لم يقف فقد القدرة على الإبصار، حائلاً أمام المواطن علي الظاهري الذي يعد من رواد العمل التطوعي ليصبح نموذجاً يحتذى به في الإصرار والتحدي والتغلب على الصعوبات، ليصبح بارقة أمل جديدة تبث الطاقة الإيجابية لدى المجتمع من خلال خدمة المجتمع. تحدث الظاهري لـ«الاتحاد» عن تجربته في العمل التطوعي، قائلاً: «إن أصحاب الهمم يملكون الكثير من المهارات والقدرات التي يستخدمها للتغلب على أي صعوبات قد تواجههم بسبب ظروفهم الصحية، الأمر الذي يجعلنا نفكر خارج الصندوق دائماً، وهو ما دفعني لتقديم مقترح لمؤسسة الإمارات لإنشاء نادي تكاتف لأصحاب الهمم والذي وافقت عليه المؤسسة، وتم التأسيس خلال شهر فقط، وتم البدء في عمل النادي مطلع العام الجاري، ونعمل الآن على وضع مجموعة برامج لخدمة المجتمع وأصحاب الهمم أيضاً». ويضيف: «إن الكلمات لا توفي الشكر لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات، على الجهود التي يبذلها سموه، وعلى الدعم الكبير الذي يقدمه للعمل التطوعي في الدولة، من خلال مؤسسة كبيرة وعريقة مثل مؤسسة الإمارات التي باتت تقدم بصمات في مختلف المجالات التطوعية، وأصبحت من كبرى المؤسسات التطوعية». وعن فكرة إنشاء نادي تكاتف لأصحاب الهمم من أين جاءت؟ وكيف يمكن الاستفادة منها، يقول الظاهري: «إنني أدرس للحصول على شهادة البكالوريوس في ريادة الأعمال بجامعة الإمارات في العين وأسكن في أبوظبي، ويوجد في الجامعة بين 50 و 60 طالباً وطالبة من أصحاب الهمم، ويحضرون المحاضرات بشكل منتظم، وقمنا بتأسيس نادي أصحاب الهمم في جامعة العين، والذي أصبح بمثابة خطوة مهمة لإشراك أعضائه في الأنشطة الطلابية، ولا يمنع أنهم من أصحاب الهمم، بل إن الواقع يثبت كل يوم أنهم يملكون الكثير من الطاقة الإيجابية والقدرات المهمة التي تسهم في الأنشطة والتعلم من الطلاب الآخرين أيضاً الكثير من المهارات والخبرات». ولم تقف الجهود التي قام بها علي الظاهري عند حد إنشاء نادي تكاتف لأصحاب الهمم، بل امتدت إلى المضي قدماً في إعداد البرامج التي سينفذها النادي قريباً، ويقول إن هذه البرامج تركز على محورين، الأول هو خدمة المجتمع، والثاني هو مساعدة أصحاب الهمم ومشاركاتهم مع المؤسسات الحكومية والخاصة في وضع كل ما يسهل مهام أصحاب الهمم، سواء في العمل أو الخدمات. ويؤكد الظاهري: إن العمل التطوعي يضيف لي سعادة لا أشعر بها إلا عندما أوجد في الأنشطة التطوعية، ولن يدرك معنى هذه الكلمات إلا من يقوم بذلك العمل، حيث إن أسعد اللحظات التي أعيشها عندما أكون على المسرح أو في قاعة محاضرات وأصافح طلاب المدارس الذين حضروا الورش التوعوية التي أنقل لهم خلالها خبراتي في الدراسة والحياة، وأقوم بتوعيتهم للاهتمام بدراساتهم ومستقبلهم. أعتقد هذه هي الجائزة الحقيقة والتقدير الحقيقي.
مشاركة :