كفاكم ظلماً فهي تاج على الرؤوس!!

  • 10/15/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

* تُصوِّر إحْداهنّ مشهداً فيه يعتدي رجل على فتاة، يصحب ذلك صياح ومطاردات من بعض الأطفال، ثم تقوم بنشره في مواقع التواصل، التي أهمها (تويتر)؛ ليُصنَع بعد ذلك (هَاشْتَاق أو وَسْم عن الحادثة)، في لحظات يصل ليس للترند المحلي بل العالمي!. * نعم نرفض بشدة العُنف، أياً كان، ومهما كان فَاعله الذي لابد من محاسبته، ولكن في الوقت نفسه نحن ضد استغلال الأحداث والمشاهد الأُحَادية والشَّاذة التي حتى نجهل أبعادها وخلْفِيّاتها وحتى جنسية مَـن يمارسونها؛ من أجل تشويه مجتمعنا. * فالوَسم التِّرنْدي لتلك الحادثة شَارك فيه أصحاب النوايا الطيبة الذين هَزت عواطفهم قسوة المشهد، ولكن كان فيه حضور مكثف لحسابات تسعى دائماً لتشويه المجتمع السعودي بشتى الوسائل، واستغلال الحوادث المتعلقة بالمرأة للإساءة لــ(رِجالهِ)؛ حيث رُسِمَت صورة ذهنية عنهم بأنهم وحوشٌ لا هَمّ لهم صباح مساء إلا النَّيْل من المرأة وافْتراسها، أيضاً كان في ذلك الهاشتَاق تواجد لقضايا جَدَلِيّة، سَعَى مَن يرفعون لواءها إلى استثمار الحَدث وتداعياته كــ(إسْقَاط الولاية عن المَرأة)! * مَن يتابع المشهد السعودي في بعض وسائل إعلامه، وفي مواقع التواصل الحديثة التي يسكنها أبناء المملكة كـ(تويتر والسّنَاب شات)، يلحظ لغة واضحة لِتعْميم الحالات السلبية الفردية، والنفخ فيها، واجترارها وكأنها سلوك اجتماعي عام، وظاهرة تَتَلبّسُ السعوديين بكافة أطيافهم! * وهنا الشعب السعودي ليس ملائكياً، فله أخطاؤه كغيره، ولكن كفاية إساءة وظلماً له، -فكما ذكرتُ ذات مقال- لقد أصبح بامتياز هو (شَعب الله المُفْتَرى عليه)، أرجوكم فقط الإنصاف، وإبراز إيجابيات وأخلاقيات مجتمعنا، أما التجاوزات والممارسات السلبية، فضعوها -كما هي- في حجمها الحقيقي، ونطاقها الفردي المحدود. * أخيراً لتتضح لكم حال (المرأة السعودية) قَارنوها بغيرها في بعض الدول العربية وحتى العالمية حيث الاضطهاد والإذلال واستغلال الأنوثة؛ فَبِضدها تتميز الأشياء؛ فالواقع يشهد بأنّ عموم المجتمع السعودي مُؤمن بأن (حواء) هي تلك الدّرة الثمينة، والجوهرة المصُونة، التي حقها دائماً التقدير والاحترام، وأن رعَايتها وخدمتها شَرفٌ يَعتَزُ به ويفتخر الجَميع، الذين يرون أنها أبداً تاج يعلو الرؤوس.

مشاركة :