كل الذين درسوا في القاهرة خلال عقود الأربعينات والخمسينات وجزء من الستينات، يعرفون ويتذكرون بالتأكيد بيت الكويت، الذي كان مأوى لكل طالب كويتي قبل السفارة الكويتية بعد الاستقلال. حكاية هذا البيت كانت في أواخر الثلاثينات، حين ذهبت أول بعثة طلابية للدراسة في القاهرة بالعام الدراسي 1940/1939، والمكونة من ثلاثة طلاب، أوفدهم مجلس المعارف حينها، فنزلوا في بيت مؤجر بالزمالك أمام بيت عبود باشا في شارع إسماعيل باشا، ولأن ذلك البيت كان قديم البناء ومهدداً بالانهيار، فقد تحرك المسؤولون في بيت الكويت بضرورة استبداله، وخاطبوا دائرة المعارف عام 1942 من أجل البحث عن بيت آخر، وبعد الموافقة جاء الفرج بالعثور على بيت أكثر صلاحية من سابقه، وموقعه في الدقي، شارع عدلي، وملحقة به ساحة خصصت لكرة السلة والطائرة، كما خرج الطلاب الذين كانوا يسكنون إلى شقق، بعد ان دفع بيت الكويت لكل منهم 15 جنيهاً للسكن. كانت الإقامة في بيت الكويت الثاني سوى عام واحد، وبعدها كان الانتقال إلى بيت أكبر مساحة، تم استئجاره في الدقي، شارع قاسم. بعد سبع سنوات تحرك المسؤولون في بيت الكويت لشراء أرض تكون موقعاً للبيت، وبعد موافقة دائرة المعارف بالكويت تم شراء قطعتين متلاصقتين بسعر 8 جنيهات للمتر، وبعد انتهاء عملية البناء افتتح عام 1958، بحضور الرئيس جمال عبدالناصر والشيخ سعد العبدالله والشيخ عبدالله الجابر، والعديد من المدعوين والطلاب الكويتيين بالقاهرة، وقد تحول هذا البيت إلى سفارة الكويت بعد الاستقلال، تلك هي قصة بيت الكويت بالقاهرة. يوسف الشهاب
مشاركة :