فضول الزوج مصدر إزعاج للزوجة رغم التبريرات

  • 10/21/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عادة ما يُربط الفضول بطباع المرأة ويعتبر من الصفات التي تزعج الزوج ويتذمر منها كثيرا، لكن عندما تنقلب الآية ويصبح الفضول عادة عند الزوج فإن الكثيرين في المجتمعات العربية يرونه أمرا عاديا معتبرين أنه من حق الرجل أن يسأل زوجته عن كل شيء وأن يتدخل في كل ما يخص الأسرة حتى وإن كان ذلك من المسائل التافهة أو التي لا تعنيه. القاهرة – لا يعترف أغلب الرجال بأنهم فضوليون خصوصا عندما يتعلق الأمر بفيض الأسئلة التي يلقونها على زوجاتهم لمعرفة كل شيء من الأمور التي تهمهم والتي قد لا تضيف لهم معرفتهم بها شيئا. ويعتبر بعض الأزواج أن التدخل في كل شيء من مشمولاتهم كأزواج مشرفين ومسيرين للعلاقة الزوجية وللأسرة ولا يعترف بعضهم بأن للزوجة أمورا تخصها وحدها بعد الزواج. ويقول جمال عبدالحميد، مدرس ثانوي، “بصراحة أنا زوج فضولي، وتدخلي في شؤون أسرتي ليس وليد اليوم، فأنا أطّلع على كل أمور البيت منذ بداية حياتي الزوجية. وأريد أن أوضح أنني لا أرى نفسي "حشريا" بالمعنى السلبي للكلمة، وإنما يمكن القول إنني متابع جيد ليوميات أسرتي، ولا سيما زوجتي وأبنائي، وكل ما له علاقة بالبيت، أما بالنسبة إلى زوجتي، فهي طبعا ليست سعيدة بهذا السلوك وتتمنى أن أترك لها حرية التصرف ومعالجة الأمور، لأن تدخلي واستفساراتي المستمرة يزعجانها”. ويؤكد رمضان رضوان، محاسب، أنه من حقه الاطلاع على كل تفاصيل حياة أسرته، ولا سيما تصرفات زوجته وطريقة تربيتها لأبنائها وأسلوب تدريسهم، إضافة إلى شكل الحياة الاجتماعية لأسرتي، موضحا “أنا أكره أن تمرّ حادثة مع زوجتي أو أحد أبنائي ولا أعلم بها حتى وإن كانت عابرة، وأرفض أن تفلت الأمور من سيطرتي لكي لا أفاجأ في ما بعد بتداعيات أمر لم أكن على علم به من قبل، لذلك لا بدّ من أن تبلغني زوجتي بكل التفاصيل سواء سألتها أم لم أسألها. من جانبها تفيد سعاد (متزوجة منذ 15 عاما) “أنا لا أسمح بأن يحتل حياتي زوج فضولي، ربما لأني أكره الفضوليين بشكل عام، سواء أكان من الرجال أم النساء، ولا أحتمل العيش مع زوج من هذا النوع، لذلك كنت واضحة وصريحة في هذا الشأن منذ فترة الخطبة". وتضيف أنها لاحظت أن معظم الفتيات يستهنّ بأشهر الخطبة ويعتبرنها فرصة للمرح والتعارف، ويغفلن أن غايتها في الأصل التعرف جيدا إلى سلوكيات الشريك وطباعه، وما إذا كانت تتناسب مع شخصية كل منهن أم لا، مؤكدة أنه بالنسبة إليها فقد كان من ضمن أولوياتها ألا يكون زوجها فضوليا ومتطفلا. وبرأي سعاد لا يوجد رجل لا يقوم بين فترة وأخرى بتقصي بعض الأمور التي تخطر في باله، والتي تهم البيت والأسرة والزوجة ولكن في المجمل يجب أن يكون إنسانا مريحا ومتفهما ولا يسأل أبدا عن أمر لا يعنيه، إذ يتبع مبدأ “من حسن إيمان المرء ترك ما لا يعنيه”، وحينها يتعين على الزوجة أن تخبره من تلقاء نفسي عن الأمور المهمة التي تخصها وتهم الأبناء والبيت، وبهذه الطريقة يفتح باب النقاش حول المسائل المشتركة. بعض الأزواج يعتبرون أن التدخل في كل شيء من مشمولاتهم كأزواج مشرفين ومسيرين للعلاقة الزوجية وللأسرة ويقول محمود البنا، مهندس بشركة اتصالات “لم تمر على زواجي أشهر معدودة، ومع ذلك أحب أن أدقق في كل المواقف التي تواجه زوجتي خلال كامل اليوم، وذلك عبر الاستفسارات البسيطة التي تفتح لي مجالا واسعا للحوار. وأفعل ذلك من منطلق حبي لها واهتمامي بها، ولا أنظر إلى الأمر على أنه تطفل لأنني لم أتدخل في شؤون أحد غريب، فهذه زوجتي ثم إن المرأة بطبعها تسعد بوجود زوجها بشكل دائم في تفاصيل حياتها". وشرح البنا أنه حسب رأيه يحق للزوج أن يتدخل في خصوصيات زوجته، فالرجل لا يعترض على مظهر زوجته عندما تخرج من البيت بزي محتشم، لكنه يشعر بالإحراج في حال ارتدت ملابس لا تناسب ذوقه، وهنا لا بد أن يكون له تعليق على الأمر فالزوج مطالب بأن يعوّد الإنسانة التي يعيش معها على توجهاته ورغباته ويطّلع على شؤونها ليمنحها الموافقة أو الرفض، وإلا فلن يستطيع قيادة السفينة بنجاح. في حين يدافع حازم محمود، مهندس مدني، عن سلوكه بقوله “أنا لا أقحم نفسي في ما لا يعنيني، سواء أكان ذلك في علاقتي بزوجتي أم بالمقربين مني لكني في المقابل أصر على معرفة بعض الأمور، من باب الحرص وتلافي وقوع المشكلات. وفي حال لاحظت أي توتر عند زوجتي لا بد أن أطلع على السبب، بداية أسألها بشكل مباشر، فإذا لم تردّ أتركها حتى تهدأ ثم أعيد الكرة مرة واثنتين وثلاثا إلى أن أحصل على الإجابة المقنعة، وبعد ذلك أسعى إلى مساعدتها في حل المشكلة”. بينما تقول نهى جلال (متزوجة منذ 6 أعوام) “من خلال تجربتي مع زوجي الفضولي، استخلصت حكمة مفادها أنه على المرأة الذكية أن تسير مع التيار لتسلم، وإلا خسرت الكثير، وعليه قررت أن أجيب عن كل تساؤلات زوجي من دون أن أبدي له أي انزعاج أو توتر، فالحشرية من طبعه ولا أستطيع تغييره فلماذا أشغل نفسي؟ في السنتين الأوليين، من زواجي، كنت أثور كلما لمست نبرة الفضول في عباراته أو كلما استفسر عن أمر ما في لباسي أو في كلامي وزياراتي للأهل والأصدقاء، حتى أنني في مرات كثيرة لا أرد عليه، وفي المقابل كان يتضايق إلى أبعد الحدود، لذلك تعلمت من أخطائي وفضلت أن أشتري راحتي ببعض الأجوبة التي لا تقدم ولا تؤخر". وتعتبر الباحثة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية بالقاهرة كريمة محمود أن قضية الزوج الفضولي تفهم أحيانا بطريقة خاطئة، لأنه من حق الزوج أن يعرف ويسأل ولا بد للزوجة أن تمده بالاستفسارات والإجابات، وترضي رغبته في المعرفة. والزوج بطبعه يعتبر نفسه مسؤولا عن كل ما يحدث في بيته أو لأسرته وأنه الوحيد الذي يستطيع حل المشاكل والتصرف، ويرى أن الزوجة رغم تعلمها ستكون مواقفها محدودة، ولذلك لا بد للرجل أن يعرف كل شيء وواجب الزوجة أن ترضيه لأنه المسؤول الأول عن كل شيء. أما إذا كان تطفل الزوج يتجاوز حده عندما يسأل عن أشياء لا تخصه فهذا لا تقبله عادة الزوجة، وعليها أن تثير معه المسألة لأنه ليس من حقه تجاوز حدود معينة في علاقاتها وخصوصياتها وتبعا لذلك من حق الزوجة أن تعترض على ذلك.

مشاركة :