كشفت مجلة «نيوزويك» الأميركية، أن الصحافي السعودي جمال خاشقجي -شهيد الرأي- وصف حكم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بـ «الاستبدادي»، وذلك خلال مقابلة نشرتها المجلة بعد تأكيد مقتله في قنصلية بلاده في اسطنبول. وكان خاشقجي يتحدث في حوار خاص مع رُلى جبريل -الصحافية في مجلة «نيوزويك»- التي كانت تعمل على موضوع يتعلق بالقيادة السعودية، وأصر خاشقجي خلال الحوار على أنه ليس «معارضاً،» ولكنه يرغب في «سعودية أفضل».وقال إن بن سلمان «ينظر إلى قطر على أنها شريان الحياة للربيع العربي، وهو يريد من القطريين أن ينفصلوا عن دعمهم للربيع العربي، وأن يصبحوا مثل البحرين». وأضاف: «أنا لا أدعو إلى الإطاحة بالنظام لأني أعرف أن هذا غير ممكن وخطير للغاية، ولا يوجد أحد ليطيح بالنظام»، وتابع: «أدعو فقط لإصلاح النظام». وانتقد خاشقجي أيضاً ما وصفه بعدم وجود مستشارين مناسبين لولي العهد، ووصف خاشقجي مستشارين لولي العهد هما المستشار في الديوان الملكي برتبة وزير سعود القحطاني -أُعفي من منصبه فجر السبت- ومسؤول كبير يُدعى تركي آل الشيخ بأنهما «بلطجيان»، وقال: «الناس يخافونهما.. في حال قمت بتحديهما، قد ينتهي الأمر بك في السجن، وهذا حصل». ووصف الصحافي السعودي، القحطاني بأنه «أهم رجل في الإعلام» في الرياض، مشيراً إلى أنه يسيطر على أنشطة العلاقات العامة التابعة للحكومة. ورداً على سؤال عن اعتقال الأمراء وحبسهم في فندق الريتز كارلتون، ولماذا لم يقدّم بن سلمان الأدلة المقنعة للجمهور، ذكر خاشقجي أن الأخير «لا يرى حاجة لذلك». ورداً على سؤال ماذا سيقول لبن سلمان إذا طلب منه النصيحة، قال: «سوف أقبل ذلك بالطبع، فأنا أريد أن تحقق السعودية الأفضل دائماً». وأضاف: «سأقول له أن يتوقف عن التخطيط لمشاريع الفيل الأبيض هذه، وأن ينظر إلى المناطق الفقيرة في جدة والرياض، وأن ينظر إلى الفقراء، لأن هؤلاء الناس المساكين يريدون وظائف، يريدون حياة أفضل ولا يمتلكونها». وتابع أنه سيقول لولي العهد، إنه مسؤول عن مصالح هؤلاء الناس الفقراء، وهم الأشخاص الذين سيتحركون ضدك، أو الذين سيخرجون إلى الشوارع إذا أخفقت معهم، «انظر إلى المناطق الفقيرة، انظر إلى الاقتصاد، يجب تغيير المجتمع السعودي إلى مجتمع منتج». واستطرد قائلاً: «ونصيحتي الثانية: الكف عن محاربة الطرق التاريخية لتغيير الشرق الأوسط، الربيع العربي ظاهرة حقيقية يجب احتضانه، واحتضان التطلع إلى حرية شعب مصر وسوريا واليمن». وقالت الصحافية رُلى جبريل -في تمهيد لحوارها مع خاشقجي- إن الأخير أخبرها أنه يخشى على حياته، وإنها تمهّلت في نشر المقابلة بعد اختفائه خشية على مصيره، لا سيما أنه تحدث عن قضايا حساسة تتعلق ببلاده وولي العهد محمد بن سلمان;
مشاركة :