"مايكل اليجريا" رائد الأرقام القياسية لـ"الاتحاد": منجزات الإمارات فضائياً أبهرت العالم

  • 10/13/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وصف رائد الفضاء مايكل لوبيز اليجريا برنامج الإمارات الفضائي بالـ«مبهر»، نظراً لما أنجزته وكالة الإمارات للفضاء من منجزات وشراكات استراتيجية وتعاون دولي خلال فترة تقل عن 5 سنوات. وقال خلال حوار لـ «الاتحاد»: «لم تكن دولة الإمارات إحدى الدول المعروفة في القطاع الفضائي قبل الإعلان عن إطلاق وكالة الفضاء، إلا أن برنامجها الطموح والمتسارع عبر الدخول في مجال الأقمار الاصطناعية وتدريب رواد الفضاء والاستثمار الفضائي، جميعها أدت بدولة الإمارات لأن تكون مصدراً ملهماً لدول المنطقة». وأشار إلى أن الإمارات تعد اليوم إحدى أبرز الدول الناجحة في قطاع الفضاء عالمياً، عبر مشاركتها الفاعلة في مختلف المؤتمرات والفعاليات والمحافل ذات العلاقة بتنظيم الفضاء، إضافة إلى التواصل المستمر مع كبريات الوكالات العالمية بهدف الاستفادة من الخبرات والبناء على التجارب المختلفة، وصولاً لمختلف أهداف الإمارات في قطاع الفضاء. وتابع: «لمست خلال زيارتي دولة الإمارات ضمن أسبوع الفضاء العالمي وجود الإرادة الحقيقية بإيجاد برنامج فضائي مستدام، حيث تعمل خلاله الإمارات على ضمان استمراريته عبر إيصال مفاهيم أهمية الفضاء للأجيال اللاحقة من خلال استضافة رواد الفضاء، وجذبهم إلى العلوم ذات العلاقة به». إلهام الأجيال الناشئة وحول إعلان دولة الإمارات عن أول رائدي فضاء، وهما هزاع المنصوري وسلطان النيادي، اعتبر اليجريا أن هذه الخطوة تمثل تأكيداً عميقاً على رؤية دولة الإمارات تجاه الفضاء والمستقبل، حيث سيشكل رواد الفضاء مصدراً يلهم الجيل الناشئ بالقدرة على النجاح، نظراً لوجود أفراد يماثلونهم في الوطن واللغة والتقاليد استطاعوا الوصول إلى الفضاء، مما سينتج عنه جيل يرغب بتحقيق النجاح. وأضاف: «رأيت صوراً عدة لهما خلال فترة التدريب، حيث كنتُ يوماً ما في الأماكن ذاتها التي يتدربان بها، وعشت يوماً هذه الأيام والظروف التي يمران بها، واستحضرت الذكريات وأنا أشاهدهما خلال صور تدريبهما في محطة الفضاء الروسية قبل بدء أحدهما في مهامه الفضائية خلال أبريل من العام المقبل». وتابع: «نصائحي لرائدي الفضاء تتمثل في 3 قيم جوهرية، أولاها البعد عن القلق والخوف، وثانيتها بالتمرين المتواصل والجاد للوصول إلى تحقيق الهدف الأكبر وهو المشاركة في المهمة الفضائية، أما النصيحة الثالثة فتتمثل في الاستمتاع بمختلف فترات التدريب وخلال فترة القيام بالمهمة الفضائية، فهما يصنعان التاريخ الآن لدولة الإمارات». شروط رواد الفضاء وحول الشروط الواجب توافرها في الراغب في أن يكون رائداً للفضاء، أوضح وجود 4 شروط تتمثل في امتلاكه لمستوى معين من التعليم والخبرة في مجالات العلوم والطيران، إضافة إلى الصحة الجيدة، وذلك متوافر بشكل كبير للشباب في العقدين الثاني والثالث من العمر، وأن يكون لاعباً جماعياً بارزاً في فريق العمل الفضائي، بحيث يكون مؤمناً بأهمية روح الفريق الواحد خلال المهام، إضافة إلى الثقة بالنفس التي تضمن له البعد عن مشاعر الخوف والقلق، وتنشأ بعد مرحلة معينة من التدريب المكثف. تجربته الشخصية وحول تجربته الشخصية كرائد فضاء في وكالة «ناسا» الأميركية وتوليه منصب قائد بعثة محطة الفضاء الدولية، أوضح اليجريا أنه كان يأمل خلال صغره بأن يكون رائد فضاء، حيث كان الموقف آنذاك هو نجاح مجموعة صغيرة من الأشخاص في إنجاز ذلك، نظراً لما يتطلبه رائد الفضاء من عمل وجهد، ويقول: «لذلك كنت شغوفاً وقتها بالفضاء، وبدأت هذا المشوار في عام 1992». ولفت إلى أنه شارك في عدد من المهام الفضائية منذ ذلك الوقت، حتى حصوله على الرقم القياسي في أطول فترة بالفضاء خلال رحلة فضائية واحدة، حيث وصل عدد الأيام التي أمضاها هناك 215 يوماً، قبل أن يحطم هذا الرقم من قبل رائد الفضاء سكوت كيلي. وبيّن أن فترته كرائد فضاء، شكلت تحدياً خاصاً بالنسبة إليه، عبر العمل على تجاوز عدد من تحديات البدايات، لافتاً إلى أن الوجود في الفضاء يعد تجربة فريدة لا تنسى، حيث من الصعب وصف تلك اللحظة التي يرى رائد الفضاء فيها كوكب الأرض من تلك النقطة في الفضاء. وأضاف: «تجد الفضاء خالياً من الحروب والكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية، وعندما تدرك هذه التفاصيل تسعى بعد عودتك إلى الأرض لأن تكون مواطناً متصالحاً مع نفسك ومع الآخرين، وإنساناً يسعى للحفاظ على بيئته للحفاظ على الغلاف الجوي، وطرفاً فاعلاً في المجتمع عبر المشاركة مع مختلف الأطراف فيه نحو عالم أفضل متسع للجميع». الاقتصاد الفضائي ورداً على سؤال حول أهمية الاستثمار في قطاع الفضاء برغم وجود عدد من التحديات الاقتصادية التي تمر بها المنطقة، أوضح اليجريا أن حجم الاستثمار في صناعة الفضاء يصل اليوم إلى نحو 200 مليار دولار سنوياً، وهو لا يصرف على المركبات الفضائية والمحطات، بل يصرف أيضاً على التقنيات المستخدمة وتطويرها، والتي تستخدم لاحقاً في مجالات أخرى حياتية غير فضائية. ولفت إلى أن القطاع يقدم مردوداً اقتصادياً مهماً عبر استحداث المزيد من الوظائف، وتوفير التقنيات المهمة في مجالات الاتصالات ومشاريع البنية التحتية، حيث يعد الفضاء اليوم أحد جوانب الربح الاقتصادي. توجيهاته لشباب الإمارات وتوجه اليجريا بعدد من النصائح لشباب الإمارات من الحالمين يوماً بأن يكونوا رواد الفضاء بالقول: اختر حلماً واتبعه، فوجود الحلم يعد حافزاً نحو المواصلة والعمل لتحقيقه، وعش حياتك حيث يتطلب العمل لأن تكون رائداً للفضاء، أن تكون ناجحاً أولاً في مجالات العلوم أو الطيران ولذلك فاثبت نفسك وطور معارفك، مشدداً على أن القيمة الحقيقية تكمن في «شغف الفضاء» لا قصراً على مهنة رائد الفضاء.

مشاركة :