يستخدم أبسط الأشياء ليصنع منها عملاً فنياً جميلاً، حيث يستخدم السلك ليشكل به أعمالاً فنية رائعة، متناسقة ومكتملة، ليؤكد أن الفنان يستطيع أن يصنع الجمال والبهجة من أبسط الخامات، فالفن كامن بداخله وهو يقدمه للجمهور، هو حاصل على بكالوريوس الفنون التطبيقية، شعبة ديكور عام 1974م، وأقام عديداً من المعارض الداخلية والخارجية، إنه الفنان القدير «جلال جمعة»، الذي التقته اليمامة وكان لنا هذا الحوار: * تفرغت منذ سنوات لنوع من الفن لا يقدمه غيرك في مصر والشرق الأوسط بأكمله، وهو فن «التشكيل بالسلك»، فهل أن تحدثنا عنه قليلاً؟ وكيف توجهت لاحتراف هذا النوع من الفنون والإبداع فيه؟ - أنا أتعامل مع كل الخامات، لأنني مهندس ديكور، لكن كنت أعشق الحديد، وبعد ذلك لعبت المصادفة دوراً في عشقي لكل أنواع السلك الذي ألهمني كل هذا الإبداع. * أي أنواع الأسلاك تستخدم؟، ولماذا لا تستخدم اللحام مطلقاً في تثبيت الأسلاك؟ - أنا استخدم سلك الرباط الخاص بإنشاء المباني، وقد استطعت من خلاله أن أخلق عالماً من الفن والإبداع والخيال، لكن في الأعمال الكبيرة استخدم تخانات أكبر من 10 مم، وقد صنعت بها ثوراً كبيراً، أشاد به النقاد واقتناه أحد مشاهير المجتمع المصري لإعجابه الشديد به، وأنا لا استخدم اللحام مطلقاً، وذلك حتى يكون عملي مختلفاً عن الأعمال التي تستخدم بمساعدة اللحام، وهذا ما يزيد من جمالية العمل، ويؤكد براعتي في إنتاج أعمالي الفنية. * تقوم بتعليم فن التشكيل بالسلك للآخرين، ولاسيما الأطفال، فإلى أي مدى تجد الأطفال يستوعبون فكرة التشكيل بالسلك؟، وهل هناك سنّ معين للأطفال كي نبدأ بتعليمهم الفن التشكيلي؟ - هل تصدق أنني استطعت أن أعلّم هذا الفن لطلاب الصم والبكم في جامعة المنيا بصعيد مصر؟!، كان ذلك مدهشاً للجميع، كما أن لي تلميذة في عمر 9 سنوات أرى أن لها مستقبلاً كبيراً في هذا الفن، وأتذكر عندما ذهبت إلى مدرستي (ليسيه باب اللوق)، وجلست مع أطفال تراوح أعمارهم بين 8 و12 عاماً، كانت سعادتي لا توصف، وأنا أجلس على المقعد نفسه مرة أخرى، ذاك الذي جلست عليه سابقاً قبل عقود. * الحيوانات، المراكب، الأسماك، الطيور، هي التي تستحوذ على نصيب الأسد من أعمالك الفنية، فكيف تختار موضوع عملك الفني قبل أن تبدأ فيه؟ - أنا لا أختار الموضوعات، بل هي التي تختارني، خيالات على الحائط.. جذع شجرة.. سحابة.. لقطة على شاشة التلفاز، الإلهام هو مصدر أعمالي، وكل شيء مثير يجعلني أبحث عن الإبداع من خلاله، كما أن الفنان دائماً يبحث عن الجديد والمدهش طوال الوقت. * كم المدة التي تستغرقها التحفة الفنية كي ترى النور من بين أناملك؟ - لا أحب استخدام كلمة «تحفة»، أُفضِّل استخدام مصطلح «العمل الفني»، وفي الواقع ليس هناك وقت محدد لإتمام العمل الفني، فأنا لا أعاني في التنفيذ، لكن أعاني فقط في البحث عن الفكرة وطريقة تنفيذها، وأيضاً ليس هناك وقت كي أقوم بالعمل، أعمل في أي وقت، ولأي وقت. * هل تشكل بالسلك البورتريه للأشخاص بالطريقة نفسها التي كان الرسام العالمي «جورج بهجوري» يرسمه بها، أي «سلك واحد متصل» بدلاً من «خط واحد متصل»؟ - الفنان العالمي «جورج بهجوري» صديقي، هو متأثر ب «بيكاسو» وفن الخط الواحد، ومهما كانت براعته في الرسم، فإن السلك أصعب بمراحل من الرسم بالقلم، والتشابه بيننا يسعدني جداً، فهو قامة فنية كبيرة وله تاريخه العظيم. * كيف ترى وتقيّم تجاوب الجمهور مع إبداعاتك خلال معارضك الفنية؟ - الجمهور يمثل الطاقة التي تجعلني استمر، وإعجاب الناس بعملي وانبهارهم به هو الذي يجعلني أواصل العمل، ويسعدني أن أجد من يقتني أعمالي أو يشيد بها أو حتى يتابعها، كل كلمة صغيرة في أوتوجراف أي معرض من معارضي هي وسام على صدري، وأهم بكثير من كل شهادات التقدير والتكريمات. * هل من نصائح يمكن أن تقدمها لمن يريدون أن يدخلوا إلى مجال التشكيل بالسلك؟ - أوصيهم بالثقافة البصرية، ومتابعة جديد الفن في كل مكان، وكما يقول صديقي الفنان الكبير (مصطفى رحمة) إن الثقافة هي الأساس وحب العمل الذي أقوم به، فبالحب والتفاني في العمل والممارسة لوقت طويل يتم صقل الموهبة، وآخر شيء هو أن يكون لك هدف تحاول أن تحققه، ورسالة تريد أن تنقلها للآخرين. * هل من نصائح يمكن أن تقدمها لمن يريدون أن يدخلوا إلى مجال التشكيل بالسلك؟ - لا تخاف من الفشل، حاول ألف مرة وسوف تنجح!