بغداد - د. حميد عبدالله: حظيت فتوى أصدرها مرجع شيعي عراقي تدعو إلى تجريم كل من يسيء إلى زوجات الرسول (صلى الله عليه وسلم) موجة تأييد واسعة في العراق من الطائفتين السنية والشيعية. وشدد المرجع الشيعي فاضل البديري على تجريم كل من يرتقي المنبر الحسيني ويسيء إلى زوجات الرسول وصحابته، عادا من يتبنون خطابا كهذا بأنهم (جهلة وحمقى ومتطفلون لا دين لهم). ووصف البديري هذه الممارسات بأنها انتهاك خطير لتعاليم الإسلام وثوابته ولأخلاق أهل البيت ولمبادئ المذهب الشيعي الحق. وطالب المرجع الشيعي الحكومة العراقية بإصدار تشريعات وقوانين واضحة تنزل أقصى العقوبات بمن يتعمد الإساءة إلى زوجات الرسول الأكرم وصحابته. والشيخ البديري من أتباع المدرسة الصدرية فقهيا، وهو متفرغ للتأليف والتدريس منذ أعوام وتخرّج على يديه أكثر من ثلاثة آلاف طالب حوزوي حتى الآن، وقد اختير عام 2008 كأفضل أستاذ في تخصصه؛ أي في المستويات العليا في الأصول الدينية، وهو خطيب جامع خاص به وبمريديه هو جامع هاشم الحطّاب في النجف. وكان البديري قد تعرّض لمحاولة اغتيال من قبل مسلّحين ملثمين في مدينة النجف اثناء خروجه من مجلس عزاء حيث ألقوا بثلاث قنابل أصابت الأولى أفراد حمايته فسقط ثلاثة منهم قتلى وألقوا الثانية والثالثة على سيارته فأصابت الشظايا رأسه. وقالت مصادر امنية في حينها ان الانتقادات الحادة التي يوجهها البديري إلى إيران وتدخلاتها في العراق ربما كانت السبب الحقيقي وراء استهداف رجل شيعي عرف بروحه الوطنية وفكره المعتدل. ويتحفظ كثير من رجال الدين الشيعة المعتدلين في العراق من اصدار فتاوى تحرم طقوس التطبير أو تجرم الاساءة إلى صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم بسبب قوة الزخم الطائفي الذي احدثته الاحزاب الدينية في العراق.
مشاركة :