من باب منزلها الكائن في قرية سترة، اصطحبت «الأيام» فاطمة أحمد حبيل، التي فقدت بصرها في عمر مبكر، والتي دخلت في غيبوبة لمدة 3 سنوات، كان من المفترض أن تكون خلالها على مقاعد الدراسة، إلا أنها تداركت كل ما فاتها حين أفاقت، بالرغم من أن عينيها بقيتا في الظلام. أول كفيفة تحصل على شهادة المدرب المحترف، كاتبة، رسامة سابقًا، وعاشقة للموسيقى، حيث يمكنها العزف على عدد من الآلات الموسيقية، كما أنها متفوقة وحاصلة على العديد من الشهادات، وهي على وشك التخرج بدرجة البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة البحرين، بعد أن حصلت على بعثة لدراسة التخصص الذي أحبته، والذي تجد نفسها فيه. تنساب الكلمات على لسان فاطمة، تعبر عن أمنياتها بكلمات رقيقة، فهي تطمح لأن تلتحق بسلك التعليم في وزارة التربية والتعليم بعد التخرج، فهي تجد في نفسها القدرة والكفاءة لنيل تلك الوظيفة، كما أن طموحها العلمي يرقى لأن تنال درجتي الماجستير والدكتوراه، وتتمنى أيضًا أن تنال بعثة أو منحة دراسية لتحقيق هذا الحلم. تدرس فاطمة القرآن الكريم، وهي بصدد ختمه قريبًا، كما أصدرت مؤلفًا لها بعنوان «غرد يا قلب»، والذي وقعت نسخة منه وأهدته للصحفية، وقرأت سطورًا من نسخة لروايتها بطريقة برايل، حين تحسست بأطراف أناملها الشفرة العربية للمكفوفين. ستقوم بنشر كتابين آخرين قريبًا، وقد رافقتها «الأيام» إلى دار النشر التي بحثت معه الإجراءات المتعلقة بالطباعة والتوزيع. وتضيف فاطمة: «تخصصت أيضًا في مجال الإرشاد الأسري، وأتمنى بالفعل أن يكون لي مركز أقدم من خلاله الاستشارات بمختلف مستوياتها، سواء للصغار أو للكبار». فاطمة فخورة بنفسها، تنجز مهامها بنفسها، لا تحب أن تشعر بالعجز، ولا تحب الفراغ، نشيطة ومرحة، وتحب الانخراط في المجتمع، وترى أن كتاباتها مساهمة بسيطة هدفها زرع الأمل. عند باب البيت، ذكرت فاطمة أمنياتها مرة أخرى، العمل، بعثة لاستكمال الدراسة، ومركزًا للإرشاد، ثم تحسست باب منزلها وأغلقته خلفها بابتسامة.
مشاركة :