لن أنظر هنا لطريقة قراءة الكتب ولا لطريقة الولوج إلى عوالم الكتاب السحرية وإنما سأتناول تجربتي مع الكتب وحقيقة بدأت أنا في مصاحبة الكتاب متخبطاً باحثاً فيه وبشكل ساذج عن أجوبة لأسئلتي فارضاً عليه أن يقوم بمهمة تعليمي ولأني كنت عصياً على التعلم بهذه الطريقة كان نصيبي من قراءة جميع الكتب التي صاحبتها في تلك الفترة محدود الفائدة ويستثنى من ذلك كتب السير الشعبية مثل سيرة عنترة بن شداد العبسي وسيرة سيف بن ذي يزن وسيرة الأميرة ذات الهمة والتي من خلالها اكتشفت لنفسي الطريقة المثلى بالنسبة لي للتواصل مع هذه الكتب أولا، فمن خلالها تدربت على القبض على الدهشة وأن أستمتع بشكل كبير بهذه المرحلة من القراءة. هذه القراءة طبقتها على الكتب الأخرى غير كتب السير مثل كتب الأدب والتاريخ والرحلات فعلاقتي مع هذه الأبواب من المعرفة يجب أن يحددها مدى اندهاشي وسعادتي بها فمتعتي بالشعور الذي تخلفه كل ثواني اندهاش يولد عندي استمرارية لقراءة المزيد والمزيد بحثاً عن متعة جديدة في سطور قادمة كنت أتوقع فيها جائزتي. هذا ملخص تكنيك علاقتي بالكتاب، ويبقى أمر مهم هنا وهو انه يجب أن نكون على قناعة من أنه هناك كتب سيئة الترجمة وكتب ضعيفة الأفكار وكتب غير سوية مثلما يوجد قراء محدودو المعرفة والفهم كل هذه الأمور يجب أن تكون حاضرة في الذهن حال تناولنا أي كتاب من تأليف البشر فكون فلان ألف كتاباً ثم طبعه لا يجعل منه كتاباً جيداً أو مهماً خصوصاً في هذه الأيام التي نعيشها إذ ان كثيرا ممن طبعوا كتبهم إنما يطبعونها على نفقتهم بل أجزم أن أغلب الخليجيين يطبعون كتبهم على نفقتهم الخاصة ويبتاعونها بعد ذلك بنفقتهم الخاصة لكي يقال نفذت من السوق وطبعت الطبعة الثانية والثالثة.. وما أريد قوله ان الكتاب كان في يوم من الأيام أمراً خطيراً لا يقوم به إلا من توفرت فيه صفات التميز المعرفي والثقافي أما ما يحدث هذه الأيام من مجانية فهو غالباً بعيد عن الصدق. naser.zaha@gmail.com
مشاركة :