تحلم الحكومة الإيرانية ، بقيادة المرشد علي خامنئي وطبقة رجال الدين المتشددين، بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وإخضاع الدول المجاورة لسيطرتها، بحسب جون زيناكيس، خبير الشؤون السياسية.وبحسب تقرير صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية، قال زيناكيس مؤلف كتاب "وجهة نظر عالمية : صراع إيران للسيادة"، إن القيادة الإيرانية الحالية مهووسة بشكل متعصب باستعادة الإمبراطورية الفارسية، والهيمنة على المنطقة بأسرها.وأضاف أنه على الرغم من عدم وجود سيناريو واحد يحتمل حدوث ذلك، لكن الإيرانيون مستعدون لإنفاق المال، وتجويع شعبهم من أجل كسب نفوذ لدى الحوثيين وحزب الله وسوريا وحماس.وتابع أنه مع ذلك تواجه طهران معارضة شرسة من القوى الداخلية والخارجية.وأوضح أن إيران تكافح للإبقاء على اقتصادها متماسكا بعد أن أصدرت واشنطن عقوبات قاسية بعد قرار دونالد ترامب بالانسحاب من خطة العمل المشتركة المشتركة المعروفة باسم الاتفاق النووي الإيراني. ففي أغسطس، منع ترامب إيران من استخدام الدولار الأمريكي، حيث وجه أول ضربة قوية لاقتصادها، كما منع طهران من شراء الطائرات الأمريكية والأوروبية والمتاجرة في السيارات والمعادن.كما أعلن الرئيس الأمريكي أنه سيتم إصدار المزيد من العقوبات في نوفمبر ، وحث الشركاء الماليين لطهران ، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، على الامتناع عن استيراد نفط البلاد في محاولة لخفض صادرات البلاد النفطية إلى الصفر.ورد الرئيس الإيراني حسن روحاني - متهمًا الإدارة الأمريكية بـ "التنمر" على شركاء إيران في خطابه خلال الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي.في وقت سابق من هذا الأسبوع ، زعم روحاني أن الولايات المتحدة تسعى إلى تغيير النظام في إيران.وفي خطاب بثه التلفزيون الإيراني الرسمي ، قال: "في الأربعين سنة الماضية لم يكن هناك فريق أكثر حقدا من فريق الحكومة الأمريكية الحالي تجاه إيران والإيرانيين والجمهورية الإسلامية".وأوضح زيناكس أن إيران تواجه أيضا تمردات داخلية من الأجيال الشابة، التي سئمت قيادتها المتطرفة، وأن الاقتتال الداخلي الذي اندلع في وقت سابق من هذا العام في احتجاجات عنيفة في شوارع العديد من المدن الإيرانية، يجعل من الأصعب على الطبقة الحاكمة في طهران متابعة حلمها باستعادة "الإمبراطورية الفارسية". حيث اليوم باتت هناك فجوة هائلة بين الأجيال في إيران.وتابع أن الأجيال الأكبر سنا، أولئك الذين يعيشون من خلال الثورة الإسلامية الكبرى التي أطاحت عام 1979 بنظام ملكي فارسي طويل الأمد تدعمه الولايات المتحدة، وحرب إيران ضد العراق، هم متعصبون في رغبتهم لتحقيق الهيمنة على المنطقة بأسرها، في حين أنى الأجيال الشابة تناهض فكرة الحرب بقوة.وواصل "أنهم يرون الفساد المفرط في الحكومة، ويعتقدون أن المال الذي اكتسبته إيران من خلال الاتفاق النووي أُهُدر على النخبة، خاصة رجال الدين الأثرياء في الحرس الثوري ، وعلى الحروب في اليمن وسوريا ، وفي إضاعة المال على الفلسطينيين.والآن بعد إعادة فرض العقوبات، أصبح اقتصاد إيران في وضع صعب، والقيادة مقيدة بسبب قلة الأموال ونقص الدعم من الأجيال الشابة.
مشاركة :