صديق يعمل في مجال العمل الإسلامي، زارني في مكتبي وقدم لي اقتراحا يأمل أن يكون موضع حوار هادئ ودراسة جادة، وهذا الاقتراح يتلخص في جعل يوم الجمعة يوم عمل وأن يكون يوما السبت والأحد هما العطلة الاسبوعية، ليس تقليدا لأصحاب الديانات الأخرى ولكن لأسباب موضوعية أوردها على النحو التالي : أولا: إن يوم الجمعة في الإسلام هو يوم عمل وبيع وشراء وتبادل مصالح، ولذلك جاء قوله عز وجل «يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون» أما قبل المناداة للصلاة فإن الحياة والعمل يسيران وفق مصالح الأمة، وليس هناك فرق بين الانشغال في يوم الجمعة بعمل تجاري أو عمل إداري، بل إن رجال الأمن والأطباء ومن في حكمهم يعملون في يوم الجمعة ولذلك لا يوجد مانع شرعي من أن يكون يوم الجمعة يوم عمل. ثانيا: إن عدد طلاب التعليم العام يعدون بالملايين يضاف إليهم طلاب الجامعات، وكون الجمعة يوم عطلة فإنه يضيع في النوم، فلا يحضر صلاة الجمعة إلا القليل منهم وبضغط في الغالب من الآباء والأسرة فلم ينعكس جعل يوم الجمعة عطلة بفائدة على أداء صلاة الجمعة بل انعكس عليها سلبا، حتى بالنسبة لغير الطلبة الذين يلاحظ أن العديد منهم يقوم من نومه متأخرا ويدخل الجامع بعد الأذان فلا ينال دجاجة أو حتى بيضة، فإذا أصبح يوم الجمعة يوم عمل فإن ذلك سيجعل تلك الملايين من الطلاب تؤدي صلاة الجمعة تحت إشراف المعلمين في أقرب مسجد أو جامع لمدرستهم تقام فيه صلاة الجمعة، ويمكن أن تكون آخر حصة دراسية قبل الأذان بربع أو ثلث ساعة ثم يتوجه الجميع للصلاة وبعدها إلى منازلهم، ويمكن أن تكون الدراسة في يوم الجمعة لمدة أربع ساعات فقط من الثامنة حتى الثانية عشرة مع فاصل لمدة عشرين دقيقة عند الساعة العاشرة، وأن تكون المواد التي تدرس فيه مناسبة ليوم الجمعة مثل المواد الدينية واللغة العربية والقرآن الكريم ونحوها من المواد النظرية ولخمس حصص مدة كل حصة أربعون دقيقة. ثالثا: إن تحويل يوم الجمعة إلى يوم عمل ودراسة سوف يساهم في تواصلنا مع دول العالم الإسلامية والعربية وغيرها، لأن الغالبية العظمى منها يكون يوم الجمعة فيها يوم عمل ودراسة وإنتاج، وقد كسبت المملكة من جعل يوم الخميس يوم عمل يوما إضافيا رابعا للتواصل مع العالم بعد أن كان تواصلها مقتصرا على ثلاثة أيام هي الاثنين والثلاثاء والأربعاء، فإذا جعل يوم الجمعة يوم عمل أصبح الاتصال بالعالم يتم على مدار أيام الأسبوع وفي ذلك فوائد عديدة لا تخفى على ذي لب. وما قدمه أخونا قابل للحوار الهادئ، فلعل الجهات المختصة في مجلس الشورى والخدمة المدنية تجد فيه ما يستحق الدراسة.
مشاركة :