أوضح محامون لـ"عاجل"، عقوبة عقوق الوالدين في النظام، وكيفية تعامل المحكمة مع المتهمين بها، وذلك تعليقًا على قرار المحكمة بمعاقبة شابّ عقّ والده المسنّ بالحبس والجلد. وقام الشاب بضرب والده الذي في عمر السبعينات، وتلفّظ عليه بعبارات "لا تفتح فمك يا شايب" و"انقلع عن وجهي"، والشابّ متعاط للمخدرات والمسكر، وسبق أن سُجن لأنه عاق لوالده وضربه أكثر من مرة، ولكنه لم يتّعظ ويتوقف عن فعلته، والأب مُقعد وكبير بالسن، وقد حاولت شقيقته منعه إلا أنه تعرض لها أيضًا بالضرب، وبعد شكوى الأب عن عقوق ابنه، صدر حكم على الابن بالسجن 5 سنوات والجلد 3 آلاف جلدة. وقال المحامي والمستشار القانوني أحمد الشهاري، لـ"عاجل"، إن الدين شدّد على طاعة الوالدين وبرهما، والإحسان إليهما في كبرهما بفرش جناح الرحمة لهما، وليس هناك نص تنظيمي يحدد عقوبة عقوق الوالدين أو أحدهما، بل إن المعمول به أن يودع الولد العاق في التوقيف دون الحاجة لحكم قضائي، ولا يفرج عنه إلا برضاء والديه وبموجب أمر من الحاكم الإداري. أما إذا كان الحبس بموجب حكم قضائي، فلا يسقط العقاب بالحق العامّ بتنازل أحد الأبوين أو كليهما، مضيفًا أن بعض القضايا يكون فيها اعتداء بالضرب، فيتم تحويل الابن للنيابة من أجل الحق العامّ، أو سبّ أو شتم أو هدد أحد الأبوين بالسلاح، أو أي فعل يقتضي معه الحكم بالحق العامّ، فيتم تحويله للنيابة. من جانبها، قالت المحامية جميلة الأطرم، إن من أهم أسباب عقوق الوالدين هو البعد عن الأبناء وعدم احتوائهم نفسيًّا، ويجب التقرب لهم، ويكون ذلك بمجالستهم والتحاور معهم وملاطفتهم في صغرهم، والتماس العذر لهم عند زيادة انشغالهم في أمور الحياة، فالواجب علينا بر الوالدين والإحسان إليهما والحذر كل الحذر من عقوقهما بالقول أو الفعل. ومن الناحية القانونية، فالمحكمة المختصة بالنظر في هذه الدعاوى هي المحكمة الجزائية، وقضايا عقوق الوالدين من الجرائم الكبيرة الموجبة للتوقيف بقرار وزير الداخلية 1900، ولكن عند صدور حكم بإقامة العقوبة على الابن، فإن الوالدين يأبى فؤادهما ذلك، فيقدمان على التنازل عن حقهما، ويكتفيان بالتعهد فقط برعاية الوالدين والإحسان إليهما والحذر كل الحذر من عقوقهما بالقول أو الفعل، مشيرة إلى أن العقوبة هي ما بين السجن والجلد وتقديرية من القاضي.
مشاركة :