«النافـذة» تدمج ذوي الإعاقة في العالم الرقمي

  • 10/22/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - أكرم الكراد: أطلقت مجموعة من طالبات كلية الإعلام في جامعة قطر بالتعاون مع مركز التكنولوجيا المساعدة «مدى» حملة «النافذة» لدعم ذوي الإعاقة في العالم الرقمي، وأعقب تدشين الحملة بمقرّ مركز «مدى» أمس ندوة تعريفية بعنوان «النفاذ الرقمي»، شارك فيها الطالبات المبتكرات فكرة حملة «النافذة» وهن، فاطمة الهاجري، ونوره المناعي، ومريم علي، إلى جانب فيصل الكرهجي رئيس مجلس إدارة مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين، وجواهر المانع محفزة ومدربة في إدارة وتطوير الذات، والجازي الجبر مسؤول نفاذ رقمي بمركز التكنولوجيا المساعدة «مدى» ومحمد الفهيدة مسؤول التواصل والإعلام بالمركز، إلى جانب عدد من ذوي الإعاقة والمهتمين بهذا المجال، حيث سلطت محاور الندوة على التعريف بالنفاذ الرقمي، وأهميتها في حياتنا المعاصرة، وتحفيز ذوي الإعاقة ذاتياً، والاطلاع على إحدى قصص النجاح. وتسعى حملة «النافذة» تحت شعار «كلنا عالم واحد» إلى دمج ذوي الإعاقة في عالم التكنولوجيا، لحثّهم على استخدامها تحت مسمّى النفاذ الرقمي، وهي عملية استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال لتسهيل عملية التواصل، وتوفير البيئة المناسبة لهم، كما تكمن رؤية أعضاء الحملة في بناء مجتمع متجانس ومتساوٍ في المهارات والفرص من خلال تمكين ذوي الإعاقة من استخدام التكنولوجيا المعاصرة. وتهدف حملة «النافذة» إلى تنمية مهارات ذوي الإعاقة عن طريق الدخول إلى عالم النفاذ الرقمي للدمج في المجتمع، وتعريف المجتمع على دور مركز مدى والخدمات التي يوفرها، وزيادة الوعي المجتمعي، وأن هذه الفئة قادرة على التفاعل في المجتمع والنجاح، ووجود تقنيات حديثة قادرة على جعل هذه الفئة منخرطة في العالم الرقمي والتطور التكنولوجي، وتغيير نظرة المجتمع لفئة ذوي الإعاقة من نظرة طبية إلى نظرة إنسان قادر على أن يُساهم في التنمية الوطنية، وحثّ مؤسسات الدولة على عمل برامج الخدمة الذاتية ودمجهم، وتقديم دورات في مؤسّسات الدولة والجامعات على كيفية التّعامل مع هؤلاء الأفراد.   جواهر المانع: زيادة الوعي باحتياجات ذوي الإعاقة   قالت جواهر المانع محفزة ومدربة في إدارة وتطوير الذات، إن أهمية حملة «النافذة» يكمن في تسليطها الضوء على احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، والهدف جعل مجتمعنا أكثر وعياً بأهمية وجود برامج وتسهيلات لهذه الشريحة المهمة من ذوي القدرات الخاصة كما أفضّل تسميتهم، خاصة في ظلّ التطور التكنولوجي الكبير الذي يشهده عالمنا المعاصر، والتي يحتاج لاستخدامها ذوو الإعاقة، للاعتماد على أنفسهم بدلاً من الاعتماد على الآخرين في تسيير أمور حياتهم. وأشارت المانع إلى أن فكرة الحملة فكرة ذكية، حيث إن الكثير من الأشخاص لا يعرفون حقوق ذوي الإعاقة، ولذلك أن نجد طلبة يهتمون لأقرانهم، فهذا أمر يحسب لهم، لأن المعرفة بالآخرين تجعلنا قادرين على مساعدتهم بشكل أفضل. وأكّدت المانع استعدادها لتقديم الدعم لحملة «النافذة»، منوهة إلى تقديمها أكثر من ورشة عمل للأشخاص ذوي الإعاقة، وكانت ورشاً ناجحة جداً، من حيث اكتشاف قدرات وإمكانات وطاقات كامنة لديهم، ويحتاجون من يكتشفها، خاصة أنّ بعض الأسر تعتقد أن المعاق ليس لديه إمكانات، ولكن الحقيقة تقول عكس ذلك، بل تؤكّد أنهم يمتلكون إمكانات وطاقات تفوق نظراءهم من الأصحاء.     محمد الفهيدة: نفخر بتغيير الصورة النمطية عن ذوي الإعاقة   أكّد محمد الفهيدة مسؤول التواصل والاتصال في مركز التكنولوجيا المساعدة «مدى» أن المركز يدعم أي مبادرة أو مشروع من شأنه إحداث فرق في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، لافتاً إلى أن التعاون مع جامعة قطر تعاون قديم، حيث تمّ تزويد قسم الاحتياجات الخاصة بالجامعة بالأجهزة المناسبة لهم، فضلاً عن وجود «محطة مدى» في جامعة قطر، والتي تحوي أجهزة التكنولوجيا المساعدة لمختلف الإعاقات، والتي يستفيد منها الطلبة. وأضاف: إننا فخورون بطلبتنا في صرح تعليمي مثل جامعة قطر، لديهم الحس الإنساني العالي وهذه المبادرة بالتوجه نحو الأشخاص ذوي الإعاقة، وهم شريحة مهمة في المجتمع، كما نفتخر أن الوعي المجتمعي قد تغير والصورة النمطية عن ذوي الإعاقة تغيّرت من نظرة العمل الخيري ونوع من العطف والشفقة إلى أن المجتمع فعلاً بدأ يؤمن أنهم أشخاص فاعلون، وأن لهم حقوقاً وعليهم واجباتٍ، ولعل هذا المشروع «النافذة» هو من هذه النتائج. وأشار الفهيدة إلى أن مركز مدى يعمل في الفترة الحالية على اختبار الاي تي بي، الذي أطلقه مؤخراً، والذي يمكن الأشخاص العرب من الحصول على اعتماد دوليّ كمحترفين في التكنولوجيا المساعدة. ونوّه إلى أن هذا الاختبار لاقى نجاحاً كبيراً، حيث كانت البداية بإتاحة الفرصة أمام 50 شخصاً للدخول في هذا الاختبار بشكل مجاني، لكن مع مرور الساعة الأولى فقط تم تسجيل 46 شخصاً، وأشار إلى أن الاختبار سيكون متاحاً للعامة مع بداية السنة الجديدة 2019.     مريم علي: التعريف بمركز «مدى» بين أفراد المجتمع والمؤسسات   توقّعت مريم علي، عضو حملة «النافذة» وهي طالبة إعلام، اتصال إستراتيجي، أن تكون الحملة ناجحة وقوية، وذلك لتبنيها عناصر النجاح عبر استخلاص نتائج دقيقة مبنية على أدوات أكاديمية في البحث والتقصي، وعلى التعاون الوثيق مع مركز «مدى» للتكنولوجيا المساعدة، الراعي الرسمي للحملة. وأضافت إن من أهداف الحملة هو التعريف بمركز «مدى» وأهدافه، والأعمال التي يقوم بها في خدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة، خاصة مع وجود الكثيرين من أفراد المجتمع لا يعرفون بمهمات المركز ووظيفته، حتى أن هناك بعض الأشخاص من ذوي الإعاقة لا يعرفون به، على الرغم من أن المركز يقدّم العديد من الخدمات المفيدة والرائعة، وفي مقدمتها البرامج التعليمية والأجهزة التي تساعد ذوي الإعاقة على استخدام التكنولوجيا وتسهل عليهم حياتهم المعيشية اليومية. وقالت إن الدعم الذي يقدم للمركز محدود من قبل المؤسسات والجهات المختلفة، ولذلك من واجبنا التعريف بأهميته، ومهماته الكبيرة.     نوره المناعي: نسعى لتغيير المفاهيم الخاطئة   قالت نوره المناعي، إحدى أعضاء حملة «النافذة» وطالبة إعلام، اتصال إستراتيجي: إن الحملة هي ضمن مشروع تخرج طالبات قسم الإعلام، مسار الاتّصال الإستراتيجيّ، لافتة إلى أن «النافذة» تسعى في ظلّ التطورات الإلكترونية في حياتنا، والتطوّر الهائل في العالم الرقمي إلى تسليط الضوء على فئة معينة من المُجتمع، وهم فئة الأشخاص ذوي الإعاقة. وأكّدت أن مشروع وحملة «النافذة» سيتمّ الاستعانة خلاله بأداتين من أدوات البحث العلميّ، وهما المقابلات والاستبيان، على اعتبار أن الأداتين تشكلان أدوات جيدة جداً للوصول للجمهور المستهدف، ولإيصال فكرة المشروع والتعريف بمركز التكنولوجيا المساعدة «مدى»، الذي يعمل على مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة في تطوير ذواتهم، والبدء في تحقيق أهدافهم عبر استخدام التكنولوجيا والاتصالات الحديثة. وأضافت نوره إن الحملة تهتم في المقام الأوّل بدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم الرقميّ، وكذلك المُساهمة في تغيير الكثير من المفاهيم والأفكار الخاطئة عن هذه الفئة المهمة من المجتمع، بكافة فئاتهم العمرية، وذلك لحثّهم على الخوض في استخدام التكنولوجيا تحت مسمّى «النفاذ الرقمي» والتي تتضمن استخدام التكنولوجيا والاتصالات بوسائل مختلفة، بغرض تسهيل عملية التواصل للأشخاص من ذوي الإعاقة والبيئة المُحيطة بهم. ونوّهت بأهمية حثّ الأهالي لدعم أبنائهم من ذوي الإعاقة على تطوير إمكاناتهم، والتي تركّز عليها حملة «النافذة» بشكل كبير، فضلاً عن تغيير نظرة المجتمع لهم من نظرة طبية وعاطفية إلى نظرة ثقة وطاقة كامنة، وباعتباره شخصاً فعالاً في المجتمع، وقادراً على تحقيق أهدافه ومواجهة الصعوبات، وقادراً على المُساهمة في نهضة الدولة والمُجتمع.     فاطمة الهاجري: ذوو الإعاقة يحتاجون الدعم لتطوير مهاراتهم   أكّدت فاطمة الهاجري طالبة تخصص إعلام، وواحدة من أعضاء حملة «النافذة» أن فكرة المشروع جاءت بناء على مشاهدات كثيرة للعديد من مشكلات المجتمع، والتي ترتبط بسوء فهمنا لاحتياجات بعضنا البعض، ومن ذلك الأشخاص ذوو الإعاقة الذين يمتلكون قدرات وطاقات هائلة، ولكن تبقى كامنة بداخلهم لعدم سماح المجتمع أو البيئة المحيطة لهم بالتعبير عنها، ولا يجدون من يساعدهم على تحقيق أهدافهم، نتيجة وجود بعض الأفكار المغلوطة في المجتمع عن هذه الشريحة. وأشارت إلى أن هدف الحملة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالعالم الرقمي، وتعريف المجتمع والمؤسّسات ومختلف الجهات بأن الأشخاص ذوي الإعاقة قادرون على أن يكونوا فاعلين في المجتمع، وقادرين على التميّز في أعمالهم وبيئاتهم أيضاً، وكل ما يحتاجون إليه هو الدعم والتحفيز لتطوير مهاراتهم وإمكاناتهم، وذلك عن طريق استخدام التكنولوجيا المساعدة، التي تجعلهم قادرين على التفاعل مع مجتمعهم ومحيطهم الخارجي، فضلاً عن حثّ المؤسسات والجهات كافة في الدولة على زيادة الاهتمام بهذه الشريحة، عبر إطلاق برامج خاصة بهم على الهواتف الذكية على سبيل المثال. ونوّهت فاطمة إلى أنه بعد إطلاق الحملة بالتعاون مع مركز التكنولوجيا المساعد «مدى» سيكون هناك ورشة عمل في منظمة بيس باديز العالمية، وهي جزء من مركز الشفلح، ومختصة بتطوير مهارات الأشخاص ذوي الإعاقة، لتقديم معلومات مهمة حول استخدام التكنولوجيا من قبل ذوي الإعاقة، وكيفية تنظيم الوقت وغير ذلك من تصحيح لأفكار مجتمعية مغلوطة عن فئة ذوي الإعاقة.

مشاركة :