تكريم مرعي الحليان في «دبي لمسرح الشباب»

  • 10/16/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: علاء الدين محمود ضمن فعاليات النسخة الثانية عشرة من مهرجان دبي لمسرح الشباب، شهد مساء أمس الأول تقديم مسرحية «صدى الروح»، لمسرح دبي الشعبي، للكاتب والمخرج أحمد الشامسي، وسط حضور كبير من قبل جمهور المهرجان.سبق تقديم العرض المسرحي عدد من الفقرات الموسيقية والفنية المتنوعة التي تجاوب معها الحضور الكبير، وتكريما لشخصية المهرجان المسرحي الكبير مرعي الحليان، وسط حضور أهل المسرح والإبداع، والذين تقدمهم سعيد النابودة المدير العام بالإنابة لهيئة الثقافة والفنون في دبي، وتبارى الحضور من المسرحيين من رفقاء درب الحليان، في تقديم إضاءات حول إسهامه وإبداعه الممتد، وأعماله التي جعلت له بصمة خاصة، فيما ثمن الحليان عاليا مواقف أهل المسرح، وأشاد بفكرة تكريم الذين مازالوا يواصلون العطاء الإبداعي في حياتهم، واستعرض الحليان بعض المحطات المسرحية في حياته، بينما ذكر النابودة أن اختيار الحليان جاء كإنصافٍ له، ومن أجل تكريمه وهو في قمة عطائه، حيث إن للحليان إسهامه الوافر في الحركة المسرحية الإماراتية، وفي مهرجان دبي لمسرح الشباب، وظل على الدوام يدعم الطاقات الواعدة، وأعلن النابودة عن استعداد الهيئة توثيق سيرته المسرحية، وشدد على ضرورة أن يتواصل الشباب مع الحليان، من أجل أن ينهلوا من معينه وعلمه في المسرح كواحدٍ من رواده الكبار.وجاء العمل المسرحي «صدى الروح»، ليعالج درامياً نصاً في غاية التعقيد؛ إذ يطل عبر الرموز والتكثيف الشديد على الواقع العالمي الراهن، وموقع الفرد منه، والمشاكل التي تحاصر المجتمعات، من خلال التركيز بشكل أكبر على معاناة المرأة في البلدان العربية، وتوقها إلى التحرر من التنميط الذهني، والصورة التي تريد أن تعتقلها في أدوار محددة، وكذلك تناول قضية ومفهوم «الوطن»، ويمتد سؤال العرض ليشمل في أفقه العالمي عزلة الإنسان الفرد، والهجرات غير الشرعية نحو العالم الغربي، عبر رؤى وتساؤلات فلسفية شابها الغموض، مما وضع العرض أمام الكثير من أسئلة المشاهدين من أجل استجلاء الموقف العام الذي يعالجه، لكن المخرج وبذكاء كبير لم يترك النظارة فريسة للغموض والأسئلة، فقد ألقى إليهم الكثير من المفاتيح من خلال مشاهد ومفردات محددة، من أجل تفسير العمل والولوج إلى روحه، وقد أسهم الممثلون بأدائية عالية، وارتجال خلاق في جذب الحضور إلى العرض.وينفتح العرض على مجموعة محددة من البشر، يجدون أنفسهم في مكان مجهول يرمز ل«العزلة»، لا يستطيعون الخروج منه، وتجري بينهم حوارات تكشف الألم والمعاناة التي يعيشونها، يرجون أن يتحرروا من عزلتهم عبر البوح، إذ إن الصمت هو العزلة الحقيقية للإنسان، وهو الذي يقمع التمرد الذي في داخله، ويجعله مستكينا للمشاكل المختلفة التي تحيط به.وقدم المخرج عددا من التقنيات والحلول الإخراجية، عبر توظيف شبكة ذات عقد كخلفية ديكورية، لترمز للعقد التي بداخل الإنسان وضرورة حلها، باستخدام مبدع للموسيقى وعناصر السنوغرافيا، الأمر الذي أسهم في تقديم عرض فلسفي وذكي.وفي الندوة التطبيقية التي تلت العرض، تباينت المواقف من العمل، حيث وجد فيه البعض الرغبة في الجنوح نحو الغموض، بينما رأى آخرون أن التجريب يحتمل كل شيء، وأن المخرج والممثلين بذلوا مجهودا مميزا في تقديم عمل مختلف.

مشاركة :