اتهمت أطراف ليبية عديدة، «تنظيم الحمدين» بالوقوف وراء جريمة اغتيال الزعيم الليبي معمر القذافي ونجله المعتصم بالله، بعد أن قام عناصر ميليشيات مسلحة بالقبض عليهما وهما على قيد الحياة صباح العشرين من أكتوبر 2011 من أجل ضمان دفن خزينة الأسرار التي كان القذافي يمتلكها حول الأدوار التخريبية لحلفائه السابقين، وخصوصاً أن نظام الدوحة استولى كذلك على أرشيف الأمن الخارجي والمخابرات، وعلى الوثائق التي كانت موجودة بمقر القيادة الليبية في باب العزيزية، من خلال تعاونه مع الإرهابي عبدالحكيم بالحاج، زعيم ما يسمى بالجماعة المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة، والذي قدمته قطر أنه فاتح طرابس ورئيس مجلسها العسكري في أغسطس من العام ذاته. وأكدت مصادر ليبية أن تنظيم الحمدين كان يتظاهر بأنه حليف موثوق به لنظام القذافي، ويقدم نفسه أنه يعتنق الفكر القومي الناصري، كما كانت قناة «الجزيرة» تلاحق تحركات القذافي في إفريقيا وتنقل خطبه مباشرة، وتجري معه حوارات مطولة، وتغطي مشروع «ليبيا الغد» لسيف الإسلام القذافي على أنه مشروع نموذجي في المنطقة العربية، وخصوصاً في ظل إشراف دعاة مقربين من تنظيم الدوحة مثل يوسف القرضاوي وسليمان العودة وعلي الصلابي على ما سمي آنذاك بالمراجعات الفكرية لعناصر إرهابية كانت داخل السجون الليبية ومن بينها عبدالحكيم بالحاج وخالد الشريف وعبدالوهاب القايد. تغير عنيف وقال خالد كعيم، آخر وزير دولة للخارجية وناطق باسم نظام القذافي قبل الإطاحة به، لـ«البيان» في وقت سابق إن العلاقة ساءت بين الجانبين بعد أن اكتشف القذافي حقيقة الخطط التي يعدها نظام الدوحة ضد عدد من الدول العربية، وإن المشكلة الحقيقية انطلقت في أكتوبر 2010 عندما كان القطريون يسعون للزج بليبيا في مؤامراتها بالمنطقة، مشيراً إلى أن تنظيم الحمدين كان آنذاك قد بدأ بوضع اللمسات الأخيرة على مشروعه للتغيير العنيف في البلاد العربية، أو ما سمي لاحقاً بثورات الربيع العربي التي تم الاعتماد فيها على تحالف الإخوان مع تنظيم القاعدة. وتابع كعيم في حديثه لـ«البيان» إن تنظيم الحمدين كان منذ العام 1996 لا يخفي عداءه المطلق للمملكة العربية السعودية ومصر، وكان يعمل على الجر بليبيا في مشروعه، ثم بدأ يتجه لاختراق دول المغرب العربي من خلال التحريض الإعلامي عبر قناة «الجزيرة» التي أطلقت ما تسمى «النشرة المغربية» من مكتبها في المغرب قبل أن تغلقه سلطات الرباط في أكتوبر 2010، كما نجحت في اختراق تونس عبر الاستيلاء على شركة للاتصالات بالشراكة مع صخر الماطري، صهر الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي الذي كان على صلة بإخوان تونس وفي مقدمتهم راشد الغنوشي، وقد استقبلنا في ديسمبر 2010 رئيسي جهاز المخابرات الجزائري والمغربي، لنكشف لهما حقيقة المؤامرة القطرية على بلديهما وعلى عموم دول المنطقة». تهديد حمد بن جاسم مع بداية الأحداث في تونس كانت قطر قد أطلقت مشروعها للتغيير العنيف، أو ما كان يسمى بالفوضى الخلاقة وفق نظرية كونداليرا رايس المعتمدة من قبل مراكز الدوحة البحثية، وفي 12 يناير 2011 اتصل القذافي بأمير قطر آنذاك خليفة بن حمد داعياً إياه إلى وقف الحملة التحريضية على نظام ابن علي، وبعد أقل من ساعة اتصل حمد بن جاسم، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء وزير خارجية قطر بسيف الإسلام القذافي، وقال له بالحرف الواحد «والدك يتحدث بلغة لم تعجب سمو الأمير، وعليك أن تبلغه بأن دوره قادم»، وبعد تخلي الرئيس المصري حسني مبارك عن السلطة في 11 فبراير 2011، كانت التحضيرات قد بلغت أوجها لبث الفوضى في ليبيا. ونقلت مصادر المعارضة الليبية أن قطر وضعت خطة للإطاحة بنظام القذافي تعتمد بالأساس على تحريك الخلايا النائمة للإرهاب، وتسليح المعارضة، والتحريض الإعلامي والديني، وإعطاء الأحداث صبغة الثورة لضمان استقدام مقاتلين من دول الجوار. وتابعت إن انطلاق الأحداث في المنطقة الشرقية كان بالهجوم على ثكنات الأمن والجيش وسرقة الأسلحة من قبل عناصر كان أغلبها قد أفرج عنها سابقاً ضمن صفقة المراجعات الفكرية، وفي 19 فبراير، روجت المخابرات القطرية أن القذافي فرّ إلى فنزويلا، بهدف الدفع بالخلايا النائمة في طرابلس إلى التحرك، كما كان هناك مخطط لتنظيم الحمدين باغتيال القذافي، إلا أنه فشل بعد التفطن إلى تفاصيله، وبعد ظهور العقيد الراحل على شاشات التلفزيون ليعلن أنه لن يغادر بلاده. وقد اعتبر الناطق باسم الجيش الليبي أحمد المسماري أن اغتيال القذافي يعتبر جريمة حرب ارتكبها نظام الدوحة، ولا يمكن السكوت عنها، فيما أكدت اللجنة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان، أن جريمة مقتل القذافي ونجله بعد أسرهما على قيد الحياة، والتنكيل بهما وقتلهما والتمثيل بجثتيهما بصورة وحشية، ودفنهما في مكان مجهول، جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاك للقانون الدولي الإنساني ومعاهدات جنيف لأسرى الحروب والنزاعات المسلحة، وخارج أي منطق أو اعتبار لآدمية الإنسان.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :