كيف تقرأ كتابا وتتذكره بعد عشر سنوات؟

  • 10/21/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

كنت في رحلة استجمام قبل سنوات مع صديق عاشق للقراءة، وكان بصحبتنا شنطة مليئة بالكتب، نصفها له والنصف الثاني لصاحبكم، كانت المفاجأة حينما فتح كتابا واكتشف أنه قرأه قبل سنوات، ولكن نسي ذلك تماما! مرت بعدها سنوات، وما زالت القصة حاضرة في ذهني، إذ من الطبيعي أن تنسى محتوى كتاب بعد قراءته، ولكن هل يعقل أن تنسى كتابا كاملا؟ الجواب: نعم، وهذه ظاهرة يعرفها القراء جيدا، والأبحاث العلمية تؤكد أنك عندما تقرأ كتابا لا تتذكر منه سوى أجزاء بسيطة، ولكن بعد سنة لا تتذكر من نفس الكتاب سوى أقل من 1% في أحسن الأحوال! هذه معاناة كانت تشكل لكاتب هذه الأحرف مشكلة حقيقية؛ كيف تتذكر محتوى الكتاب لسنوات؟ حتى وجدت طريقة سهلة تتكون من ثلاث خطوات تعينك في تذكر أي كتاب لفترة أطول: أولا: لا تقرأ كتابا إلا ومعك قلم، لأن القراءة - وأعلم أنها عبارة قاسية - بدون قلم مضيعة لكثير من الوقت! البعض يردد: أحب أن يكون الكتاب نظيفا، وأتفهم هذا، ولكن الإشكالية أن هذه تضيع كثير من الجهد والوقت! لماذا؟ لأن وجود القلم يعني تحديد النقاط الأكثر أهمية في الكتاب، وهذا الملخص هو الزبدة التي ستبقى معك لسنوات قادمة. ثانيا: بمجرد انتهائك من القراءة، راجع بشكل سريع جميع النقاط التي حددتها في الكتاب، والهدف هو ترسيخ المعلومة بالدماغ، لأنك قرأتها أولا، ثم حددت عليها بالقلم ثانيا، ثم راجعتها بعد انتهاء الكتاب لأول مرة ثالثا: كل خطوة من هذه الثلاث تساعد علميا على تقوية روابط الذاكرة في الدماغ حول كل معلومة، لتبقى معك في العقل أطول فترة ممكنة. لو استطعت أن تشارك أصدقاءك بملخص صوتي في الواتس اب، أو مجموعة سنابات، فهذا سيضفي روابط إضافية تطيل مدة التذكر أكثر وأكثر. ثالثا: وهذه هي الأهم والأكثر تحديا وجمالا في الوقت نفسه، عود نفسك أن تراجع ثلاثة كتب قرأتها بعد الانتهاء من كل كتاب تقرؤه لأول مرة! وكلمة المراجعة أقصد بها مسحا سريعا جدا لدقائق لجميع ما خطه قلمك. عندما بدأت هذه الفكرة قبل سنوات، كانت صعبة في البدايات وغير متقبلة أن تعود لكتاب انتهيت منه، لكن ذهلت من كمية الفائدة والقدرة على استحضار المعلومة، لدرجة أن لدي إيمانا تاما بالعبارة التالية: مراجعة كتاب للمرة الثانية أفضل من قراءة عشر كتب للمرة الأولى! لأن العشرة تذهب أدراج الرياح، والمراجعة تكون حاضرة معك طول الوقت! في تلك الرحلة نفسها في صدر المقال، كان مع صاحبي كتاب يروي قصة حقيقية اسمه (السجينة) وقع في يدي الثانية ظهرا، ولم أستطع أن أتركه حتى الثانية فجرا، وفاتني العشاء بسببها، وهذا الكتاب أنصح به أي إنسان يريد أن يدخل عادة القراءة في حياته، لأنك إن بدأت فيه، فلن تستطيع تركه. mhathut@

مشاركة :