قناة «الجزيرة»: صناعة الكذب

  • 10/19/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

من بين وسائل الإعلام المختلفة التى اهتمت بقضية جمال خاشقجى كان هناك صوت نشاز، اعتاد على الصيد في الماء العكر، خصوصاً حينما يرتبط الأمر بالمملكة العربية السعودية. هذا الصوت تمثل في قناة «الجزيرة» القطرية التي استغلت هذه القضية لشن حملة إعلامية تحريضية مضللة ضد المملكة بلغت ذروتها في محاولة تجريم المملكة بقضية اختفاء مواطنها، دون أدلة في وقت تعمل فيه السلطات السعودية بتعاون كامل مع السلطات التركية؛ للكشف عن الحقيقة، ما يؤكد البعد السياسي في الهجوم الإعلامي الشرس على المملكة بعيداً عن الضوابط المهنية والأخلاقية لمهنة الإعلام. عدد من الأكاديميين المتخصصين والإعلاميين والكتاب تحدثوا «لليمامة» لتسليط الضوء على الأهداف الحقيقية لهذه الهجمة الشرسة على المملكة، والدور القذر الذي تلعبه قناة «الجزيرة» ضد المملكة خدمة لأهداف قوى إقليمية ودولية وجماعات إرهابية تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال التشويش على المملكة وتشويه صورتها كونها تمثل الركيزة الأساسية للأمن والاستقرار في المنطقة. في البدء وصف د.عبدالرحمن بن هيجان، حادثة اختفاء جمال خاشقجي في تركيا، وما أعقبها من حملات التضليل التي قادتها قناة «الجزيرة» التي استهدفت النيل من المملكة، والتشكيك في مصداقيتها على مرأى ومسمع من العالم، ب (الحادثة البغضاء)، موضحاً ذلك بقوله: أود أولاً أن نتفق على تسمية هذه الحادثة ب (الحادثة البغضاء)، لأنها أظهرت الأطراف التي تقف وراءها، وينطبق عليها قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ، قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ). وهذه التسمية، تتفق تماماً مع ما جرى في هذه الحادثة، سواء على مستوى حكومات أو أجهزة أو على مستوى قنوات إعلامية، بغض النظر عن الجهات التي تنتمي إليها. وفي واقع الأمر، هذه الحادثة كشفت لنا عدة أمور، وفق مفهوم (إدارة الأزمات)، أولاً، بقدر ما تكون الأزمة لها جوانب سلبية، إلا أنها لا تخلو من الجوانب الإيجابية. ومن جوانبها الإيجابية، أنها كشفت لنا في المقام الأول، موقف الحكومة، وموقف الشعب، وموقف الإعلام السعودي، تجاه هذه الحادثة. فالحكومة كعادتها أو كما عودتنا دائماً، اتسم موقفها بالاتزان والهدوء وعدم الافتعال في مواجهة أحداث هذه الحادثة، بل إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين منذ اللحظة الأولى، كان لها تصريح واضح ومباشر عن هذه الأزمة، وثانياً، أبدت الحكومة السعودية، وما زالت تبدي تعاونها مع الحكومة التركية في الكشف عن تفاصيل هذه الحادثة، وهذا الأمر يحسب لها بالطبع. ثالثاً، أظهر الشعب السعودي وقوفه إلى جانب سيادته ووطنه، وأنه لا حياد في مثل هذه المواقف، فوجدناه يقف صفاً واحداً ضد هذه الحملة البغضاوية المغرضة. رابعاً، بدا الإعلام السعودي هادئاً ومتزناً وعقلانياً في التعامل مع هذا الحدث، وقام بدور كبير في مواجهة الحملة الإعلامية الضخمة التي تم تجييشها وتهييجها داخل النطاق الخليجي والعربي والعالمي، ومع ذلك بقي الإعلام السعودي يؤدي رسالته بكل وضوح وشفافية. وأبدى المتلقي السعودي كامل ثقته في إعلامه وفيما يطرحه وما يصدر عنه. وعن الدور الذي تقوم به قناة «الجزيرة» في النيل من سمعة المملكة جراء تضخيمها لهذه الحادثة، يقول هيجان: هذه القناة ليست بمعزل عن سياسة عامة تقف وراءها، فهي لا تتحرك بذاتها، بل بمساندة ودعم قنوات وصحف ومواقع إعلامية أخرى خارجية، جميعها تتحرك حيال ذات المصالح. والمتابع الجيد لها يدرك أن ما تطرحه هو للاستهلاك الداخلي، فهي تعمل على تكرار الحدث، ومحاولة تطويقه، ومن ثم تمريره على أجزاء طوال اليوم وعلى مدار الساعة، ومع ذلك لم يستطيعوا أن يركبوا الصورة الكلية لهذا الحدث، وأعني ما اصطلحت على تسميته ب (الحادثة البغضاء)، بل لم يستطيعوا أن يقنعوا أنفسهم بما يتم عرضه من قبلهم، بدليل أن ما يقدمونه من معلومات سواء عبر البث الفضائي أو عبر ما يصدر من تغريدات على الموقع الالكتروني للقناة، تجدهم دائماً يتراجعون عن بعضها، ولا أدل على ذلك من تأكيدهم في وقت سابق على اغتيال جمال خاشقجي، ولكن سرعان ما تراجعت؛ لتؤكد أن حادثة الاغتيال لم تتم، وأنه سافر وما زال على قيد الحياة، وأحياناً تعود لتؤكد على أنه اختطف لمكان ما.. وغيرها من المتناقضات التي تتحفنا بها هذه القناة بين فينة وأخرى. هجمة مُضلِّلة وبلغة دفاقة بحب الوطن، تتطرق د.هدى بنت دليجان الدليجان، لما درجت عليه قناة الجزيرة من تبني قضايا عرجاء تستهدف تفتيت الأمة وشق الصف العربي والإسلامي، والنيل من المملكة، وإثارة الشكوك والبغضاء تجاهها، قائلة: الوطن كلمة عظيمة لا تستطيع الأقلام أن تعبر عنها مهما سطّرت من حروف، فهو الأمان، والانتماء، والعزّة، والفخر، ماذا أقول؟ وأنا أكتُب عنه أمام هجمة مُضلِّلة رعناء!، فوطني لن أوفّيه حقه، فهو يفوق كل الكلمات، وأنا أهيم فيه عِشقاً وولاء ودفاعاً عن حِياضه بالغالي والنفيس. وطن نحبه ونحميه عِلماً وعملاً وإعلاماً ودفاعاً عنه. ‏إن كل مؤمرات قنوات الزيف والكذب والتزوير وعلى رأسها قناة «الجزيرة» التي أُنشِئت لشقّ الصف العربي والإسلامي وأسهمت في دمار دول عربية كثيرة، افتقدت فيها إلى المصداقية والمهنية، والأرومة العربية، واتخذت لذلك أبواقاً مأجُورة بطريقة فجّة ورخيصة في كيل التُهم لهذه البلاد المباركة، بدون تثبُّت ولا تأكُد ولا مسكة من عقل. ‬هذه البلاد الكريمة بحمد الله، تحكم بالشريعة الإسلامية، وهي في ناصية الأمم تطوراً وازدهاراً وتقدُّماً وترابطاً بين حكومتها العظيمة وشعبها الوفِي، ولها مواقف عالمية متعدِّدة تبيّن قوّتها وثباتها الإستراتيجي أمام كل الهجمات الأليمة والدعاوى الزائفة ضد دولتنا العظيمة؛ للنيل منها أوالتقليل من شأنها، ووصّمها ببعض التهم، والتنقيص من قدرها، والمخططات التافهة التي تُحاك ضدها التي لا تليق بأحد. لقد انضّم تحت راية المملكة الخفاقة وحكمتها العريقة السليمة الدول العربية والإسلامية في تحالف كبير يضم أربعين دولة، تحت إمّرة سيدي القائد الشهم البطل الأمير الشاب محمد بن سلمان - حفظه الله-، في صورة بانورامية لامتزاج الماضي العريق بالحاضر الجميل، وانطلاقه إلى رؤية المستقبل المتين بفضل الله ثم بفضل رؤية 2030م. لذلك، يحق لنا أن نفخر بوطننا، وبما وهبنا الله من النِعم، وكلنا يد واحدة عِلماً وعملاً يتمثّل بالجسد الواحد جمعاً مُتّحِداً ثابتاً لولائه، وستظل المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً ثابتةً عزيزةً منارةً للإسلام والإيمان ومهوى الأفئدة مهما كانت الظروف، ومهما كانت الخُطُوبْ، ومهما كان حجم النُكُولْ. وكما قال مصدر مسؤول «تثمن المملكة أصوات العقلاء حول العالم الذين غلبوا الحكمة والتروي والبحث عن الحقيقة، بدلًا من التعجل والسعي لاستغلال الشائعات والاتهامات؛ لتحقيق أهداف وأجِنّدات لا علاقة لها بالبحث عن الحقيقة». هذه هي السياسة الوطنية الإعلامية الحكيمة التي تُقدِّر المواقف الرصينة، والمصداقية المهنية، وتتبّع الأدلة والبيّنات لعِلاج أي أزمة أمام تُرُّهات وسَقطات إعلامية غير لائقة، سواء من مُعرِفات مجهولة، أم قنوات معلومة مشبوهة، فضلاً عن تقدير حجم البذل الكبير الذي تقدّمه هذه القيادة الرشيدة للحِفاظ على مواطنيها، وتهيئة كل سُبل الراحة والحماية والرعاية لهم، وصناعة الأجيال الكريمة لحماية هذا الوطن الغالي والذّود عن حِياضه من عدو غاشِم أو جاهلٍ مُتربصٍ مَاكر. بارك الله في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان وأعوانهما وجنودنا البواسل وحفظهم من كل سوء، وأحسن إليهم في كل قول وعمل، وأدام المولى الكريم رايتنا خفّاقة عزيزة بين الأمُم، ورد كيد الكائدين في نحورهم، ودمّر مخططاتهم، وعاشت بلادي سنداً وعوناً للعالمِ أجمع. القوة الناعمة والدور المنتظر أما د.عبدالله الشائع، فيتطرق للهدف والغاية التي ترتجيها قناة «الجزيرة،» في حربها المستمرة تجاه المملكة، قائلاً: الإعلام المعادي الذي تمثله قناة الخنزيرة، هدفه في هذه الحملة الإعلامية، تشويه صورة المملكة العربية السعودية لدى الرأي العام، وتأليب المجتمع الدولي عليها، بدليل أنه ولأول مرة تركز قناة تلفزيونية طوال بثها خلال الأيام الماضية على قضية شخص واحد، مع أنه ما زالت التحقيقات جارية بشأنه، ما يعد تدخلاً سافراً في حيثيات القضية المنظورة في التحقيق، وهذه القناة تحاول بإسقاطاتها رمي التهم جزافاً على المملكة، دون دليل أو إثبات، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، تركز على قضية شخص واحد، بينما هذه القناة تتجاهل أحداث سوريا، وما يحدث في فلسطين، وتغض الطرف عن إجرام الحوثيين وتضييقهم على أبناء اليمن، قتلاً وتشريداً وتجويعاً. ومن جهة ثالثة، هذه القناة سقطت وتعرت وانكشفت أمام المشاهد بهذه الانتقائية الرخيصة، وهي التي تدعي الحيادية والأخلاقية والمصداقية في النقل، فصارت تنقل ما هب ودب من الأخبار المتعلقة بموضوع ذلك الشخص، بل وتنقل من الصحف دون إيضاح اسم صاحب التصريح، أو الخبر، ودون دليل وبرهان، ما يهمها فقط، إلصاق التهم جزافاً، مما يفيد أن المشروع يشكل هجمة إعلامية سافرة متجردة من أخلاقيات العمل الإعلامي، ومنحرفة عن المهنية الإعلامية، بهدف الإساءة فقط للمملكة، وتشويه صورتها، ما يوجب على إعلامنا أن يقوم بدوره بالرد وتفنيد الأخبار المضللة، وكشف إسقاطات هذه القناة ومحاولتها إلصاق التهم بالمملكة دون إثبات ودليل، مع كشف الأهداف التي تسعى من خلالها مثل هذه القنوات المشبوهة. وعن الدور المنتظر من قبل إعلامنا، تجاه مجابهة هذه الحملة الشرسة على بلادنا، يقول الشائع: ما دام أن الإعلام هو القوة الناعمة، لماذا لا يقوم إعلامنا، وتحديداً قنواتنا الفضائية، بإجراء لقاءات مع أفراد القبائل القطرية الذين أساءت لهم حكومة الحمدين، بل وجردتهم من جنسياتهم، ومارست عليهم التمييز العنصري وشردتهم، وهم بالآلاف،. وطالما أن هذه القناة المشبوهة، تتغذى من القنوات والإعلام الإيراني، أتمنى إيجاد قناة باللغة الفارسية، تكشف إرهاب إيران وجرائم معمميهم. القفز على النتائج من جهته، يتطرق د.خالد باطرفي، لما تم تداوله في الإعلام الخارجي، الذي تضمن اتهامات باطلة للمملكة، مبيناً الهدف والغرض منها، بقوله: للأسف، هناك أخبار وتسريبات مسيئة للطرف السعودي، تهدف إلى القفز لنتائج تدينه، وتعفي تركيا من المسؤولية تماماً. وواكب ذلك حرص بعض الإعلاميين الأتراك والعرب والغربيين على تلقف هذه التسريبات واستخدامها في تركيب مشهد خيالي لجريمة العصر. بعضهم يفعل ذلك، بغرض الإثارة والتكسب المادي من زيادة التوزيع والمشاهدة، والبعض يخدم أجندات إقليمية ودولية مشبوهة أهدافها تتفاوت بين الإساءة للمملكة وقيادتها، والتخريب على مشروعها التحولي ورؤيتها الحضارية، وبين الرغبة في إثارة الفتنة بين المملكة‬ و‫تركيا، باعتبار أن تركيا من أكبر الدول الإسلامية، وأقدرها على مواجهة المشروع الإيراني والدولي؛ لتفتيت المنطقة، وإعادة صياغتها بما يخدم أمن إسرائيل، ومصالح الغرب. أما التسارع والتكثيف العالي للحملة، وعلى مدار الساعة، فهي عملية استباقية تهدف لتحقيق أكبر قدر من الإساءة والتخريب قبل صدور نتائج التحقيق. ونفى باطرفي، جملة وتفصيلا، الاتهامات الموجهة للمملكة، والتي تشير إلى اتهامها بقتل خاشقجي، باعتباره معارضاً لها، حسب ما يتم تداوله من قبل الإعلام الغربي المغرض، قائلاً: المملكة عبر تاريخها الطويل، لم يسبق لها أن آذت معارضيها الذين يسيئون لها، فكيف تتهم بقتل من يختلف فكرياً معها؟، وهناك منشقون يمارسون التهجم والإساءة والتحريض منذ عقود، ويتعاملون بشكل مكشوف مع أعداء الدولة، كإيران وقطر وجماعة الإخوان المسلمين، وبعضهم، كسعد الفقيه، تآمر مع النظام القطري والقذافي على قتل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله. ولدى هؤلاء قنوات تلفزيونية وموارد مادية كبيرة وشبكات علاقات خطرة. ومع ذلك لم تستهدفهم الدولة بأي شكل من الأشكال.. فكيف يعقل أن تستهدف بالقتل مواطناً اختلف معها، وكتب عنها انتقادات في الصحافة الدولية، ولكنه كان يصر في كل الأوقات على أن في عنقه بيعة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأنه مواطن سعودي مخلص لبلاده، وحكومته، وولاة أمره؟ وبخصوص التقارير المنشورة في الصحافة التركية والإعلام التركي والإخواني، والمنقولة في صحف أمريكية وأوروبية، فهي لا ترقى إلى أدنى مراتب المنطق والعقل. وينطبق عليها القول: حدث العاقل بما لا يليق، فإن صدقك فلا عقل له. كما أنها تفتقد إلى المصداقية، لأنها لا تسمي مصادرها، ولا تتحقق من صحة الادعاءات، ولا تبذل مجهوداً في تمحيص الروايات، ورصد تناقضاتها وتبدلاتها بين يوم وليلة، وساعة وأخرى. «الجزيرة» قناة مأجورة أما عن ملاحظات د. أحلام حكمي فقد قالت: من خلال الملاحظات على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الأجنبية المختلفة نجد أن هناك حملة شعواء خسيسة مُنظمة ومتواصلة ومتزايدة وغير مسبوقة ضد وطننا الغالي المملكة العربية السعودية، قيادة وحكومة وشعباً وتاريخاً؛ خصوصاً قناة الجزيرة المأجورة الموتورة؛ بهدف زعزعت كيان هذا الوطن المتلاحم، إلا أنَّ ذلك كله يتكَّسر دائماً فوق صخرة وحدتنا الوطنية وتوحدنا وتلاحمنا خلف قيادتنا الرشيدة وولاة أمورنا، فإنَّ مجتمعنا ولله الحمد والفضل قيادة وشعباً؛ كبيراً وصغيراً رجلاً وامرأةً، شاباً وفتاةً؛ كل شرائحه تموج مثل الموجة الواحدة لا يمكن أن تمزقها العواصف والرياح الهوجاء والدعايات والحملات المأجورة المسمومة الرخيصة. وأضافت: لهؤلاء الأعداء الموتورين المتربصين بنا نقول لهم موتوا بغيظكم؛ فلن تفتَّ في عضدنا حملاتكم ولن تنطلي على أبناء شعبنا سفاهاتكم ومؤامراتكم الدنيئة المفضوحة المكشوفة للصغير قبل الكبير، ولم ولن تخدعنا ضلالاتكم وفبركاتكم، فشعبنا متمسكٌ بدينه ووطنه وولاة أموره..فقضية اختفاء مواطن سعودي ليست الأولى ولا الأخيرة التي تحدث في كل دول العالم ولكثير من مواطني دول العالم، ونحن ندينها ونستنكرها بكل شدة، ونشد على أيدي عائلته وأهله وذويه، ونسأل الله له السلامة والعودة لأهله ووطنه، وهي بلا شك ليست أكبر من جرائمكم ومؤامراتكم وقتلاكم من الأبرياء في بلدان كثيرة في العالم بفضل دعمكم المفضوح للإرهاب والفئات والجماعات الإرهابية الضالة، ومع ذلك استنكرت المملكة بكل قياداتها هذا الاختفاء الغامض لمواطنها، وهي تتعاون على أعلى مستوى مع السلطات التركية لكشف الحقيقة ومعرفة مصير الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وأكد ذلك سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في لقائه مع صحيفة بلومبيرج، وفي كل اتصالاته ومتابعاته المستمرة للقضية، وكل قيادات وزارة الخارجية والقنصل السعودي في تركيا على هذا النهج. وهذا مّمَا لاشكَّ فيه ولا تهاون، فالمملكة لا تنتظر أبداً مَنْ يُملي عليها واجباتها تجاه أبنائها في الداخل أو الخارج، أو يدير لها سياساتها وتصرفاتها، فهي تمتلك حرية سيادتها وقراراتها وسياساتها الداخلية والخارجية، ولذلك أرسلت الوفود من أجل الاشتراك في التحقيقات والمساعدة في كشف ملابسات الموضوع، وبدلاً من أن يساعدوا في ذلك لإنهاء القضية بسلام وكشف غموضها ومعرفة مصير المواطن السعودي، أصدروا أحكاماً مسبقةً، يريدون بها إشعال نار الفتنة وابتزاز المملكة وتوتير علاقاتنا بالدول الحليفة والصديقة وإحداث الوقيعة وإظهار المملكة في دعاية بشعة سيئة ليس لها بالواقع أدنى صلة، وإن شاء الله تنكشف الحقيقة قريباً وتمر سحابة الصيف القاتمة هذه، وتبقى السعودية وسيرد التاريخ والمواقف اعتبار السعودية قريباً جداً وليخسأ الخاسرون المأجورون. ونؤكد لهؤلاء المغرضين الحاقدين المفلسين خلقاً وديناً وسياسة وعقلاً، من أنظمة وجماعات متطرفة؛ ألا يكفيكم ثورة الربيع العربي التي زادت هذا الوطن تلاحُماً وترابطاً وقوةً ومتانةً، اتعظوا يا جهلة يا حقدة يا مرتزقة، فالمملكة العربية السعودية وطنٌ كبير عظيم الشأن والمواقف والسياسات، شاسع المساحة، عظيم المكانة، جامع الحرمين الشريفين أقدس بقاع الدنيا، قبلة المسلمين، مهبط وحي رب العالمين على سيد الأنبياء والمرسلين، فلقد كان وسيكون – بإذن الله تعالى وعونه وتوفيقه- ثابت القواعد راسخ العقيدة السليمة، قوي بالإيمان بربه ثم بقدراته وقادته وأبنائه المخلصين، منيع بالحب والوفاء بين أبنائه وقيادته، لا يمكن أن تمزقه عواصفكم الحاقدة ولا بوارقكم المزيفة المأجورة؛ مهما صنعتم أو تصنعتم، وما يزيدنا عملكم المشين هذا إلا قوة ومناعة، وقد خسر وخاب واندحر مَنْ حاول قبلكم أقوى منكم كان أو أضعف، ارجعوا إلى التاريخ وانظروا ماذا حصل لمَنْ أراد المساس بهذا الوطن وأهله، فقد مُزقوا كل ممزق وأصبحوا دويلات متناحرة متشرذمة لا يملكون قوت يومهم ولا أمنهم، بعد أن كانوا دولاً عظمى، نحن السعوديين وبكل عزة وفخر أحفاد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وخالد وسعد وغيرهم الكثير والكثير من رجالات التاريخ الإسلامي وأبطاله الحقيقيين، لم ولن تفلحوا في النيل من هذا الكيان العظيم؛ إنسان أو مكان أو عقيدة أو مكانة، أو توحيد أو وحدة وتلاحم، أو اقتصاد ومال.. واختتمت د. أحلام مشاركتها قائلة: سيثبتُ لكم التاريخُ أنكم حاسدون حاقدون وستردون بإذن الله تعالى مدحورين خاسئين، لأنكم منكرون للمعروف والجميل الذي طالما منحتكم السعودية إياه، وكم لها عليكم من أيادٍ بيضاء تتنكرون لها الآن وتعضوها بخسة ونذالة وخيانة مقيتة نَتِنةٌ. أيها الحاقدون الموتورون الخاسرون؛ سبعة وثلاثون مليون سعودياً، كلهم سلمان، وكلهم محمد بن سلمان، فلن تستطيعوا المساس بهذا الكيان، فالأفضل رجوعكم إلي جحوركم، وعدم التطفل على شيوخكم وكياناتهم وشعبهم الوفي المتلاحم.. (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال: 30)، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)(الشعراء:227). إلى الأمام يا بلدي، وعين الله ترعاك، وكلنا خلف رايتك وقادتك فداك، حفظ الله مملكتنا الغالية الحبيبة ملكاً وحكومة وشعباً وضيوفاً للوطن وضيوفاً للرحمن؛ حجاجاً ومعتمرين، وكل الأشقاء والأصدقاء والعاشقين لهذا الوطن الحبيب. المملكة تتعرض لحملة إعلامية مسيسة للنيل من مكانتها إسلامياً ودولياً عند سؤالنا ل د.نورة بنت عبدالله بن عدوان، عن أهداف هذه الحملة المغرضة، وما تهدف إلى تحقيقه، أجابتنا قائلة: إن المكانة المرموقه التي تتمتع بها المملكة العربية السعوديه هي استحقاق جاء بفضل الله تعالى؛ ثم السياسات الحكيمة التي انتهجتها قيادة هذه البلاد منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله-، متمسكة بمبادئها وقيمها؛ مبادئ الإسلام السمحة. ولاشك في أن ما تتعرض له المملكة العربية السعودية من محاولات استهداف لريادتها عبر الحملة الإعلامية المسيسة باستغلال الأحداث وتوظيفها؛ له أبعاد خطيرة، وراءها إجندات مغرضة للنيل من مكانة المملكة الدولية والإسلامية. فالإساءة التي نرصدها اليوم في بعض وسائل الإعلام تجاه المملكة تفتقد الموضوعية والمصداقية، فالمملكة تحمل تاريخاً مشرفاً في العمل على تحقيق التوازن السياسي وتعزيز التعاون الاقتصادي على مستوى العالم. وتضطلع بدور رئيسي في ترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة عبر جهودها الكبيرة في مكافحة الإرهاب والتطرّف، إضافة لدورها الرائد في الكثير من الملفات التي تخدم السلام والتعاون الدولي، ومبادراتها في دعم الجوانب الإنسانية على مستوى العالم، الأمر الذي منح المملكة احتراماً وثقلاً دولياً. ولا شك أن استهداف المملكة واستقرارها هو استهداف يترتب عليه خسائر سياسية واقتصادية دولياً. نسأل الله عز وجل أن يحمي بلادنا، ويسدد ولاة أمرنا لما فيه خير الإسلام والمسلمين، ويمنّ على وطننا بالأمن والاستقرار والرخاء. «الجزيرة» قناة إخوانية ماسونية هدفها إثارة الفتن بين الشعوب العربية وبسؤالنا ل د.وحيد حمزة هاشم، عن مدى التشويه الذي أحدثته قناة «الجزيرة» وذيولها، تجاه رسالة الإعلام ودوره وأخلاقياته، أجابنا قائلاً: لا بد أن نتعمق في معرفة جذور قناة «الجزيرة» وبداياتها كقناة إخوانية ماسونية، هدفها إثارة الفتن بين الدول، والأهم بين الشعوب العربية. ولو راجعنا كل القضايا والأحداث التي تناولتها القناة الماسونية فرع الشرق الأوسط، نجد أنها بعيدة كل البعد عن المهنية الإعلامية، تتملكها مصالح أجنبية، وتهيمن عليها مصالح دولة قطر؛ في محاولة إيجاد مكانة لها في المنطقة، بطرق ووسائل ميكيافيللية!.لا بل إن معظم، عناصر القناة مرتزقة إعلاميون بالاسم، عملاء بالهدف والفعل والدوافع، بعامل مشترك واحد، وهو الحقد على المملكة!. لذلك تتلقى عناصر هذه القناة الماسونية، أوامرها من الزعامات الإخونجية، ومن يدعم هذا التنظيم من قوى خارجية. وعن سبل مواجهة هذه القناة يقول د.هاشم: سبل مواجهتها بسيطة جداً، نهملها تماماً بإلغاء التواصل معها، ونهمل كل القضايا التي تناقشها، والبعد عن مشاهدة سمومها الإعلامية. دور المملكة القيادي جعلها هدفاً للإعلام القطري والإخونجي د. رجب بريسالي قال لليمامة: لاشك بأن دور المملكة العربية السعودية ومركزها القيادي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية خاصة جعلها هدفاً للإعلام القطري والإخونجي للنيل منها وبث الأكاذيب ونشر الشائعات المغرضة، وهذا ما لمسناه في قضية ما يسمى (اختفاء خاشقجي)، وهؤلاء واهمون جداً لسببين مهمين، أولاً للدور القيادي البارز للمملكة عالمياً وإقليمياً. ثانياً وهو الأهم، والتفاف الشعب حول قيادته، هذه القيادة الحكيمة التي تمتاز بالحكمة والتروي في إدارة الأزمات، وهي قادرة بلا أدنى شك على لجم تلك الأفواه المسعورة، وإخماد الفتنة في عقر دارها. وعن دور إعلامنا المحلي في التصدي لهذه الحملة المسعورة ضد بلادنا، يقول د. رجب بريسالى: بلا شك، لإعلامنا دور مهم جداً في كشف تلك المؤامرات البغيضة التي تحيكها الجزيرة وأعوانها ضد المملكة، وعليه مهمة كبرى في فضح تلك المؤامرات وفضحها وكشفها للمتلقي، حتى لا يتأثر بأكاذيبهم العامة من الناس، وحتى لا تستغل من ضعاف النفوس في النيل من المكانة المرموقة للمملكة. الإعلام الغربي يشكل العمق التاريخي لبدء الحملات المغرضة ضد المملكة وبسؤالنا لأسماء المحمد عن الأهداف الحقيقية لهذه الهجمة الشرسة على المملكة، أجابتنا قائلة: الحملات الإعلامية التي تستهدف دوماً النيل من سمعة ومكانة المملكة، لا يمكن حصرها فقط على قناة الجزيرة، لأن الإعلام الغربي يبقى هو الأساس، بل ويشكل العمق التاريخي لبدء هذه الحملات، وهي لا تزال تشن بشكل هجومي ممنهج ضد المملكة والإسلام، بحكم أن المملكة تشكل مهد الإسلام وقبلة المسلمين. وتشن أيضاً لدوافع عنصرية، بحكم أننا عرب، بما في ذلك العرب المسيحيين. بالتالي هذه المقومات تمنحنا القوة، ولا أبالغ إن قلت إنها تشكل تضاريس خريطة الأعداء على اختلاف أسمائهم ومسمياتهم. وبما أننا نتحدث هنا عن قضية تبلور وبشكل واضح هذا النوع الحاد من الهجمات على المملكة، فإنني أؤكد على أنها لن تتوقف، فهي مجرد حلقة في سلسلة ممتدة لا تعرف الهدوء. وبسؤالنا لأسماء المحمد عن مدى التشويه الذي أحدثته قناة «الجزيرة» وذيولها تجاه رسالة الإعلام ودوره وأخلاقياته، أجابتنا قائلة: هي النموذج الأسوأ الذي يوضح لنا النماذج الأخرى الجيدة، فوجود السيئ هو ما يفرز الجيد، ووجود غير المحايد، هو من يبرز المهني، وهو من يحمله مسؤوليات وأدواراً وطنية وأخلاقية كبيرة جداً؛ لينهض بدور تعرية هذا الجزء السام من وسائل الإعلام. الجزء الذي يجب بتره من قبل الشرفاء والمنابر التي تعي دورها ومسؤوليتها؛ لتقوم بدورها على أكمل وجه. هذا الدور ولله الحمد، وجدناه ماثلًا أمامنا من قبل النخب ووسائل الإعلام، بل ومن منابر حكومية بادرت بالرد والتحرك وإدارة الأزمة بشكل موضوعي محترف. ومن يبحث عن الموضوعية يجدها، ومن يريد التضليل، فسوف يكون من المصفقين لهذه المنابر. وعند سؤالنا للمحمد، عن كيفية مواجهة التضليل الإعلامي الذي يمارسه الإعلام المعادي، والحد من تأثيره السلبي على الرأي العام في الداخل والخارج، أجابتنا قائلة: يمكننا مواجهته من خلال المعلومة الصادقة الحقيقية من منابرها، وضمير وعقل ووجدان المتابع، الذي سينصف إذا كان من الباحثين عن الانصاف. أما الباحثون عن الضلال، فهم أصلًا يصفقون له وهم مع تياره. وتبقى المعلومة الصادقة - وأنا أتحدث هنا بصفة عامة وليس حصراً على هذه القضية – من خطوط الدفاع الأولى وطنياً، على أن تكون قوية وحاضرة ومقدمة بشكل جيد ومبسط، بحيث يفهمها ويستوعبها المتعلم وغير المتعلم، حتى يفهم الجميع الحقيقة، وبالتالي يحكمون هم بأنفسهم، كما حدث في بلادنا، وكان نتاج ذلك، أن رأينا كل الشعب يقف صفاً واحداً، حكومة وشعباً ومن يقيم على هذه الأرض المباركة، ولا غرابة في ذلك، فعندما تظهر المعلومة، ويعي الجميع حقيقتها، فهم حينها من سيتكفلون بالرد والتصدي. إلى جانب أهمية نهوض وسائل الإعلام بدورها كما يجب أن يكون. ==================== المشاركون في القضية: - د. عبدالرحمن بن هيجان: عضو مجلس الشورى. - د. أحلام حكمي: عضو مجلس الشورى. - د. نورة بنت عبدالله بن عدوان: عضو مجلس الشورى السابق. - د. وحيد حمزة هاشم: أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز. - د. عبدالله عثمان الشائع: مدير عام سابق لإذاعة جدة وعضو هيئة التدريس غير متفرغ بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة. - د. خالد باطرفي: أستاذ أكاديمي ومحلل سياسي. - د. هدى بنت دليجان الدليجان: أكاديمية في جامعة الملك فيصل. - د. رجب بريسالي: باحث بالقضايا المحلية والدولية. - أسماء المحمد: كاتبة صحافية مهتمة بريادة الأعمال وقيادة المبادرات الإبداعية.

مشاركة :