المنامة – إبراهيم عبدالجواد يوماً بعد يوم، تثبت مملكة البحرين ريادتها في مجال تقنية المعلومات والحكومة الإلكترونية، لتصبح أول دولة عربية تعتمد سياسة «الحوسبة السحابية»، الامر الذي يساهم في إعادة رسم دور القطاع العام في الاقتصاد من المحرك الرئيسي، إلى المنظم والشريك للقطاع الخاص، بهدف تحقيق نمو اقتصادي مستدام على المدى البعيد. وتجلت هذه الخطوة السباقة في استضافة المملكة لقمة شركة أمازون ويب سيرفيسز (AWS)، التي تستضيفها للمرة الثانية على التوالي، الأمر الذي يؤكد ان البحرين باتت وبكل جدارة مركزا للتميز في تطوير الحوسبة السحابية في المنطقة. هذا الأمر اكده الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية في مملكة البحرين محمد القائد خلال مشاركته بكلمته الافتتاحية لقمة شركة أمازون ويب سيرفيسز (AWS). وقال القائد: إن الشوط الذي قطعته البحرين في مجال الحوسبة السحابية ومستوى النضج الذي وصلت إليه وما تطمح لتحقيقه مستقبلا، جعلها وبكل جدارة مركزا للتميز في تطوير الحوسبة السحابية في المنطقة، تعمل على تقديم الدعم اللازم وتبادل الخبرات مع الدول في مجال بناء القدرات وتطوير الأنظمة في ظل بيئة تشريعية تسن القوانين وتعتمد السياسات اللازمة لنجاح المشروع. وثمن القائد دعم مجلس الوزراء البحريني للمشروع كونه أحد الأسباب الرئيسية في تحقيق الإنجازات والأهداف، وذلك عبر تبنيها لسياسة «الحوسبة السحابية أولا» في القطاع الحكومي، لتصبح مملكة البحرين أول دولة عربية تتبنى هذه السياسة، ومن أولى الدول على مستوى العالم. وفيما يتعلق بآخر المستجدات، قال القائد إن حوالي 40 مؤسسة حكومية تمكنت من نقل أنظمتها للسحابية الوطنية مع نقل حوالي 650 من العمليات الشاملة على عمليات المعالجة ومساحات التخزين وقواعد البيانات بالقطاع العام، مشيرا إلى أن العمل جار على نقل المزيد، ومن المتوقع وصولها إلى ألف عملية بحلول عام 2019. كوادر وطنية وأشار إلى أن الهيئة تحرص خلال عملية النقل على ألا تغفل عن بناء قدرات الكوادر الوطنية وإكسابهم خبرات جديدة تؤهلهم لتنفيذ المشروع ومواكبة التطور المتسارع، حيث تمكنت حتى اليوم، وبالتعاون مع أمازون ويب سيرفيسز (AWS)، و«تمكين»، من تدريب 400 موظف من القطاع العام، وتستهدف 1.500 موظف حتى عام 2020، حيث تمتاز الدورات بالشمولية وتغطي مجال العمليات والتطبيقات وأمن المعلومات وقواعد البيانات وتحليل البيانات والتخطيط الإداري وغيرها. وكشف القائد الخطة المقبلة في تطوير الحوسبة السحابية التي من شأنها أن تقلل من المصروفات وترفع من درجة الأمن والسرعة في الإنجاز، أبرزها نموذج تشغيل لحظي من دون خوادم Serverless يمتاز بمرونته وقابليته للتطوير ويسهم بشكل كبير في تقليل التكلفة التشغيلية، مع ايجاد آليات واضحة للتخلص من الموارد التي يكاد ينعدم استخدامها، مع تطوير تقنية الـ block chain، وأتمتة العمليات الروبوتية وتحفيز الذكاء الاصطناعي. مراكز بيانات من جهتها، قدمت تيريزا كارلسون نائبة رئيس قسم القطاع العام العالمي في أمازون ويب سيرفيسز (AWS) الكلمة الافتتاحية في القمة، وتحدثت عن أحدث خدمات AWS وعن أبرز مستجدات الشركة في المنطقة، فقد قامت الشركة بتوسيع استثماراتها في المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية، حيث أعلنت في العام الماضي عن خططها لافتتاح مراكز بيانات (منطقة بنية تحتية) في الشرق الأوسط في البحرين في مطلع 2019. كما تقوم الشركة في تعزيز استثماراتها في البرامج التعليمية وتطوير المهارات الخاصة في تقنيات الحوسبة السحابية بهدف تسريع مبادرات تبني الحوسبة السحابية في الشرق الأوسط. كما تحدثت تيريزا كارلسون عن عملاء AWS في المنطقة، حيث تقوم الشركات بمختلف أحجامها بما في ذلك الشركات الناشئة والمؤسسات والجهات الحكومية بالاعتماد على تقنيات سحابة AWS بشكل متزايد. من جانبه، قال أندي جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون لخدمات الإنترنت: «في الوقت الذي تتطلع فيه دول الشرق الأوسط إلى إحداث تحول جذري في اقتصاداتها من أجل الأجيال المقبلة، ستلعب التكنولوجيا دوراً رئيسياً، وستكون الحوسبة السحابية في صميم هذا التحول. ومن أكثر الأمور التي شكلت حافزاً لنا أثناء إدارتنا لـ(أمازون لخدمات الإنترنت)، على مدى السنوات الإحدى عشرة الماضية، هي مساعدة آلاف الشركات الجديدة في إطلاق أعمالها، والمساهمة في تمكين الشركات الكبيرة في إعادة صياغة تجارب العملاء، إضافة إلى إتاحة الفرص للحكومات والمؤسسات الأكاديمية للابتكار من أجل المجتمعات من جديد. ونحن نتطلع إلى تحقيق ذلك في الشرق الأوسط». وقد رحب كبار المسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي بهذا الإعلان، حيث تتطلع الدول في مختلف أنحاء الشرق الأوسط إلى الابتكار وتنمية اقتصادها وتحقيق خططها، مثل رؤية المملكة العربية السعودية لعام 2030 ورؤية دولة الإمارات لعام 2021 ورؤية مملكة البحرين لعام 2030، وستكون التكنولوجيا السحابية عنصراً رئيسياً في مساعي هذه الدول نحو تحقيق ذلك.تيريزا كارلسون
مشاركة :