تبدو حكومة الوفاق الليبية في موقف حرج تجاه داعميها الدوليين إزاء تزايد ضعفها وعجزها عن ضبط أوضاع البلاد الأمنية المتزايدة في الانهيار، وآخرها اكتساح ميليشيات معارضة أفريقية للجنوب الليبي وصلت إلى حد اختطاف مواطنين والهجوم على بلدة أم الأرانب. ويرى مجدي العريفي، محلل سياسي ليبي، أن الحكومة باتت مجبرة للتعاطي مع الجهود المصرية الساعية لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، مشيرا إلى أن الجيش بقيادة خليفة حفتر بدا هو الوحيد القادر على تجنيد كتائب وتوجيهها إلى الجنوب من أجل طرد ميليشيات التمرد التشادية. عملية عسكرية جديدة وكان خليفة حفتر قد أعلن أمس الجمعة عن إطلاق عملية عسكرية جديدة في حوض مرزق جنوب البلاد لطرد ميليشيات التمرد التشادية وإنشاء ستة كتائب لتنفيذ العملية. وعن نفي حكومة الوفاق، التوصل إلى اتفاق بشأن هياكل جديدة للجيش ممثلة في ثلاث مجالس من بينها مجلس القيادة العامة برئاسة حفتر قال العريفي في حديثه لــ"العربية.نت" "الوفاق نفت التوصل إلى اتفاق نهائي ولم يشر بيانها لعدم الاتفاق على المجالس الثلاث كما أنها لم تمر على ذكر اسم حفتر". مرجحا أن يكون بيانها بمثابة امتصاص غضب متوقع من ميليشيات المنطقة الغربية فــ"استبقت ذلك". طوق نجاة خصوصا وأن إعلان المتحدث باسم الجيش العميد المسماري ألمح إلى أن المجتمعين في القاهرة ومن بينهم ممثلو حكومة الوفاق الذين ناقشوا أوضاع المسلحين في غرب البلاد ووصفهم "بالمليشيات"، لافتا إلى أن مباحثات القاهرة تمثل طوق نجاة للحكومة التي لا بد لها من الاعتراف بمؤسسة الجيش في الشرق المشرعن رسمياً من مجلس النواب والتي أثبتت نفسها على الأرض. لكن حسن الدوكالي، خبير أمني وعقيد متقاعد من الجيش الليبي، يرى أن السراج لا يبدو أن لديه فرصا كبيرة في التخلص من سيطرة الميليشيات وخصوصا في طرابلس، مرجحا أن يلق التقارب بين ضباط الحكومة وقيادة الجيش في الشرق معارضة كبيرة من الميليشيات وبالتالي سيبقى الاتفاق شكليا دون خوض حرب لكسر شوكة المليشيات. استمرار وجود الميليشيات وقال الدكالي في حديث لــ"العربية.نت" إن "السراج فيما يبدو أرغم على تعيين فتحي باشاغا أحد قادة عملية فجر ليبيا فهو وجه للميليشيات وشغله لهذا المنصب يعني استمرار وجود الميليشيات في طرابلس وتمتين صلتها بمصراتة التي جاء منها الوزير الجديد رغم إعلانه عن بدء تنفيذ خطة الترتيبات الأمنية في العاصمة لإبعاد الميليشيات منها". وأكد أن نجاح جلسات القاهرة لتوحيد الجيش رهين نجاح التوافق السياسي الجارية جهوده حاليا بين مجلسي الدولة والنواب لتشكيل حكومة موحدة يكون شاغلي مناصبها بالتوافق بين الطرفين وسيكفل ضمان حقوق الطرفين وتعزيز الثقة بينهما. وتشهد القاهرة هذه الأيام استضافة اللقاء السابع بين ضباط المؤسسة العسكرية الممثلين لقيادة الجيش في الشرق الليبي وآخرين ممثلين لحكومة الوفاق بالغرب لمناقشة اتفاق نهائي لتوحيد المؤسسة العسكرية في البلاد.
مشاركة :