كتب - أشرف مصطفى: كشفت الفنانة التشكيلية والكاتبة لينا العالي عن استعدادها لطرح منتجها الأدبي الجديد الموجّه للأطفال والمتمثل في كتابها "وردة الصحراء" ، مشيرة إلى أن الإصدار الجديد سيتوفر خلال معرض الكويت الدولي للكتاب وكذلك في النسخة المقبلة من معرض الدوحة الدولي للكتاب ضمن إصدارات دار روزا للنشر، التقت الراية مع الكاتبة والتشكيلية لينا العالي والتي تطرقت خلال حوارها إلى تصوراتها بشأن الساحة الأدبية حيث طالبت بضرورة منح مزيد من الاهتمام بالأدب الموجّه للأطفال، والعمل على إيجاد جيل واع في المستقبل يكنّ احترامًا كبيراً للكتاب ويعرف قيمته، كما أبرزت قيمة الأدب المصور، منوهة إلى أن اهتمامها بالكتابة والتشكيل بصورة متوازية لم يبعثها على التشتت بينهما، بل إنه كان أحد دواعي الفخر بالنسبة لها، لاستطاعتها القيام بواجبها نحو الوطن من خلال عدة أوجه على الساحة التشكيلية المحلية سواء كان ذلك بالإبداع أو كمعلمة للتربية الفنية، وعلى نحو آخر كونها فنانة تشكيلية تُعتبر الكتابة هواية ثانية لها. - ما هو جديدك على الساحة الإبداعية؟ انتهيت مؤخراً من كتابة قصتي الثالثة "وردة الصحراء" بعد قصتي "اديدة يا حبابة" ، و"الكتاب له أرجل"، واستعد لطرح قصتي الجديدة معرض الكويت للكتاب الشهر المقبل، كما سأقوم بتوقيع الكتاب أيضاً خلال النسخة المقبلة من معرض الدوحة الدولي للكتاب في جناح دار روزا للنشر، ولعل أكثر ما أسعدني مع هذا الإنتاج الإبداعي الجديد في مشواري الأدبي ذلك التعاون الذي تم مع دار نشر قطرية للعام الثاني على التوالي بعد أن اضطررت للتعامل مع دار نشر خارجية العام قبل الماضي، لعدم توافر دور نشر محلية حينها، حيث صدر لي في ذلك الوقت كتاب بعنوان "اديدة يا حبابة" عن دار نشر بلاتينيوم بوك وحقق نجاحا كبيرا في ذلك الوقت، وهو الأمر الذي شجعني على مواصلة الكتابة للأطفال. - ما هي فكرة الكتاب الجديد؟ تدور فكرة "وردة الصحراء" حول إحدى ورود الصحراء التي تحاول إبراز جمالها عن طريق إثبات أنها مثل أي وردة عادية موجودة في حديقة ما، وهي في سبيلها لذلك لا تدرك أن جمالها أكبر من أي وردة عادية تحاول أن تتشبه بها، علماً بأن هذا الكتاب يجمع ما بين الرسم والتأليف، حيث يتضمن مجموعة من الرسومات التي لا غني عنها في سبيل متابعة المغامرة التي تدور حولها القصة، فتكمل الرسومات الأحداث وتعبر عنها، وفي هذا العمل تتجلى رسالتي التي تتمحور حول إعلاء مفردات بيئتنا، بما يؤكد تعلقي الدائم بالموضوعات المتعلقة بالبيئة وربطها بما هو محبب للطفل، وبلا شك كانت وردة الصحراء مفردة بيئية ملهمة إلى حد كبير بالنسبة لي ككاتبة للأطفال مثلما كانت من قبل ملهمة لجون نوفيل مصمم متحف قطر الوطني. - كيف تصفين واقع الساحة الأدبية الموجهة للطفل حالياً؟ الإبداعات الأدبية القطرية الموجهة للطفل تشهد حالة انتعاش في الوقت الراهن، بعد أن ظهرت مجموعة كبيرة من الكتاب القطريين المتميزين في هذا المجال، كما أن تلك الساحة باتت تشهد إقبالاً على عالم قصص الأطفال، وفي ذات الوقت يتجلى أن الأطفال أنفسهم بدأت تظهر عليهم علامات تؤكد أن من بينهم الكثير من المبدعين الذين يمكن أن يثروا الساحة الأدبية في المستقبل وهو الأمر الذي لمسته بنفسي كوني عضو لجنة تحكيم في مسابقة كتاب المستقبل، وهي المسابقة التي مكنتني من رؤية أعمال متميزة أبدعها أطفال صغار، فقد تعجبت كثيراً من روعة ما كنت أقرؤه من أعمال مقدمة للمسابقة، إلا أنني أرى أن ساحة الأدب بحاجة لمزيد من الاهتمام بتوجيه الأطفال نحو تلك الهواية وهو الأمر الكفيل يإيجاد جيل واع في المستقبل يكن احترامًا كبيراً للكتاب ويعرف قيمته، وعلى ذلك فإنني أتمنى إقامة ملتقى خاص بأدب الطفل ومسابقة يتم تخصيصها لأعمال أدب الطفل التي يبدعها الأطفال أنفسهم، فضلاً عن أهمية توفير مظلة رسمية مختصة بالكتابة للبراعم، ورسومات أدب الطفل، خاصة أن تلك الرسومات لا غني عنها في الكتب الموجهة للفئة العمرية الصغيرة. - وما تقييمك للساحة التشكيلية الموجهة حالياً للأطفال؟ واقع الساحة التشكيلية حالياً يزخر بحراك إبداعي كبير، يساعده في ذلك تعدد الجهات المعنية بالفنون التشكيلية، وهو ما أعتبره إضافة لهذا المجال إلا أن الأمر بحاجة إلى جهة مختصة برسومات الأطفال والأدب تهتم بإقامة الورش التعليمية باستمرار وعلى مدار العام لصنع كوادر مستقبلية يتم إعدادهم بطريقة أكاديمية منذ نعومة أظافرهم، في مجالات الرسم والكتابة لأدب الطفل، خاصة إنني لا أستطيع الفصل بين أهمية كلا النوعين من الإبداع سواء كان في مجال الكتابة أو الرسم للأطفال، حيث أرى أن الاثنين كفيلان بتربية الذائقة لدى الناشئة والارتقاء بحسهم الإبداعي خاصة أن الأطفال في بداية عمرهم دائماً ما يجبرهم خيالهم على رسم الشخوص التي تتناولها الروايات والقصص ويكونون بحاجة لمن يحفز تلك القدرة على الخيال وينعشها من خلال الرسوم. - ما أبرز القيم التي تهتمين بإبرازها للأطفال، وهل ترين أن هناك ما يشتتك بين عالمي الكتابة والتشكيل؟ أركز في كتاباتي على صياغة القصص بما يحمل العديد من القيم الهامة بالنسبة للطفل، وفي سبيل ذلك أسعى لتعميق قيمة حفظ الهوية، باستخدامي مفردات من البيئة المحلية، وأقوم بإرفاق رسومات تقرب القراء الصغار إلى عالم القراءة، وتساهم في تحفيز خيالهم، وبالتالي أرى أن كوني كاتبة وتشكيلية مكملين لبعضهما البعض، وأرى أن الساحة الثقافية في وقتنا الحالي بحاجة إلى مزيد من الإصدارات الخاصة بالطفل، وفي نظري أن ما أقوم به هو مهمة وطنية جليلة أسعى من ورائها للمساهمة ولو بالقليل في إثراء ثقافة الطفل، وتنمية خياله وذائقته الفنية، الأمر الذي يتواءم مع دوري كمعلمة وتربوية أعمل في حقل التربية الفنية، وبلا شك فإن كل تلك المهام التي أقوم بها بالتوازي تشعرني بالفخر كوني أستطيع من خلالها القيام بواجبي نحو الوطن من خلال عدة أوجه في الساحة التشكيلية المحلية.
مشاركة :