المفتون.. يتعهدون بكشف فتاوى التضليل والتكفير والرد عليها

  • 10/21/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: «الخليج»، بسيوني الحلواني تعهد علماء الفتوى، ورؤساء المنظمات الإسلامية في العالم، بحملات توعوية جديدة ومكثفة؛ لمواجهة جماعات التطرف والإرهاب، التي تتمسح بالإسلام؛ حيث أكدوا ضرورة استمرار وتكثيف جهودهم؛ لحماية المجتمعات الإنسانية من سموم المتطرفين وتوجهاتهم الدموية. كما تعهد المفتون وكبار المسؤولين في المؤسسات الدينية، في تصريحات ل«الخليج»، بضرورة كشف فتاوى التضليل والتكفير، التي تستهدف عقول شباب الأمة، والرد عليها بفتاوى وسطية معتدلة؛ تجسد تعاليم الإسلام وأحكامه العادلة.أكد شوقي علام، مفتي مصر، ضرورة أن يصدر رجال الفتوى وعلماء المؤسسات الإسلامية موقفاً واضحاً وحاسماً من فتاوى التكفير والتضليل، التي لا تزال تتسرب عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وتصل إلى عقول الشباب في البلاد الإسلامية وغيرها، مشدداً على أن فتاوى التطرف أصبحت وباء فكرياً يلوث العقول، ويخرب النفوس، ويدفع البسطاء والمهووسين إلى القيام بأعمال عنف لا يقرها دين الإسلام.وثمّن جهود مؤسسات الإفتاء في العالم الإسلامي في التصدي لفتاوى المتطرفين، وكشف ما فيها من ضلال؛ لكنه أكد أن «طوفان الفتاوى المتطرفة»، التي تنطلق من وسائل الإعلام والتواصل يومياً، يتطلب جهداً أكبر، وينبغي على مؤسسات الإفتاء تطوير أدواتها، والتعامل بوعي وحرفية مع فتاوى المتطرفين، وتفكيكها بالعقل والمنطق والعلم الشرعي الصحيح.وشدد علام على ضرورة التعاون والتنسيق بين مؤسسات الفتوى في العالم؛ لتبادل الخبرات والمعارف والمهارات، التي تعين في تفكيك فتاوى التطرف؛ حيث لا يجوز في العصر الحاضر أن تعمل كل مؤسسة وكأنها في جزيرة منعزلة عن العالم، ففتاوى التطرف أصبح لها الآن صبغة عالمية؛ بحكم انفتاح كل شعوب الأرض على بعضها؛ من خلال مواقع التواصل والاتصال الحديثة، مشيراً إلى أن الأمانة العامة لدور ومؤسسات الفتوى، التي تتخذ من دار الإفتاء المصرية مقراً لها، تحقق أهداف التواصل وتبادل الخبرات والمعارف بين المفتين، خاصة خلال العامين الماضيين، ما كان له أثره الطيب في مواجهة جماعات التطرف، ومحاصرة ما يصدر عنها من فتاوى؛ حيث تمتلك دار الإفتاء المصرية مرصداً ضخماً لفتاوى التكفير، وخدماته أصبحت متاحة الآن لكل مؤسسات الفتوى في العالم.وشدد علام على ضرورة أن تتواصل جهود مؤسسات الفتوى الرسمية في العالم؛ لمحاصرة أدعياء الإفتاء، وبحث آفاق جديدة؛ لنشر الفتاوى الوسطية، خاصة تلك التي تتعلق بحياة الناس في مختلف مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. تطوير أدوات المواجهة قال د. أحمد الحداد، مدير إدارة الإفتاء بدبي، عضو مجلس الإفتاء العام بالإمارات، عضو مجلس حكماء المسلمين: إن المؤسسات الإسلامية العربية لعبت دوراً كبيراً في مواجهة جماعات التطرف والتكفير، التي انتشرت في مجتمعات عدة، وضللت بعض شبابها، وجندتهم؛ للإضرار ببلادهم. وأكد أن الآمال المعقودة على مؤسسات الفتوى والدعوة الإسلامية في العالم خلال المرحلة القادمة، تفرض عليها أن تطور من وسائلها، وأن توظف كل وسائل الاتصال والتواصل الحديثة في ملاحقة ومطاردة أفكار وفتاوى المتطرفين، وحماية جماهير المسلمين خاصة الشباب منهم.وشدد الحداد على ضرورة ضبط ساحة الإفتاء في البلاد العربية والإسلامية بضوابط الشرع، ومنع الدخلاء والمتطفلين من نشر فتاوى غير منضبطة، وتجنح نحو التشدد، مشيراً إلى الإجراءات الصارمة، التي اتخذتها دولة الإمارات؛ لحماية عقول مواطنيها من فتاوى التطرف والتكفير، وهي إجراءات جادة؛ ساهمت في حماية المجتمع الإماراتي من ضلال المتطرفين والتكفيريين، ونشرت الصورة الصحيحة للشريعة الإسلامية وأحكامها، التي تتسم بالرحمة والتسامح والتيسير على المسلمين. الأزهر يقود مسيرة الوعي أكد محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، أنه يقود مسيرة التوعية بخطورة جماعات التطرف والعنف ومواجهتها مواجهة جادة وحاسمة، وهي تتجاوز حدود الدولة المصرية والمجتمع المحلي؛ حيث استعان الأزهر بأدوات العصر، ووظفها توظيفاً جيداً، ونحن الآن نرصد فتاوى ونشاط الجماعات المتطرفة في العالم، ونرد عليها، ونفند مزاعمها؛ من خلال مرصد الأزهر العالمي، الذي يعمل بخطط مدروسة، ويتفاعل نشاطه يوماً بعد يوم؛ بفضل ما يكتسب العاملون فيه من خبرات ومعارف متجددة. وأكد أن الأزهر يؤمن بالحرية الفكرية وممارستها في ظل الضوابط الشرعية، ولا يصادر حق أي عالم مؤهل للفتوى في القيام بواجبه؛ ولذلك الأزهر ضد وضع قيود على العلماء؛ لكنه يطالب في الوقت نفسه بعدم تصدي غير المؤهلين للفتوى؛ باعتبارها أمانة، ولا ينبغي أن يتصدى لها إلا المؤهل لها، والقادر عليها. احذروا التطرف الصهيوني وأوضح الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، أن العالم كله يعاني أزمة حقيقية؛ نتيجة انتشار جماعات التطرف والإرهاب في كل قاراته، والمشكلة لا تخصنا نحن كمسلمين فحسب؛ حيث إن هناك تطرفاً مسيحياً وتطرفاً صهيونياً ينتشر في العالم، وهو الأخطر على الإنسانية كلها. وأضاف أن العالم كله يشاهد عبر شاشات الفضائيات، ووسائل الاتصال والتواصل ما يفعله المتطرفون الصهاينة في فلسطين، خاصة في مدينة القدس، ولا يقف تطرفهم عند حد، فهم يواجهون البشر والحجر، ويمارسون تطرفهم وإرهابهم تحت بصر وحماية سلطات الاحتلال الصهيوني، وتطرف هؤلاء يسهم بشكل أو بآخر في نشر التطرف الإسلامي، فكل قوة تطرف تخلق قوة مناهضة لها، والكثير من جماعات التطرف اعترفت بأنها قامت؛ لمناهضة عدوان ومظاهر الظلم من آخرين؛ لذلك لا ينبغي أن يغفل العالم عن مخاطر التطرف الصهيوني، الذي تحميه «إسرائيل» وينفق عليه أثرياء الصهاينة في كل دول العالم.وشدد على ضرورة مواجهة ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، وقال إن على الغرب أن يتعامل بموضوعية وإنصاف مع المسلمين الموجودين في بلاده، وأن يحترم حقوقهم الإنسانية والدينية، وعلى كافة الدول الغربية أن تواجه «الإسلاموفوبيا» بصرامة، إذا كانت جادة في توفير الأمن والاستقرار لمجتمعاتها. إفريقيا مستهدفة حذر الشيخ أحمد النور الحلو، مفتي تشاد، من تغلغل جماعات التطرف في إفريقيا، والدور الخطر الذي تقوم به جماعة («بوكو حرام» النيجيرية، التي بدأت تتمدد في العديد من الدول المجاورة، وأن هناك مناصرين ومؤيدين لها ينتشرون في بعض البلاد الإفريقية، كما حذر من انتشار الفكر المتطرف في العديد من المجتمعات الإفريقية؛ وذلك بسبب غياب الفكر الوسطي المعتدل، الذي يمثله علماء المؤسسات الإسلامية المعتدلة، وفي مقدمتها الأزهر الشريف. وأكد أن مؤسسات الفتوى والدعوة في البلاد الإفريقية، تقاوم الفتاوى والأفكار المتطرفة في حدود الإمكانات المتاحة، وهو ما يتطلب دعماً متواصلاً من مؤسسات الفتوى الكبرى في العالم. وقال: نحن نطور من أدواتنا لمواجهة جماعات الضلال؛ لكنها تتحرك ضدنا مدعومة بإمكانات تقنية ومادية كبيرة، لا نعرف من أين تأتي بها، وحكومات الدول الإفريقية تساعد في المواجهة بمحاصرة هذه الجماعات أمنياً؛ لكن المواجهة الفكرية ضرورية للغاية.وأيده في ذلك الشيخ أسد الله موالي، مفتي زامبيا؛ حيث أكد خطورة ما تقوم جماعات التكفير والتطرف في إفريقيا، مشدداً على ضرورة أن تكون هناك مواجهة حاسمة؛ تساهم فيها المؤسسات الإسلامية الكبرى؛ حيث يتسلح التكفيريون بالمال والسلاح والوسائل الحديثة؛ للتأثير على عقول الناس، ويجب أن نواجههم بأسلحتهم، وإذا كانت السلطات الأمنية في إفريقيا تحاصرهم بالسلاح، فالواجب علينا محاصرتهم بالفكر الصحيح، وكشف ما ينشرون بين الناس من أباطيل. أوروبا تترقب!! أكد مصطفى سيرتش كبير علماء البوسنة، أن مخاطر جماعات التطرف الديني، التي تتبنى العنف في أوروبا لا تزال قائمة، وفي المقابل تشدد الدول الأوروبية من الإجراءات الحمائية ومن جرائم العنف، التي ترتكبها عناصر تنتمي لهذه الجماعات؛ لكن لا تزال أفكار وفتاوى هذه الجماعات المنحرفة تتناقل وتستهدف عقول الشباب المسلم في أوروبا؛ وهذا يفرض تفعيل أدوات المواجهة الفكرية لجماعات التطرف؛ لتتواكب مع الجهود الأمنية. وأضاف: «نحن في أوروبا نقاوم ونحاول بكل الوسائل نشر ثقافة تنويرية بين المسلمين، خاصة الشباب؛ لكي نحميهم من جماعات التطرف والعنف».وأكد د. محمد البشاري، أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي، أن مطاردة جماعات التطرف الديني، التي تتمسح بالإسلام في أوروبا، تحتاج إلى جهود فكرية وثقافية مضاعفة في أوساط المسلمين، خاصة بالنسبة للمسلمين الجدد، الذين لم يتعمقوا في فهم الإسلام، ويتم تضليلهم بفتاوى منحرفة. وأضاف: توجد في كافة الدول الأوروبية مؤسسات ودور للفتوى؛ لكن للأسف تنوع توجهات القائمين بالفتوى والإفتاء في أوروبا؛ تجعل السيطرة عليهم صعبة. طوفان الفتاوى المنحرفة أكد الشيخ عبداللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية، أن المؤسسات الإسلامية- الإفتائية والدعوية- تعمل وسط ضغوط كثيرة، وتواجه طوفاناً من الفتاوى المنحرفة، وفي عصر الانفتاح الإعلامي والثقافي والفكري تتعقد المهام المنوطة بهذه المؤسسات والمأمول منها؛ لذلك لا ينبغي توجيه سهام النقد للمؤسسات الإسلامية، واتهامها بعدم القيام بالواجبات المنوطة بها، خاصة في مواجهة جماعات التطرف.وحذر مفتي لبنان من أن هناك مؤسسات تعاني مشكلات، وأن القائمين عليها يتحدثون دائماً عما تواجهه من عقبات، ويطالبون بتقديم الدعم العلمي والمادي والسياسي لها؛ لكي تقوم بواجباتها، فقد انتشر وباء التطرف الديني في معظم أقطار عالمنا العربي، وهو يحتاج إلى مواجهة جادة من العلماء في مختلف المؤسسات الدعوية والإفتائية؛ لكشف المتطرفين، وتفنيد دعاواهم الكاذبة. الإفتاء العالمي دعا إبراهيم نجم، الأمين العام لدور وهيئات الفتوى في العالم، إلى ضرورة تفعيل توصيات المؤتمرات المتعلقة بتطوير أداء مؤسسات الفتوى في العالم، ففيها العديد من الأفكار والتوصيات الفاعلة؛ لكيفية التعامل مع الجماعات المتطرفة وتفكيك أفكارها وتحذير الجماهير من مخاطرها. ولا ينبغي أن تعمل كل مؤسسة فتوى على أنها في جزيرة منعزلة، فتبادل الخبرات والمعارف يعد مهماً للغاية، ويجب أن يكون تتواصل المؤسسات مع بعضها، وهذا ما تسعى إلى تحقيقه «أمانة الإفتاء العالمي». وأضاف أنه ينبغي أن نعترف بأن مؤسسات الفتوى على مستوى العالم لا تمتلك كل أدوات المواجهة، التي نمتلكها في دار الإفتاء المصرية، ومن هنا نؤكد أن التواصل والتعاون وتبادل الخبرات و«الإنتاج الإفتائي» بين هذه المؤسسات من الأمور المهمة التي نسعى إلى تحقيقها باستمرار. وأكد أن الشهور القادمة ستشهد نشاطاً جماعياً مكثفاً؛ لمواجهة الجماعات المتطرفة.

مشاركة :