تجمعت المآسى وتكالبت الهموم عليه، ولم يجد مخرجًا للهروب من الفقر، الدنيا أعطت له ظهرها، لم يستطع صد كل هذه الأزمات والمحن، وفوض أمره إلى خالقه، فهو أرحم به من عباده؛ فلا أحد يختار قدره، هو يأتيه رغما عنه.وذلك هو حال الرجل الثمانيني، فالأيام قست عليه بعد وفاة أقرب الناس إليه، والدته وزوجته، ويقول: «كله يهون عشان لقمة العيش».ويقف عم «جامع» على رجليه ١٢ ساعة فى القهوة التى يعمل بها، يتحمل طلبات الزبائن، وينقل إليهم المشروبات، ولكنه لم يختر مهنته، حيث كان يعمل بالزراعة، ولكن بعد تدهور حالته المادية، اضطر لبيع أرضه.ويقول عم «جامع»: «أعمل إيه؟ أشتغل ولا أمد إيدى للناس؟ الشغلانة متعبة لكن أكل العيش مر، وأولادى ظروفهم على قد حالهم». وعن حلمه يقول: «نفسى بيتى الواقع يرجع يتبنى تانى، وأهو ألاقى ٤ حيطان تحمينى من برد الشتا اللى جاي، أنا مش عايز حاجة تانى من الدنيا غير كده، وربنا مش بينسى حد، ونفسى أزور بيت ربنا، نفسى أروح هناك قدام الكعبة وأبكى على كل وجع حصلى فى الدنيا، ربنا يكرمنى ويصبرنى على تعب الدنيا والفقر إللى مش عايز يسيبنى من يوم ما اتولدت، بس ربنا زى ما سترنى وأنا عايش بدعيله إنه يسترنى وأنا ميت».