..... يسجل حضورا متواضعا هنا كل أسبوع أبعد ما يكون عن الصورة النمطية الضيقة الشائعة عنه .. التي ربـما يصدقها هو عن نفسه أحيانا...!. *** نظر في مرآة سيارتـه الداخلية مبتسما يشاهد فرحة أبنائه يتراقصون على أنغام «يا دار، لا هنتِ ولا هان راعيك» .. نظر من حوله فاتسعت بهجته وهو يلتقط وسط زحام السيارات شبابا هنا يلوحون بالأعلام الخضراء وفتيات هناك يتزيـن بارتداء ذات الأعلام بخضارها على أكتافهـن ليقهـرهن سواد رداء لا يتناسب وربيـع أرواحهـن. لمح زوجته من طرف عينيه، رأى هامة رأسها تطالـع سارحة أفق الليل، بصمت وهدوء. حول نظره بدوره لمسار رؤيتها، وجد في إضاءة أنوار الطريـق إشعاعات تسرقه هو الآخر ليتوه في سرحانه سرحانها.... دوامة فكر جليلة ألحت عليه بولوج أبعادها، فخفتت أصوات الاحتفال وأضيئت شمعة واقـع..! كان وهجـها كوهـج كل نجم لا يجامل بحرقته.. كان تراقصها لا يشبه رقص ذلك الواثـق من زمن التراث الأصيل... كان دمعها حارا وبلون لبها المصقول.. يسيح ويتشكل، مضمونها لا شكل له ويحمل الكثير من المعنى والمغزى..! نفض رأسه ليعود لواقـع الاحتفال، وليوقف سيارته عند رصيف كورنيش البحر ... انطلق الأبناء للهو.. و أمسك بيد زوجته ليصغيا لموج البحر الهادئ ، الحركة التي لطالما نهاها عن فعلها في الأماكن العامة ليس درءا للشبهات بل اجتنابا لوجـع الرأس الذي يمكن في أي لحظة أن يسببه لهما جاهل..!!. .. حدث نفسه، هو يومي أنا الوطني، وأنا المواطن, نعم هذه الكائنة غالية وأنا أعشق تـراب الأرض التي أنجبتها !!! .. ما بال شمعة بنات الأفكار لاتـزال مضاءة في مدى البحر المظلـم..!.. قرر أن يقطع الصمت فسأل محبوبته أم عياله إن كانت جائعة؟.. ذكرته بابتسامتها العريضة وصوتها المتهكم بأنهم للتو خرجوا متخمين من وراء حواجز ذاك القسم العائلي المزدحم في ذاك المطعم الإفرنجي..!.. لكنه يعلـم بأنها بالفعل جائعة، جوعا لا دخل لمعدتها به .. إلى متى تساءل بالنيابة عنها؟.. لم يستطـع أن يضـع عينيه في عينيها أكـثر، وقرر ملاحقة ضي تلك الشمعة في المدى التي خفت ضوؤها وبردت درجة حـرارتـها بعد حرقـة بوح سيدتـه الصامت...! .. نادى على صغيرتـه، احتضنها بقوة وحملها بيدين ممدودتين للأعلى وسألها ووجهـه يواجه محياها الغض، ماذا تريـن من موقعك ؟.. أجابته بصوتها الطفولي الأشبه بالنغـم، أراك والدي..!.. كرر سؤاله في قلبه .. وماذا تريـن أيضا .. يا صغيرتي ...! .. أتريـن حبا، عطاء، احتراما، ثقـة، تحضرا، صدقا، شجاعة ... هل تريـن أمانا..!؟.. حينها قاطعـه دوي أصوات الألعاب الناريـة في سماء عيد الوطن وهللـت صغيرتـه مبتهجة ولمعت أضواؤها في وسـع عينيها المترقبتين فابتهجت أساريـره.. أما ضي تلك الشمعة في تعاريـج أفق خيال واقعـه، فأيضا لازالت تتلألأ في مقلتي من ورثـت أطفاله أجمل عيون. mrcitizen.okaz@gmail.com
مشاركة :