يخيم شبح الفضيحة على محاولة اليابان الدفاع عن لقبها في كأس آسيا 2015 لكرة القدم في ظل تورط مدربها المكسيكي خافيير اجويري بآفة التلاعب، لكن الدولة الشرق الآسيوية تبقى المرشحة الأولى لخطف اللقب في ظل سيطرتها على البطولة القارية في آخر عقدين من الزمن. ومن المفترض أن يمثل اجويري أمام محكمة في فالنسيا الأسبانية في فبراير المقبل، بعد ورود اسمه في فضيحة التلاعب بالنتائج التي تعود إلى عام 2011 حين كان مدرباً لريال سرقسطة. ونفى اجويري الذي قاد بلاده إلى الدور الثاني من كأس العالم لعامي 2002 و2010، هذا الاتهام الذي لا يبدو أنه يؤثر على الاتحاد الياباني إذ أكد تمسكه بخدماته. وبرغم شبح تلاعب اجويري، تبقى اليابان مرشحة فوق العادة للدفاع عن لقبها الذي أحرزته في قطر 2011 بشق النفس على حساب استراليا 1-صفر، رافعة عدد ألقابها إلى أربعة ومنفردة في الرقم القياسي الذي كانت تتقاسمه مع السعودية وإيران. ووقعت اليابان في المجموعة الرابعة مع ثلاثة منتخبات عربية هي: العراق بطل 2007 والأردن والوافد الجديد فلسطين. ويخوض منتخب السامواري النهائيات بعد خروجه من الباب الضيق في مونديال 2014 ما تسبب باستقالة مدربه الإيطالي البرتو زاكيروني. لكن الفوز الساحق على هندوراس 6-صفر ثم استراليا 2-1 في نوفمبر الماضي منح اجويري الثقة، وذلك بعدما أعاد استدعاء لاعب الوسط المخضرم ياسوهيتو اندو صاحب الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية. كما عاد نجم الفريق كيسوكي هوندا إلى مستوياته المعروفة فيما ينتظر شينجي كاجاوا العائد إلى بوروسيا دورتموند الالماني من مانشستر يونايتد الانجليزي إعادة اكتشاف موهبته الضائعة مع الشياطين الحمر. بيد أن اليابان تحتاج إلى تعزيز خطها الدفاعي الذي دمره نيمار ورفاقه برباعية نظيفة أمام البرازيل في أكتوبر الماضي. وتبرز أيضا في تشكيلة الساموراي الأزرق اسماء يوتو ناجاتومو (انتر ميلان الايطالي)، شينجي اواكازاكي (ماينتس الالماني)، والقائد ماكوتو هاسيبي (اينتراخت فرانكفورت الالماني)، علما بأنها أنجبت سابقاً نجوماً من طراز كازويوشي ميورا وشونسوكي ناكامورا وهيديتشوي ناكاتا وهيروشي نانامي. وتعرضت اليابان لضربة قاسية قبيل انطلاق البطولة بإصابة في الركبة لمدافع شالكه الألماني اتسوتو اوتشيدا (26 عاماً) الذي حمل ألوان بلاده 71 مرة، فاستدعى اجويري بدلا منه مدافع كاشيما انتلرز ناوميتشي اويدا. لم تخض اليابان التصفيات بحكم تتويجها في النسخة الأخيرة في قطر، فحصلت على هذه الميزة مع وصيفتها استراليا وكوريا الجنوبية الثالثة. هوندا.. القلب النابض لمحاربي الساموراي!! يعتبر هوندا لاعب ميلان الايطالي القلب النابض لمنتخب الساموراي، ويقدم دوما القيمة المضافة في وسط الملعب. كانت دموع هوندا معبرة بعد الخروج المخيب من المونديال البرازيلي، ووصف فريقه بـ «المثير للشفقة» بعد اربع سنوات من قيادته إلى الدور الثاني في مونديال 2010. يشبه هوندا، بطريقة تشقير شعره وعمله الدؤوب في الوسط وملابسه الجريئة، نجم المنتخب السابق هيديتوشي ناكاتا الذي حمل ألوان المنتخب في مونديالي 2002 و2006. فرض هوندا، صاحب الشخصية القوية، نفسه خليفة لناكاتا وناكامورا في خط وسط اليابان، وبرغم شهرة شينجي كاجاوا لانتقاله إلى مانشستر يونايتد، بقي نجم سسكا موسكو الروسي السابق صانع ألعاب اليابان الرئيس، وبفضل هدوئه وقدرته على الاحتواء، يملك ابن الثامنة والعشرين قدرة هائلة على قراءة المباريات والمراوغة والتسجيل. اختير اختصاصي الركلات الثابتة افضل لاعب في كأس آسيا 2011، وفاجأ العالم بتصريحه عندما رأى ان لا سبب يمنع اليابان من الفوز بالمونديال الاخير قبل ان يعيش الخيبة المرة. فشل هوندا في الهام اليابان لتحقيق نتائج طيبة في المونديال عزز مزاعم خضوعه لجراحة في الغدة الدرقية ما تسبب بفقدانه الكثير من وزنه، لكن فورمته الجيدة مع فريقه وبلاده مؤخرا تؤكد عودته الى مستواه الطبيعي. ينحدر هوندا من عائلة رياضية، فشقيقه الاكبر كان لاعب كرة قدم، وعمه الاكبر دايسابورو مثل اليابان في رياضة الزوارق في ألعاب 1964 الاولمبية التي اقيمت على ارضه في طوكيو، كما أن تامون هوندا، نجل دايسابورو، شارك ثلاث مرات في ألعاب 1984 و1988 و1992 الاولمبية في رياضة المصارعة الحرة. الكمبيوتر الياباني في مهمة فك شفرة اللقب الخامس بدأت اليابان المشاركة في البطولة الآسيوية الرابعة عام 1968 في ايران، وخاضت تصفيات المجموعة الثالثة فحلت ثانية برصيد 7 نقاط بفارق الاهداف خلف تايوان، ولم تتأهل إلى النهائيات، وغابت كذلك عن نهائيات الدورات الخامسة عام 1972 في تايلاند، والسادسة عام 1976 في ايران، والسابعة عام 1980 في الكويت، والثامنة عام 1984 في سنغافورة. لم تكن عودة اليابان الى نهائيات النسخة التاسعة في قطر عام 1988 موفقة، حيث احتلت المركز الخامس الأخير في المجموعة الأولى برصيد نقطة واحدة (لم تسجل اي هدف ودخل مرماها 6 اهداف)، حيث تعادلت مع ايران صفر-صفر، وخسرت امام كوريا الجنوبية صفر-2، والامارات صفر-1، وقطر صفر-3. استضافت اليابان الدورة العاشرة عام 1992، فاحتلت المركز الثاني في مجموعتها ضمن الدور الاول برصيد 5 نقاط وبفارق الاهداف خلف الامارات بعد تعادلها معها سلبا، ومع كوريا الشمالية 1-1، وفوزها على ايران 1-صفر، وتأهلت الى نصف النهائي حيث فازت على الصين 3-2، ثم على السعودية 1-صفر في المباراة النهائية وأحرزت لقبها الآسيوي الاول. وفي حملة الدفاع عن لقبها في الدورة الحادية عشرة عام 1996 في الامارات، تصدرت اليابان بقوة المجموعة الثالثة بالنقاط كاملة (9 من 9) اثر فوزها على سوريا 2-1، واوزبكستان 4-صفر، والصين 1-صفر، ثم فقدت اللقب بخسارتها أمام الكويت صفر-2 في الدور ربع النهائي. وفي لبنان عام 2000، توجت اليابان بلقبها الثاني إثر تغلبها في المباراة النهائية على السعودية 1-صفر، ثم احتفظت بلقبها في الصين عام 2004 بفوزها على منتخب الدولة المضيفة في النهائي 3-1، ثم خرجت من الدور ربع النهائي في نسخة 2007 بخسارتها امام استراليا بركلات الترجيح عقب تعادلهما في الوقتين الاصلي والاضافي 1-1. وفي النسخة الاخيرة دخلت اليابان تاريخ القارة الصفراء بتتويجها للمرة الرابعة على حساب استراليا بهدف وحيد سجله تاداناري لي في الوقت الاضافي بكرة على الطائر بقدمه اليسرى (109).
مشاركة :