غلبت الإيجابيات على الاتصالات بين المعنيين بتشكيل الحكومة اللبنانية، فيما انزوت الخلافات جانباً، وتنامى التفاؤل بولادة حكومة وشيكة، من مثل ما أكّد رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري، على حدوث تقدّم في المفاوضات على طريق التشكيل، فيما يتلخّص الثابت في ضوء ما يجري بكون مساعي التأليف قائمة على قدم وساق، وأنّ التأليف بات مطلباً إقليمياً ودولياً، وسط اشتداد أزمة قيد التشكّل، تتعلّق ببرنامج الحكومة، والعلاقات اللبنانية - السورية، في ضوء القرار الأردني- السوري المشترك بإعادة فتح معبر نصيب. ولعل جملة إشارات، محلية وإقليمية ودولية، قد مهّدت للحراك المفاجئ على خطّ التأليف، بدءاً بالتفاهمات المحليّة البعيدة من الأضواء، وصولاً إلى تفاهمات المعابر من وإلى سوريا، وما سبق ذلك من دور محوري للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الدفع باتجاه إنهاء التأليف. أمتار أخيرة وبدت مفاوضات تشكيل الحكومة، والتي تكثفت كأنّها تقطع الأمتار الأخيرة، قبل الوصول إلى خطّ النهاية، وكأن حظراً كبيراً كان مفروضاً على الولادة، وتمّ رفعه فجأة، بحيث بدأت تتهاوى العقد واحدة تلو الأخرى. وتردّد أنّ الحكومة تلوح في الأفق، في ظل إيجابيات المشاورات والاتصالات واللقاءات على مسار العمل لتأليفها. ويرى مراقبون أنّه وحال استمرار الحراك على إيجابياته، فإنّ الأسبوع سيقفل على حكومة جديدة. وفيما تنتظر الأوساط، ألّا يتجاوز موعد تشكيل الحكومة نهاية الأسبوع الجاري، بحيث يكون رئيس مجلس النواب قد عاد من جنيف، ليكون جاهزاً لحظة تلقّيه دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تمهيداً لإصدار مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة، ارتفع منسوب الكلام عن أنّ ثمّة مغالاة غير واقعية في الكلام عن بعض الاعتبارات الخارجية التي أملت توقيت استعجال دفع الجهود لتأليف الحكومة. تنامي حراك وفيما لا تفصل سوى أيام قلائل على مضى خمسة أشهر، على تكليف رئيس الوزراء سعد الحريري بتشكيل الحكومة، إلّا أنّ التفاؤل المتنامي في الساعات الأخيرة لا يستبعد أن يسفر عن تشكيل حكومة قبل السقف الزمني، وسط ترجيحات بأن يقدّم الحريري لرئيس الجمهورية مسودة حكومة، تراعي الأسس التي اعتمدها، لجهة أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية، تبدو مطلوبة في هذه المرحلة، للشروع بإجراءات اقتصادية وإدارية ومالية، تبدو ضرورية لوضع مقرّرات «سيدر» موضع التنفيذ، حفاظاً مع ما تعتبره فرنسا مكاسب للبنان، لا يجوز الإطاحة بها. وفيما كلّ الأجواء توحي بأنّ الحكومة باتت قاب أيام معدودة، فإنّ المعلومات التي توافرت لـ«البيان»، أشارت إلى أنّ البحث الآن جارٍ على إنضاج الصيغة النهائية وتوزيع الحقائب، وهو أمر يستدعي استمرار التواصل خلال اليومين المقبلين، ذلك أنّ الملامح بدأت تتكوّن، لكن الظهور الكامل للصورة لم يتم بعد. معطيات وبعيداً عن منطق التنبّؤات والتكهّنات، وما يبنى عليهما من توقعات، تفرض عدد من المعطيات نفسها على المشهد، أولها الإيجابية التي تظلّل الجو العام لمشاورات التشكيل، في ضوء غياب التشنّج الإعلامي المعتاد، في ظل تشديد جميع الفرقاء على وجوب إنجاز التشكيل في أقرب وقت ممكن، فيما ترى مصادر مطلعة أنّ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ربما يقطع زيارته لسويسرا في أيّ وقت، وفيما يتردّد أنّ العقدة الدرزيّة قد حُلّت، بعد أن باتت في عهدة الرئيس اللبناني، بينما لا يزال البحث جارياً حول التمثيل المسيحي في الحكومة، تحت سقف المعيار الواحد ونتائج الانتخابات النيابية الأخيرة. وتكاد حركة مشاورات رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري توصل الليل بالنهار لترسو المعالجة عند حقيبتين لا تزالان موضع أخذ ورد، وهما وزارة التربية التي تطالب بها القوات اللبنانية ويحرص اللقاء الديمقراطي على المطالبة للاحتفاظ بها، فضلاً عن حقيبة العدل التي تطالب بها القوات أيضاً، ويرغب التيار الوطني الحرّ الاحتفاظ بها.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :