العنابي على الطريق الصحيـح

  • 10/14/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة - صفاء العبد: من حقنا أن نستبشر خيراً بالعنابي في مهمته القارية المقبلة .. فما قدمه أمس الأول، في التجربة الغنية التي أنهاها بالتغلب على منتخب كبير مثل المنتخب الإكوادوري وبأربعة أهداف لثلاثة، يستحق كل الإشادة .. والإشادة هنا لا تنحصر بنتيجة المباراة وإنما بالمستوى الطيب الذي أظهره لاعبونا وبالروح العالية التي كانوا عليها والثقة الكبيرة بالنفس دون أن ترهبهم سمعة منتخب له اسمه ومكانته الدولية وذلك أمر في غاية الأهمية أن لم نقل إنه قد يكون أهم من الفوز نفسه.. وربما يكون مهماً هنا الإشارة إلى أن بصمات المدرب الإسباني فيلكس سانشيز بدأت بالظهور فعلاً .. فحصيلة جهده التدريبي كانت أكثر وضوحاً هذه المرة ومراهنته التكتيكية نجحت بشكل كبير حيث عرف كيف يواجه منتخباً متخماً بالأسماء المهمة من لاعبين يلعبون في دوريات لها ثقلها في القارتين الأمريكية والأوروبية أيضاً.. فخلافاً لكل التوقعات المسبقة وجدنا العنابي وهو يفرض أسلوبه ويتحكم بسير المباراة تماماً وخصوصاً في الشوط الأول الذي أنهاه بالتقدم بهدفين نظيفين كانا بتوقيع الثنائي الخطير أكرم عفيف والمعز علي .. وعندما نتحدث عن الشوط الأول فإنما نشير إلى تلك الأرجحية الواضحة في الخطوط الثلاثة .. فمع أن المنتخب الضيف كان هو من بادر بالهجوم إلا أن تحركاته كانت تصطدم بتنظيم دفاعي محكم تألق فيه تحديداً قلب الدفاع الصاعد بسام هشام ليقدم واحدة من أجمل عروضه حيث تميز بحسن التمركز وبالقدرة على مواجهة المحاولات الإكوادورية إلى جانب نجاحه الكبير في الحد من خطورة لاعب مهم مثل استيفان بلازا فيما تكفل زميله طارق سليمان بالمهاجم الآخر إينر فلنزيا وكلاهما عانيا كثيراً وعجزا عن ترجمة أي من المحاولات التي صنعها المنتخب الضيف خلال الشوط الاول هذا إلى جانب الدور المهم جداً الذي لعبه بيدرو في الجانب الأيمن حيث عطل تماماً مساعي اللاعب إيرتون ولم يسمح له بالمرور من منطقته وهو ما فعله زميله عبدالكريم حسن في الجانب الآخر مع الجناح الإكوادوري ميلر ولكن بدرجة أقل نسبياً.. ومثلما نجح رباعي الدفاع في مهمتهم بشكل امثل خلال الشوط الاول كذلك كان الحال مع لاعبي الارتكاز بوعلام ومادبو حيث كان الانسجام بينهما واضحا وبطريقة مكنتهما من ان يسجلوا بعض الارجحية في منطقة العمليات .. أما الحديث عن المنظومة الهجومية فإنه حديث يسر القلب فعلاً .. فقد أثبتت هذه المباراة أن لدينا رباعياً رائعاً في الأمام .. فالمعز علي كان أكثر من رائع ليس فقط لأنه سجل هدفين وصنع الهدفين الآخرين وإنما أيضاً لأنه كان يتحرك بديناميكية أزعجت دفاعات الإكوادور كثيراً دون أن تتمكن تلك الدفاعات من الحد من خطورته .. ومع أننا نعتقد أن لدى أكرم عفيف ماهو أفضل من هذا الذي قدمه أمس الأول إلا أن ذلك لا يقلل أبداً من أهمية دوره في هذا اللقاء إذ نشط كثيراً في الجانب الأيسر وكان انضمامه إلى العمق يشكل المزيد من الخطورة دائماً بحيث توج ذلك بالهدف الأول الجميل الذي سجله في الدقيقة ( 32 ) ليفتتح بذلك سجل الأهداف العنابية الأربعة .. أما حسن الهيدوس فيبقى تلك الشعلة الوهاجة التي تضفي الكثير من الفاعلية الهجومية للعنابي وهو ما جعل منطقته في الجانب الأيمن الأكثر خطورة لاسيما وأن بيدرو كان يعزز ذلك من خلال توغلاته المستمرة في تلك المنطقة في حين أظهر عبدالعزيز حاتم قدرة كبيرة على تصعيد إمكانات العنابي الهجومية من خلال الدور الذي لعبه قريباً من المعز علي في الأمام .. ومثلما نشيد هنا بتلك الصورة الجميلة التي أظهرها لاعبونا في الخطوط الثلاثة نشيد أيضا بإمكانات حارسنا الصاعد يوسف حسن الذي أثبت مرة أخرى جدارته العالية رغم حاجته إلى المزيد من الخبرة وهو ما قد يعرضه لبعض المواقف الصعبة مثل تلك التي جعلته يتسبب بالهدف الإكوادوري الثاني .. غير أن كل هذا الإطراء الذي يستحقه العنابي بما قدمه في هذه التجربة المهمة والغنية يجب أن لا يجعلنا نغض الطرف عن بعض الملاحظات التي لابد وأن تكون قد أخذت طريقها إلى مفكرة المدرب سانشيز سعياً لمعالجتها في التجارب التالية ومنها تجربة بعد غد أمام أوزبكستان في طشقند .. وفي مقدمة تلك الملاحظات ما يتعلق بهذا التباين في أداء بعض اللاعبين بين شوطي اللقاء .. فما قدمه العنابي في الشوط الثاني لا يرتقي إلى ذاك الذي قدمه في الشوط الأول ولا سيما بالنسبة إلى المنظومة الدفاعية التي عانت من بعض الأخطاء بشكل غير متوقع .. وربما يكون للجانب البدني دور في ذلك بحكم الجهد الكبير الذي بذله لاعبونا في الشوط الأول .. ومع أن المدرب سانشيز كان محقاً في حرصه على إتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من اللاعبين للاستفادة من هذه التجربة إلا أن التغييرات كانت قد أثرت سلباً في المستوى العام للمنتخب بعد الدقيقة السبعين وهو ما سمح للمنتخب الضيف في أن يتحرك بخطورة أكبر لاحقاً ليسجل هدفين آخرين ويقلص الفارق إلى هدف واحد رغم النقص العددي في صفوفه. والنقص العددي هذا يفرض علينا أيضا الإشارة إلى أن العنابي لم يعرف كيف يستثمر ذلك بالشكل السليم وهذا أمر يحتاج إلى وقفة جادة من الجهاز التدريبي خصوصاً وأننا لاحظنا في تلك الدقائق تراجعاً لا يتفق مع ضرورة الاستفادة من مثل هذا النقص في صفوف المنتخب الضيف.. في كل الأحوال نقول إن هذه التجربة هي بالضبط ما كان يحتاجه العنابي في مثل هذه المرحلة المهمة من مراحل الاستعداد لبطولة أمم آسيا .. وفي تقديرنا أن الفرصة مفتوحة أمام العنابي لتحقيق المزيد من التطور والتصاعد في مستواه من خلال المتبقي من فترة الإعداد للبطولة التي تطرق الأبواب.تصاعد واضح في المستوى بالمقارنة بين الصورة التي كان عليها العنابي أمام الاكوادور أمس الأول وبين تلك التي أظهرها في تجربتين سابقتين أمام فلسطين والصين نلمس تصاعداً واضحاً في المستوى وهو ما يبشر بإمكانية أن نشهده بمستوى أفضل أيضاً في القادم من تجاربه وصولا إلى الصورة التي نأملها منه في البطولة القارية التي يبحث فيها عن إنجاز كبير لم يحققه من قبل.مباراة غنية بفوائدها الفنية ليس من شك في أن مباراة العنابي أمس الأول كانت بمثابة فرصة كبيرة للخروج بفوائد فنية وبدنية عديدة لا سيما وأن المنتخب الأكوادوري يتمتع بمزايا رفيعة في الجانبين الفني والبدني حيث يضم بين صفوفه أسماء مهمة بينهم عدة لاعبين يلعبون في صفوف أندية كبيرة مثل ساوبالو وفاسكو دي جاما وفلومينزه من البرازيل وأتلتيكو من الأرجنتين ولوكيرين من بلجيكا وسانتوس لاجونا المكسيكي وغيرها من الأندية المتميزة في أمريكا وأوروبا.المعز وبسام .. ركيزتان متميزتان أكثر من لاعب كان قد لفت الأنظار في صفوف العنابي أمس الأول .. فالمعز علي كان قد أثبت تألقه الكبير وتميزه بإمكاناته الهجومية التي أرهقت دفاعات الإكوادور وتوجت بتسجيله هدفين وصناعته للهدفين الآخرين .. ومثلما أبدع المعز هجومياً أبدع بسام هشام دفاعياً فكان متألقاً إلى حد كبير وهو يتحرك بكل تلك الثقة التي قد تكون أكبر من عمره بكثير.

مشاركة :