حذر السيناتور الأمريكي، روبرت مينيندس، من زيادة عزلة الولايات المتحدة على الساحة الدولية، حال انسحابها من المعاهدة الروسية الأمريكية بشأن الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى. وقال السيناتور الديمقراطي عن ولاية نيو جيرسي، في بيان، اليوم الأحد، إن "الانسحاب من هذه المعاهدة، في غياب استراتيجية شاملة لاحتواء المغبات الاستراتيجية (لهذا القرار)، ومن دون إجراء مشاورات مع الكونغرس أو مع حلفائنا، يهدد المصالح البعيدة المدى للولايات المتحدة فيما يخص أمنها القومي". وانتقد مينيندس إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، عن عزمه الانسحاب من المعاهدة، بزعم أن روسيا والصين "تنتهكانها". واعتبر أن رئيس الدولة، "بدلا عن العمل في إطار هذه المعاهدة على الدفاع عن أمن الولايات المتحدة وحلفائها على أتم وجه، يعطي الانتصار السياسي لـ(الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين ويزيد من عزلة الولايات المتحدة على الساحة الدولية". ورأى مينيندس، وهو كبير الديمقراطيين في لجنة الشؤون الدولية بمجلس الشيوخ الأمريكي، أن قرار ترامب جاء "دليلا جديدا على سعي إدارة ترامب إلى اتخاذ خطوات أحادية دون أن تأخذ بعين الاعتبار اعتراضات أقرب حلفائنا وعلى حساب أمنهم". ودعا السيناتور المشرّعين من كلا الحزبين في الكونغرس إلى "تقييد جهود هذه الإدارة لتدمير اتفاقات أبرمت منذ سنوات بشأن مراقبة الأسلحة ومنع سباق الأسلحة النووية". في الوقت نفسه، انتقد مينيندس روسيا، محملا إياها مسؤولية "انخفاض فعالية" المعاهدة الراهنة، كما أنه اعتبر أن قرار ترامب "المتهور وقصير الرؤية" سيتيح لموسكو فرصة لـ"تصنيع ونشر مزيد من الصواريخ المتوسطة المدى لتهدد بها" حلفاء واشنطن في أوروبا. واليوم الأحد أيضا، رأى السيناتور الجمهوري عن ولاية تينيسي، بوب كوركر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، أن ترامب ربما يسعى في الحقيقة إلى تعديل المعاهدة وليس الانسحاب منها. فيما قال السيناتور عن ولاية كنتاكي، راند بول، إن إدارة ترامب سترتكب "خطأ كبيرا" إذا انسحبت من المعاهدة، مشيرا إلى أنه من المفضل إجراء مشاورات مع موسكو من أجل بلورة حل يأخذ بعين الاعتبار ملاحظات كلا الطرفين. ومنذ توجيهها للمرة الأولى، في يوليو 2014، اتهامات إلى موسكو بانتهاك المعاهدة، التي تم توقيعها بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، أواخر ثمانينات القرن الماضي، كررت واشنطن هذه الاتهامات مرارا، الأمر الذي واجه رفض موسكو وتوجيهها اتهامات مقابلة إلى الجانب الأمريكي بخصوص تطبيق المعاهدة. وشملت المعاهدة، التي وقع عليها الرئيسان الأمريكي، رونالد ريغان، والسوفيتي، ميخائيل غورباتشوف، أثناء زيارته لواشنطن، في 8 ديسمبر 1987، طبقة واسعة من الصواريخ ذات المدى المتراوح بين 500 وألف كم، وبين 1000 و5500 كم، والقادرة على حمل رؤوس نووية، بما فيها تلك التي نشرها الاتحاد السوفيتي في كوبا عام 1962، مما أثار "أزمة الكاريبي" آنذاك. المصدر: تاس
مشاركة :