ذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الليلة قبل الماضية، أن الحكومة السورية تمنع عودة نازحين إلى مناطق كان يسيطر عليها مسلحو المعارضة، عبر فرض قيود على دخولهم إليها، أو تدمير بيوت، فيما أعلن قيادي في قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، المدعومة من واشنطن، أنّ القتال لطرد تنظيم «داعش» من معاقله شرقي الفرات سيستمرّ وقتاً أطول من المتوقع.وقالت المنظمة غير الحكومية إن «الحكومة السورية تمنع اليوم، بصورة غير مشروعة، السكان النازحين من المناطق التي كانت تحت سيطرة جماعات مناهضة للحكومة من العودة إلى ممتلكاتهم». وأضافت أن «سوريين حاولوا العودة إلى منازلهم في داريا، والقابون، أو حاول أقرباؤهم العودة في مايو/أيار ويوليو/تموز»، موضحة أن «السكان قالوا إنهم، أو أقاربهم لم يتمكنوا من الوصول إلى ممتلكاتهم السكنية، أو التجارية». وتابعت نقلاً عن هؤلاء السكان أن «الحكومة تفرض قيوداً على التنقل في كامل المدينة (داريا)، وفي القابون، قالوا إن الحكومة كانت إما تقيد الوصول إلى أحيائهم، أو هدمت ممتلكاتهم». وهاتان المنطقتان يشملهما قانون مثير للجدل أقر في مايو/ أيار ويسمح للنظام باستملاك عقارات خاصة لمشاريع تطوير عقارية.وقالت لمى فقيه نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش» إنه «تحت ستار قانون حقوق الملكية سيئ السمعة، تمنع الحكومة السورية في الواقع السكان من العودة». وأضافت «عبر هدم المنازل، وتقييد الوصول إلى الممتلكات، تؤكد الحكومة السورية أنه على الرغم من الخطاب الرسمي الذي يدعو السوريين إلى العودة إلى ديارهم، إلا أنها لا تريد عودة اللاجئين، أو النازحين. على المانحين الذين يفكرون في تمويل إعادة الإعمار لتسهيل العودة أن يلاحظوا ذلك». وقالت «هيومن رايتس ووتش» إنها «حلّلت الأقمار الصناعية لأحياء القابون»، موضحة أنها «تظهر عمليات هدم واسعة النطاق بدأت في أواخر مايو/ أيار 2017، بعد انتهاء القتال هناك. وتؤكد الصور أن عمليات الهدم ما زالت مستمرة». وأكدت المنظمة أن «منع السكان النازحين من الوصول إلى منازلهم والعودة إليها من دون سبب أمني حقيقي، أو تقديم بدائل للأشخاص المشردين، يجعل هذه القيود تعسفية، ومن المرجح أنها ترتقي إلى التهجير القسري». من جهة اخرى، قال ريدور خليل، إنّ «العمليات العسكرية في هجين ستستغرق وقتاً أطول من المتوقّع». وأضاف ««داعش» يستفيد كثيراً من الظروف المناخيّة، بما في ذلك العواصف الرملية»، مشيرًا إلى أنّ «ذلك ساعدهم على الفرار من طائرات الاستطلاع، ووسائل مراقبة أخرى». ووفقاً لقوات سوريا الديمقراطية، يتحصّن نحو ثلاثة آلاف إرهابي في منطقة هجين، أحد آخر جيوب تنظيم «داعش» في سوريا. وأوضح خليل أنّ هؤلاء «حفروا خنادق، وأقاموا عوائق، ووضعوا متفجّرات»، ما يعوق تقدّم قوات سوريا الديمقراطية، لافتاً إلى أنّ معظم الإرهابيين هم من الأجانب. ووفقاً للمرصد السوري، قُتل أكثر من 70 عنصراً من قوات سوريا الديمقراطية، وعشرات الإرهابيين منذ بداية الهجوم في 10 سبتمبر/ أيلول.وأبدت الأمم المتحدة، الثلاثاء، قلقها من الآثار «المدمّرة» للمعارك على آلاف المدنيّين في المنطقة.وقد نزح نحو سبعة آلاف شخص الشهر الماضي بسبب المواجهات، بينما يُهدّد الخطر عشرة آلاف مدني آخرين، وفق الأمم المتحدة. (وكالات)
مشاركة :