الحب و«التابو» في خماسيات «عن الهوى والجوى»

  • 10/15/2018
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

يواصل المخرج السوري فادي سليم تصوير مسلسل «عن الهوى والجوى» المؤلف من ست خماسيات من كتابته بالاشتراك مع فادي كيوان، ومن إنتاج «المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني»، ومن بطولة عدد كبير من الممثلين السوريين، على أن تضم كل خماسية وجهاً جديداً في الأقل من خريجي «المعهد العالي للفنون المسرحية»، كما تتنوع شكلاً بين المعاصرة والتاريخية والبيئة. يقول سليم لـ «الحياة» خلال زيارتها أحد مواقع التصوير في العاصمة السورية دمشق، أن «الخماسيات تتحدث عن الحب ضمن إطار من القضايا الاجتماعية، ولكن بطريقة مختلقة تحاكي العنوان، فالهوى هو بداية مراحل الحب والجوى هو آخرها، فنتابع كيفية حدوث حالة الحب، وإلى أين يؤدي بنا وما يمكن أن يفعله فينا، ضمن بيئات مختلفة بين الشعبية والغنية، كما تطرح تابوهات وقضايا مهمة مثل الاغتصاب وحول أمراض عدّة مثل الزهايمر والإيدز، وذلك بعيداً من الســـياسة والأزمة في شكل كلي». وخلال استراحة قصيرة من التصوير، يتحدث الممثل السوري محمد حداقي عن دوره في بطولة خماسية «ذنب» التي تدور أحداثها ضمن الجانب الفقير والمغلق من المجتمع، حيث تتحكم العادات بدرجة مخيفة، عبر قصة فتاة تتعرض لحادثة اغتصاب من رجلين، ليتبين لاحقاً كيفية تعاملها مع الموضوع، والآثار الجانبية الناجمة عن تكتمها على الأمر، بينما يبقى الفاعل حراً طليقاً من دون أي رادع. ويقول: «أجسّد شخصية «بسّام»، رجل من القاع، يحاول العمل على تطوير وضعه المعيشي، قبل أن يضطر بواعز من صديقه لارتكاب جرم السرقة، الحدث الذي يشكل منعطفاً في حياته، إذ يتعرف من خلاله إلى الضحية المسروقة فيقع في حبها. ويحاول طيلة الوقت نتيجة تأنيب ضميره أن يعيد الحق إلى أصحابه. يسير في رحلة يعيش خلالها حالة صراع، حتى يقرر في النهاية الاعتراف بخطيئته وتحمل نتائج فعله». ويشارك في الخماسية الممثلون يحيى بيازي وضحى الدبس وفوزي بشارة ونزار أبو حجر ويحيى بيازي ومصطفى المصطفى، والوجه الجديد علياء سعيد، وفي البطولة عبير شمس الدين التي تكشف عن بعض تفاصيل دورها قائلة: «شخصية هنادي، سيدة أعمال ولديها صالون تجميل للسيدات، تحمل صفات الإيجاب، إذ تحاول الوقوف إلى جانب الشخصية المظلومة، فتساندها وتدعمها. وبالطبع تظهر الأحداث أسباب إيجابيتها المفرطة، والتي تعود إلى ما عانته في الماضي من ظروف قاسية». ويوضح سليم أنه انتهى من تصوير خماسية تصوير «غريزة أساسية»، من بطولة رنا شميس ومحمد الأحمد ويزن السيد وجلال شموط وجهاد الزعبي، والوجه الجديد نور علي وسواهم، مؤكداً خلال إجابته عن سؤال «الحياة»، أن اسم الخماسية لا يتقاطع في المضمون مع الفيلم الأميركي الذي يحمل العنوان عينه «basic instinct»، حيث كان الجنس الغريزة المقصودة، بينما الأمومة هي المعنية في عمله. ويضيف أنه صوّر القسم الأول المعني بالزمن الماضي الدائر في خمسينات القرن العشرين، من خماسية «لحظات» المقتبسة من فيلم «Notebook» (دفتر المذكرات)، مبيناً أنها تعالج جوانب من مرض الزهايمر الذي لا يتم التفكير فيه مليّاً في مناطقنا العربية، بخاصة أن طريقة التعامل مع صاحبه لا تزال بدائية، ولا يتم التمييز بين الزهايمر والخرف. ويلفت إلى مشاركة الممثلين دانا جبر وروبين عيسى وسوزان سكاف وعلاء الزعبي وغسان عذب وفائق عرقسوسي، والوجه الجديد سدير مسعود، بينما تُسند بطولة الجزء الأول إلى الممثلة القديرة منى واصف، وبطولة الجزء الثاني في الزمن المعاصر إلى غسّان مسعود. ويكشف سليم موضوعات الخماسيات الثلاث المتبقية للتصوير. الأولى بعنوان «دقة قلب» عن فكرة مقتبسة من فيلم أجنبي، وتقارب قضية التبرع بالأعضاء، بخاصة بعد موت الإنسان، لافتاً إلى أن المعالجة ستكون إنسانية بحتة بعيداً من وجهات النظر الدينية. ويضيف: «هي حالة فردية، فأنا أسأل عن النتائج الناجمة عن تبرع شخص ما بأعضائه إذا وجد». ويذهب في خماسية «أيامهم معهم» إلى الريف، في قصة تتحدث عن حكاية حب خاصة في ضيعة حدودية تتخللها عمليات تهريب، ليغوص في تفاصيل القرى المنسية التي يعيش أهلها الحب بطريقة خاصة لا تشبه قصص المدينة. وتحمل الخماسية الأخيرة عنوان «حب للإيجار»، أيضاً في تشابه مع مسلســــل تركي من جانب الاسم، ولكن ليس من ناحية المضمون وفق ما يؤكد سليم الذي قد يغير عنوانها. وتدور أحداثها «حول مريض بالإيدز، من دون الخوض في تفاصيل إصابته بالمرض، بل بالتركيز على الآثار الناجمة عن مرضه على ذاته وعلى محيطه، فهذا المريض يطلب من فتاة أن تتزوجه فترة موقتة، كي يثبت للمجتمع أمراً ما، قبل أن يقعا معاً في الحب في النهاية».

مشاركة :