويضيف شحاتة، أن السن المناسبة لتعلم الصنعة هي سن السادسة حتى يصبح الصانع محترفاً يجيد تصنيع جميع الأثاثات المنزلية الممكنة، ويبتكر أشكالاً جديدة، موضحاً أن الطفل حين يصل إلى سن العشرين يكون قد تشرب المهنة تماماً.وأشار شحاتة إلى أن ورشته تنتج أقفاص الطماطم وأقفاص الخضراوات والفواكه، إضافة إلى الكراسي، والأسرّة و«الترابيزات»، مؤكداً أن كلًا من هذه الأصناف له زبونه، وإن كانت الأقفاص هي الأكثر رواجاً، ثم الأسرّة التي يستخدمها المزارعون في حقولهم لصعوبة التصاق الحشرات بها ولبرودتها في الصيف أيضاً، فضلًا عن الكراسي و«الترابيزات» المطلوبة من قبل المقاهي بديلًا عن المنتجات البلاستيكية.ونفى شحاتة القول إن هذه المهنة ستنقرض، معرباً عن اعتقاده بأنها ستظل موجودة إلى الأبد لأنها كما يقول هي الأسلم للفاكهة والخضار نظراً لبرودتها على عكس الكراتين والأقفاص المصنوعة من البلاستيك أو الأخشاب، مضيفاً أن هذه المهنة مهنة قديمة والأجانب يسمونها «العمل الفرعوني».وأضاف: «العمل في الورشة يكون حسب الإنتاج، وقد يستمر لأكثر من 14 ساعة حسب قدرة العامل، ويستطيع العامل إنتاج ما بين 15 إلى 20 قفصاً في اليوم، أو سريراً واحداً أوكرسيين، أو ثلاث مناضد صغيرة».وأشار إلى أن هذه المهنة منتشرة في جميع أرجاء مصر، فهناك قفاصون في سوهاج وأسيوط، وفي الفيوم والمنيا وبني سويف، والكثير من الصناع يأتي للعمل في ورش قنا.ويضيف هاني (طفل عمره 11 عاماً) يعمل في الورشة، أن العمل يستمر طوال العام، خاصة في الشتاء، بينما يقل العمل في الصيف نتيجة لقلة جريد النخل؛ لأن النخيل يكون محملًا بالبلح. ويشير هاني إلى أن سعر السرير يصل إلى 100 جنيه، وسعر الكرسي إلى 70 جنيهاً، وسعر المنضدة إلى 50 جنيهاً.ويقول شعبان، عامل في إحدى الورش، إنه يعمل في المهنة منذ 25 عاماً، حيث بدأ العمل وهو في عمر الثامنة، وجاء من الفيوم للعمل في قنا، ويعمل من الثامنة صباحاً حتى 12 مساء، وفي بعض الأحيان حتى الواحدة صباحاً.ويشير شعبان إلى أن كل عامل في هذه المهنة يكون له تخصصه الذي يجيده.

مشاركة :