برلين - وكالات: كشفت مجلة “دير شبيجل” الألمانية عن مقال أرسله إليها الكاتب الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” ولم تنشر سوى جزء منه في حينه بسبب طول مادته التي بلغت 10 آلاف كلمة، بينما كان المطلوب مقالاً من 10 آلاف حرف فقط. وأكد “خاشقجي”، خلال الجزء غير المنشور في المقال، الذي نشرته المجلة بعد اغتياله، أن ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” نشر أجواء القمع في بلاده، وتوجه للانتقام السريع من معارضيه منذ وصوله للحكم. وأضاف أن “بن سلمان” لم يعد يثق بأي إنسان منذ أن قلب النظام السياسي في السعودية رأساً على عقب وتحول إلى حاكم مطلق لا يعرف الرحمة إذا تعلق الأمر بالتخلص ممن لا يروقون له. وضرب “خاشقجي” مثالاً على ذلك بالأمير “سلطان بن عبدالعزيز”، الذي ظل وزيراً للدفاع لأكثر من 40 عاماً، وبقي بمنصبه حتى وفاته عام 2011، وتمتع بعلاقات دولية واسعة. لكن “بن سلمان” لم يتح أي قدر من السلطة إلا لعدد ضئيل من أفراد الأسرة تولي مناصب مهمة، وأبقى الجميع بعيدين، بمن فيهم إخوانه، ولم يسمح لأحد بالاقتراب منه إلا شقيقه، الذي يصغره بـ 3 سنوات “خالد بن سلمان”، الذي ولاه منصباً مميزاً، هو سفير السعودية بالولايات المتحدة. وسرعان ما اعتقل ولي العهد كبار أعضاء الأسرة المالكة (آل سعود) ورجال الأعمال بحجة مكافحة الفساد، وشكل بعد ذلك لجنة تولى رئاستها للتحقيق مع كبار الأمراء والمسؤولين والوزراء السابقين. وذكر “خاشقجي”، في مقاله، أنه لطالما تمنى أن تتبنى السعودية حرباً حقيقية على الفساد، وليس “حملة وقتية هدفها مصادرة الأموال والممتلكات بشكل يهز ثقة المستثمرين الدوليين في السعودية ويدمر اقتصادها”، في إشارة إلى الاعتقالات التي شهدها فندق ريتز كارلتون بالعاصمة الرياض وشملت العديد من الأمراء ورجال الأعمال. وتابع أنه رغب أيضاً في مواجهة حقيقية للتطرف الديني، لكن ليس بـ “استبدال المتعصبين بفاشيين يسبحون ليل نهار بحمد القائد العظيم، ويدمرون بلا رحمة كل صاحب رأي مغاير لرأي السلطة”.
مشاركة :