الرياض – يفتتح مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” السعودي الذي ينظمه الصندوق السيادي السعودي أشغاله الثلاثاء في الرياض، وسيكون واجهة لعرض الإصلاحات الاقتصادية التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأطلقت عليه وسائل الإعلام اسم “دافوس في الصحراء” تيمّنا بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. ورغم أن المؤتمر له بعد اقتصادي بحت، لكنه لن يكون بمنأى عن قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي المثيرة للجدل في الآونة الأخيرة، وعلى الرغم من إزاحة السعودية الغموض عن الحادثة وتوفير التفاصيل للرأي العام الدولي، إلا أن الحملة الإعلامية الشرسة التي حاولت استهداف المملكة وتشويه صورتها أمام المجتمع الدولي، حولت الحادثة إلى أزمة دبلوماسية واقتصادية دولية، للتأثير على العلاقات التجارية والاقتصادية بين الرياض وحلفائها. وقد أعلنت الرياض السبت، أنّ خاشقجي قُتل في قنصليتها إثر وقوع شجار و”اشتباك بالأيدي” مع عدد من الأشخاص داخلها، دون الكشف عن مصير جثته. ويعتقد مراقبون أن إزاحة الغموض عن قضية خاشقجي ستعزز إصرار السعودية على عقد مؤتمر “دافوس الصحراء” في موعده خاصة أنه لم يعد لديها الآن ما تخفيه في هذه القضية، مشيرين إلى أن عددا من الذين قرروا الغياب عن المؤتمر ربطوا مشاركتهم بتوضيح بشأن ما جرى ومن جهات سعودية رسمية، وهو ما تم فعلا. وقد ألغى العشرات من المسؤولين ورؤساء الشركات العالمية الكبرى مشاركتهم في المؤتمر من شركة فورد إلى أوبر. وأعلنت شركات إعلامية كبرى مثل بلومبيرغ و”سي.أن.أن” وفاينانشيال تايمز انسحابها أيضا، بينما أعلنت أستراليا السبت انسحاب ممثليها من المؤتمر. غانم نسيبة: الشركات الغربية التي تخلت عن السعودية أضرت بمصالحها في المملكةغانم نسيبة: الشركات الغربية التي تخلت عن السعودية أضرت بمصالحها في المملكة ورغم مقاطعة بعض الشركات أكد المنظمون آن أكثر من 120 متحدثا سيحضرون المؤتمر، ويسعى الحدث إلى تقديم المملكة المحافظة كوجهة تجارية مربحة، في مسعى لتنويع اقتصادها القائم على النفط وتمهيد الطريق لمبادرات جديدة وعقود بمليارات الدولارات. وتم تنظيم المؤتمر العام الماضي في الرياض في فندق “ريتز كارلتون” الفخم في الرياض، وتمت الإشادة بإصلاحات ولي العهد محمد بن سلمان، مع إعلانه عن خطط لمشروع اقتصادي ضخم يدعى “نيوم”. ويلفت مراقبون إلى أن الكثير من الشركات الغربية لن تخاطر بالتخلي عن أكبر اقتصاد في العالم العربي، بينما تتهيّأ العديد منها لإرسال مسؤولين تنفيذيين من مستوى منخفض لتمثيلها في المؤتمر. وبحسب بلومبيرغ نيوز فإن مصرفيين استثماريين كبار من “إتش.أس.بي.سي” وكريديه سويس يخططون لحضور المؤتمر الاقتصادي بعد أن قرر الرؤساء التنفيذيون إلغاء حضورهم. وقال أحد المنظمين أن شركات من الصين وروسيا لم تظهر أي اهتمام بالانسحاب من الحدث. وعلى الرغم من إعلان مسؤولين كبار مثل وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين ومديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد عن عدم المشاركة في المؤتمر، فقد أعلن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان السبت مشاركته في المؤتمر نظرا لأهميته الاقتصادية. وقد تلقي مقاطعة الشركات والدول الغربية للمؤتمر بظلالها على الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة، والذي قالت الأمم المتحدة إنه انخفض العام الماضي إلى أدنى مستوى له منذ 14 عاما. لكن تبقى الموارد المالية للمملكة في الوقت الحالي مدعومة بسبب الارتفاع الأخير في أسعار النفط، والذي تجاوز الآن 80 دولارا للبرميل، وهو ما يؤكد محللون على أنه قلل من الحاجة الملحة للحصول على تمويل خارجي. ويشير ستيفن هيرتوغ، الأستاذ في كلية لندن للاقتصاد إلى وجود بعض “الصعوبة في بعض المشاريع لجذب المستثمرين، لكن مشاريع التنويع الأساسية عبر الصناعات الثقيلة ستستمر بلا توقف”. ويرى غانم نسيبة، مؤسس شركة كورنرستون غلوبال للاستشارات ومقرها لندن أن الشركات الضخمة الغربية التي تخلت عن السعودية تسببت “في ضرر لا يمكن إصلاحه” لمصالحها التجارية الخاصة في المملكة. وقد دعا رجال أعمال الأسبوع الماضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي دول الخليج وحلفاء الرياض إلى مقاطعة الشركات التي انسحبت من المؤتمر السعودي.
مشاركة :