لم تزل المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز طيب لله ثراه وحتى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- رائدة العالم في إقامة شرع الله وتحقيق التوحيد وتطبيق الشريعة، عميقة الترابط بين قيادتها وشعبها. ولم تزل يا رعاها الله تحمي حمى الجار وتساعد المنكوبين وتعين على نوائب الدهر وتقف شامخة بين دول العالم واضحة الأثر؛ فطولى مبادراتها تمتد هنا وهناك بثقلها الإقليمي والدولي، وتأثيرها العالمي ومساعيها المباركة. ومن المعلوم أن كل صعود تشرئب له الأعناق، وكل علوّ تهفو له النفوس، وكل تميّز تطمح إليه الهمم ذلك ما تحقق للمملكة حرسها الله بلاد الحرمين ومهوى أفئدة المؤمنين وقبلة المسلمين. وفي المقابل قد يستجلب التميز أعين الحاسدين، وأقلام الحاقدين، ومؤامرات المتربصين ما يجعلنا نرى في بعض المواقف تصاعد النداءات، وتطاول الأقزام، وتحاك الحيل بالظلام للنيل من قبلة المسلمين، ومولد الرسول الأمين ومهبط وحي رب العالمين، بفتل فتيل الدعاوى والافتراءات وصياغة الأكاذيب وتحوير المواقف وتعتيم الحقائق، والله حافظ دينه وحامي بيته وناصر عباده المؤمنين الذين يحكمون بشرعه، وينشرون كتابه وسنة رسوله ويخدمون دينه، ويُعلون كلمته ويقيمون العدل وما ازدياد اللحمة الوطنية بين مواطنيها وولاة أمرهم إلا أكبر شاهد على ذلك. إن كل مواطن صالح يدرك ما لوطنه من السيادة والريادة، ويعتز بكونه أحد أفراده الأعزاء الشرفاء الذين يرفضون جملة وتفصيلاً ما يحاك ضد هذه البلاد من قريب أو بعيد؛ سواء في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو من خلال أي مصدر وتحت أي مظلة وعلى أي صعيد، ويدركون خطأ وجرم من يعاديهم ويعادي دينهم ووطنهم وولاة أمرهم، لأن في عنقه بيعة لولاة أمره، ولأنه يحب وطنه وولاة أمره ويطبق شرع الله في طاعتهم (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). فلتنبري الأقلام لبيان الحق والدفاع عن وطن العروبة وعرين الإسلام ومهوى الأفئدة، ولتصدح بها المنابر ولتشمخ بها النفوس: الأمراء في مناطقهم والعلماء في منابرهم والمعلمون في مدارسهم والأطباء في مشافيهم والمهندسون في منشآتهم، والمبرمجون في تطبيقاتهم، والإعلاميون في برامجهم والجميع كل في مجاله؛ فحماية الوطن والدفاع عنه ورعايط مصالحه ليست مهمة المرابطين في الحدود فحسب؛ ولكنها مسؤولية كل مواطن صالح وواجب على من عاش على أرضه الطاهرة واستظل سماءه الوارفة ديناً وولاءً وانتماء. حمى الله مملكتنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأدام عزها وتوفيقها في ظل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده. واسلمي مملكتنا حرة أبيّة راسخة العز دائمة الشموخ بإذن الله.
مشاركة :