ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء، نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية، قرأ فيها كل من الشعراء مريم الزرعوني «الإمارات»، وأبو عبيدة محمد صديق «مصر»، ومحمود صالح «فلسطين»، وقدمها الإعلامي السوداني عصام عبد السلام، بحضور الشاعر محمد البريكي مدير البيت، وجمهور لافت من محبي الشعر والإعلاميين. وقال البريكي: «إن بيت الشعر في الشارقة يواصل التحليق في سماوات بعيدة، وفضاءات متعددة، من أجل اكتشاف عصافير تغرد على أغصان الروح، من خلال منبر البيت الذي يسير وفق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومن خلال هذه الأمسية نكشف عن أسماء تشارك لأول مرة في بيت الشعر في الشارقة». قرأت مريم الزرعوني نصوصاً قصيرة، تميزت بلغة محلقة في المعنى، وطرزت ثوب الكلام بالرمز الشفيف، متجاوزة الألم، ومتجاورة مع الفرح، وهي تخاطب العبث، وتحوم حول مدارات الروح، وتقيس المسافات، ومما قرأت: بين المرايا، متاهة الأبواب، ليل ومروية، ومن مدارات حول الروح، نقتطف: في الروح عشبٌ لا يصفر البتّة وعصافيرُ ترعى الثمر لئلا تغويه أفواهُ العابرين وفي الروح خزانةُ العمر وصورة شمسية للقمر وانثناءات الموج ساعات السحر وللروح مطرٌ لا يشبهُ المطر. وقرأ الشاعر أبو عبيدة محمد صديق للذات والإنسان، وسافر بشعره الشفيف في مدن محفوفة بورد الشعر، وعطر المعنى؛ فخاطب زينب، وزيّن الجدران بنقوش إبداعية، وتمرد على الحرمان، وكشف بالشعر ما تخفيه السرائر، مُمَسرحاً نصوصه ليصل بها إلى قلوب صافحته بالكثير من التصفيق والإعجاب، فقرأ قصائد: ضلت خطاك، زينب، يا جارتي، الجدار؛ ومن مقطعه السابع عن الجدار: لا تحسبي أنَّ الجدارَ صموتُ يحكي الجدارُ حكايةً ويموتُ تتشابهُ الجدرانُ في ألوانها لكنْ لها من سرِّها ملكوتُ الشاعر محمود صالح تسلق بخفة الطائر على أصابع الجرح مخاطباً الحزن وهو يعود إلى وطنه رافضاً الموت في غربته، عاد إلى التاريخ وهو يتذكر لامية الأعشى «ودِّع هريرة إن الركب مرتحلُ» فكانت همزته الخضراء رسالة محبة تقول لها: «لا ترحلي» ومن عزفه «على أصابع الجرح»: الــفــقـــــرُ أعــظــــمُ مـــيــراثٍ أورثــــــهُ لـطـفلـةٍ ، خـبــزُها جــوعٌ إلــى الـوطَـن تـدقّ حُـلمَـكَ مسـمـاراً علــى عـصبــي حتــى رأيـتُــكَ بـالأعـصــابِ تــصـلبُـنــي
مشاركة :