يرجع أصل اسم العملة البريطانية "الجنيه الإسترليني" إلى كلمة لاتينية تشير إلى الوزن والتوازن وعلى مدار أكثر من 300 عام، يمتلك بنك إنجلترا الصلاحيات لإصدار عملات بفئات مختلفة من الإسترليني، بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي. لم يظهر الجنيه الإسترليني حتى عام 1489 أثناء حكم الملك :هنري السابع، وبدأت العملة في التداول في إنجلترا بعد فترة قصيرة من تأسيس البنك المركزي (بنك إنجلترا) عام 1694، وفيما يلي استعراض بأهم المحطات والمتغيرات في تاريخ هذه العملة العريقة. تاريخ الجنيه الإسترليني من هيمنة عالمية حتى "بريكست" البند التوضيح روما القديمة - كما ذكر سابقا، يرجع أصل الجنيه البريطاني عندما كانت أوروبا في الحقبة الرومانية القديمة، واشتق اسمه من كلمة "باونداس" التي تعني "الوزن" أو "ليبرا" باللاتينية – وحدة لقياس الوزن في الحقبة الرومانية – ويرمز إلى العملة بـ"£" وهي الحرف الأول من الكلمة. الحقبة الأنجلو سكسونية - كان الجنيه الإسترليني وحدة عملة أوائل عام 775 بعد الميلاد في إنجلترا الأنجلوسكسونية، وكانت تعادل قيمتها رطلا من الفضة، بالطبع كان من يمتلكها كمن امتلك ثروة في القرن الثامن. 928 - في ذلك العام، كان "أثيلستان" أول ملك لإنجلترا يتبنى الإسترليني كعملة وطنية، ودشن حينها دور لسك من أجل تزويد البلاد باحتياجاتها من العملة، وكان الجنيه الواحد يمكنه شراء خمس عشرة بقرة. 1694 - بعد هزيمة الجيش البريطاني في معركة "بيتشي هيد" البحرية ضد فرنسا عام 1690، أصدر الملك "ويليام" الثالث أمرا بتأسيس بنك إنجلترا لتمويل الحرب الدائرة ضد باريس.- جمع "ويليام" 1.2 مليون جنيه إسترليني في 12 يوما وتم استغلال نصف هذا المبلغ في إعادة بناء القوات البحرية التي دمرت في معركة "بيتشي هيد". 1717 - قررت الحكومة البريطانية في ذلك العام تقييم الجنيه الإسترليني بمعيار الذهب بدلا من الفضة للمرة الأولى.- حدد العالم والسير "إسحاق نيوتن" – الذي أشرف على أنشطة سك العملات في البلاد – سعر أوقية الذهب عند 4.25 جنيه إسترليني، واستمر هذا الحال لمائتي عام عدا فترة حروب "نابليون بونابرت" عندما تم تعليق مدفوعات الذهب. القرن التاسع عشر - أصبح معيار الذهب لدى بريطانيا رسميا عندما تبنته ألمانيا مما عزز الأنشطة التجارية الدولية للمرة الأولى، وكانت الفكرة تعتمد على ضرورة دعم النقد المتداول بما يناظره من احتياطيات من الذهب. 1914 - علقت المملكة المتحدة معيار الذهب عام 1914 كي تكون قادرة على دعم مجهودها الحربي، واقترضت لندن حينها بكثافة وعانت من ارتفاع حاد في معدل التضخم أثناء الحرب العالمية الأولى مما أجبرها على خفض قيمة الجنيه الإسترليني حتى نهاية الحرب، وكانت قيمة العملة البريطانية وقتها تعادل 4.70 دولار. 1925 - أعاد "وينستون تشيرشل" معيار الذهب في مقابل الإسترليني عام 1925 ليصبح عند معدل ما قبل الحرب (الجنيه الإسترليني يعادل 4.86 دولار). 1931 - تعرض الجنيه الإسترليني لتراجع متسارع أمام العملة الأمريكية حتى أصبح يعادل 3.69 دولار. 1934 - قررت الولايات المتحدة خفض قيمة عملتها عام 1933 وارتفع الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوياته على الإطلاق أمام الدولار في العام التالي حتى بلغت قيمته خمسة دولارات. 1940 - تعرضت العملة البريطانية لتراجع ملحوظ أمام الدولار مسجلة 4.03 دولار نتيجة اندلاع الحرب العالمية الثانية، واضطرت الحكومة البريطانية وقتها إلى ربط عملتها بالعملة الأمريكية. "بريتون وودز" - اجتمع مندوبو 44 دولة عام 1944 – قبل نهاية الحرب العالمية الثانية – في مدينة "بريتون وودز" الأمريكية لمناقشة قضايا اقتصادية، وتم على أثر هذا الاجتماع صياغة اتفاقية وضعت الذهب والدولار كأساس لاحتياطيات النقد الأجنبي عالميا.- على مدار النصف الأول من القرن العشرين، كان الإسترليني هو عملة الاحتياطي النقدي الأولى في العالم، ولكن بعد الاتفاق، تراجعت هيمنته لصالح العملة الأمريكية التي تجاوزت الإسترليني للمرة الأولى عام 1955. 1967 - تعرض الاقتصاد البريطاني لأزمة في ذلك الوقت واضطرت لندن لخفض قيمة الجنيه الإسترليني بأكثر من 14% حتى بلغت قيمته 2.40 دولار. 1976 - ارتفع معدل البطالة وقفز التضخم، وطلبت الحكومة البريطانية على أثر هذه الازمة قرضا من صندوق النقد الدولي ليهبط الجنيه الإسترليني إلى 1.7 دولار. 1979 - كان هذا العام بمثابة نقطة تحول للإسترليني، فقد تم رفع القيود عن أسعار الصرف، وللمرة الأولى، سمح بنك إنجلترا بتعويم العملة (أي تحرير سعر صرفها)، وبلغت قيمة الجنيه الإسترليني دولاران. 1985 - تسببت تدخلات دولية في أسواق العملات في ارتفاع الدولار على حساب الجنيه الإسترليني الذي سجلت قيمته أقل من 1.2 دولار. 1992 - خرجت المملكة المتحدة من آلية سعر الصرف الأوروبية وضارب المستثمر الامريكي الشهير "جورج سوروس" ضد الجنيه الإسترليني لتهبط قيمته بأكثر من 20% وبلغ 1.5 دولار. 2001 - بعد التعافي من حقبة التسعينيات، انفجرت فقاعة "دوت كوم"، وفقد الجنيه الإسترليني أكثر من 20% من قيمته مجددا حتى بلغ مستوى 1.4 دولار. 2008 - انهارت مجموعة "ليمان براذرز" المصرفية مما أدى إلى اندلاع الأزمة المالية العالمية ليفقد الجنيه الإسترليني 30% من قيمته نحو 1.4 دولار. 2016 - صوّت البريطانيون في استفتاء تاريخي لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتعرض الجنيه الإسترليني بعدها مباشرة لأكبر خسائر يومية على الإطلاق مسجلا أدنى مستوى في 30 عاما أمام الدولار وسجل مستوى 1.33 مقابل العملة الأمريكية.
مشاركة :