تأكيد جديد على إرهاب ميليشيا «حزب الله» وأجنداتها المشبوهة في زعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة العربية، وأفريقيا وأميركا الجنوبية، بعد تصنيف الولايات المتحدة الأميركية للميليشيا اللبنانية - الإيرانية ضمن لائحة الجريمة العابرة للحدود إلى جانب 4 عصابات أخرى تُعد الأخطر والأشرس في العالم. وكان وزير العدل الأميركي جيف سيشنز، قد قال الاثنين الماضي: إنه صنف خمسة كيانات بينها حزب الله اللبناني، على أنها عصابات للجريمة العابرة للحدود، ليكون ضمن عصابات «MS13 - الأميركية» و»سينالوا المكسيكية» و»كلانديل غولفو الكولومبية» و»خاليسكو نويفا جنراسيون المكسيكية». وأكد سيشنز، أن تلك الجماعات ستواجه عقوبات شديدة وتحقيقات وإجراءات قضائية أكثر صرامة، موضحاً أنه تم إعداد فريق خاص من المحققين ذوي الخبرة في مجالات التهريب الدولي للمخدرات والإرهاب والجريمة المنظمة وغسل الأموال؛ للتحقيق مع أفراد وشبكات تقدم الدعم لحزب الله. ويأتي التنصيف الأميركي الجديد ضربة معنوية كبيرة لميليشيا حزب الله بالتزامن مع إقدام مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع على تمرير مشروعين لقانونين يمنعان تمويل الميليشيا، ويسمحان بملاحقة مسلحيها وداعميها ومموليها دولياً كمنظمة إجرامية، وليس فقط بسبب أعمالها الإرهابية، حيث من المتوقع أن يدخل القانون حيز التنفيذ خلال أيام. ويشير المشهد العام إلى أن واشنطن تسعى بتصنيفها الجديد لميليشيا حزب الله إلى تقطيع أوصال الأخيرة، وتجفيف مصادر تمويلها من أجل تحجيم النفوذ الإيراني بالمنطقة، بسبب الدور الكبير الذي تلعبه الميليشيا اللبنانية في خدمة المشروع التوسعي الإيراني في سورية واليمن والعراق ولبنان بصفة خاصة والمنطقة العربية بصفة عامة، بما تقدمه من مسلحين، وتدريبات، وخطط عسكرية، وتهريب للصواريخ والأسلحة. ويدلل تزامن التنصيف الأميركي الجديد لحزب الله مع قرب فرض الدفعة الثانية من العقوبات الأميركية ضد النظام الإيراني بنوفمبر المقبل، على خطة تحرك أميركي لتضييق الخناق على طهران من خلال قطع أذرعها الميليشياوية بالمنطقة بعد تسببها في زعزعة الأمن والسلم الدوليين وتهديد المصالح الدولية، إضافة إلى مواجهة المساع الإيرانية في الهيمنة على آبار النفط في العراق وسورية. كما سيسهم التنصيف الجديد للميليشيا اللبنانية في محاصرة جميع الأموال، ومختلف أوجه الدعم المادي الذي يخرج من إيران إلى عناصر الميليشيا بالمنطقة ودول العالم، باعتبارها عصابة إجرامية إلى جانب نشاطاتها الإرهابية والعسكرية، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى موت بطيء للميليشيا، بعد فقدانها لمصدر تمويل رئيس إلى جانب تجارة المخدرات وغسيل الأموال. وجدير بالذكر أن ميليشيا حزب الله اللبنانية - الإيرانية متورطة في العديد من الجرائم، أبرزها الإرهاب وتجارة المخدرات وغسيل الأموال على نطاق واسع احتلت من خلاله مرحلة متقدمة ضمن أخطر وأشرس العصابات الإجرامية على وجه الأرض. ففي وقت سابق أكدت واشنطن أن الميليشيا باتت أخطر شبكة للجريمة المنظمة في العالم، وترتبط بما يعرف بـ»كارتيلات المخدرات» بأميركا الجنوبية، موضحة أنها تواصل تهريب المخدرات، وتعمل على غسيل أو تبييض نحو 200 مليون دولار شهرياً من وراء تجارة المخدرات. وتشير تقارير أميركية إلى أن خزائن ميليشيا حزب الله قد انتعشت بمليارات الدولارات خلال السنوات الثلاث الماضية بسبب الاتفاق النووي مع إيران، موضحة أن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قد سمحت من أجل إنجاز الاتفاق النووي بغض النظر عن اتجار الميليشيا في الكوكايين، والأسلحة، وغسيل الأموال؛ مما أدى لانتعاشها مالياً. وفيما يخص طرق ميليشيا حزب الله في تهريب المخدرات، كشف إيمانويل أوتولينغ، الخبير في شؤون أميركا اللاتينية، عن أن الميليشيا تتبع تكتيكات مُجرمة دولياً لنقل المواد المخدرة ما بين المكسيك ثم الشرق الأوسط وأفريقيا، وصولاً إلى الشرق الأقصى وأستراليا عن طريق عناصرها المدربين والمتعاونين مع العصابات اللاتينية. وأوضح أوتولينغ أن الميليشيا لديها ارتباط وثيق بالعصابات اللاتينية كوكيل موثوق فيه يلبي حاجة هذه العصابات فيما يخص التعامل المالي، مشيراً إلى أن الحزب يوفر جزءاً من عوائد تجارة المخدرات لشركائه من العصابات فيما تذهب بقية العوائد إلى خزائنه لاستخدامها في تجنيد الشباب اللبناني والمرتزقة، والسيطرة على اقتصاد لبنان وأوضاعها الداخلية، وكذلك مواصلة مساعي السيطرة على السياسة.
مشاركة :