طهران- جابر أبوالنجا:موفد لجنة الإعلام الرياضي: يخوض السد في السادسة من مساء الليلة المواجهة الحاسمة والفاصلة في مشواره القاري من خلال مرحلة الإياب للدور قبل النهائي لدوري أبطال آسيا عندما يلتقي في طهران وتحديدا بملعب إزادي مع بيروزي الإيراني وسط جماهيره، ولا مجال للتكهنات أو التوقعات للسد الذي يبحث عن بطاقة التأهل للنهائي خارج دياره ووسط حسابات معقدة بعد أن خسر في لقاء الذهاب بالدوحة بهدف مقابل لاشيء، وبالتالي فالزعيم ليس أمامه سوى الفوز بأي نتيجة حتى لو بهدف مقابل لاشيء لأنه في هذه الحالة سيضمن أن يحتفظ بحظوظه من خلال لعب وقت إضافي على شوطين أو حتى اللجوء إلى ركلات الترجيح من نقطة الجزاء إذا حافظ على فوزه بهدف مقابل لاشيء، ولكن لو حقق السد الفوز بأي نتيجة أخرى فسيتأهل تلقائيا إلى الدور النهائي على اعتبار أنه إذا فاز بهدفين مقابل هدف أو ثلاثة أهداف مقابل هدفين فإنه سيكون قد سجل أهدافا أكثر خارج ملعبه من منافسه وبالتالي يتأهل للنهائي. وسبق للسد أن تخطى مواقف أصعب مما هو عليه حاليا، ولكن صعوبة المواجهة أنها تأتي في ظل خروج المغلوب أي لا مجال للتعويض، وبالرغم من صعوبة اللقاء وأن السد يلعب اليوم ولا يملك سوى الاختيار الوحيد وهو الحل الإجباري إلا أن الزعيم نجح في التعامل مع الموقف بمجرد انتهاء لقاء الذهاب وبات التفكير في كيفية التعويض والعودة مرة أخرى بدون يأس، وربما يكون هذا سببا في أن يكون هناك ضغط نفسي على بيروزي الذي سيلعب بين جماهيره وعلى أرضه ولكنه يخشى أن يفقد ما حققه في الدوحة، وبيديه خياران وهما الفوز أو التعادل، ولكنه في نفس الوقت يخشى أن يصاب مرماه بهدف فترتبك جميع حساباته وتنقلب الأوراق بدلا من أن تكون في صالحه تتحول وتصبح ضده. ومن الصعب رسم سيناريو لهذه المباراة ولكن من الطبيعي أن يتوازن أداء بطل قطر ما بين الدفاع والهجوم لأنه في الوقت الذي يبحث فيه عن طرق لمرمى بيروزي فإنه في نفس الوقت يسد كل الطرق التي تؤدي إلى مرمى مشعل برشم، ولهذا فلاعبو السد عليهم أن يؤدوا بأقصى طاقة وجهد مضاعف والعمل على عدم إصابة مرماه بأي أهداف في أي وقت من أوقات المباراة حتى لا تصبح مهمته أكثر صعوبة، وطالما أن الفريق الإيراني بعيدا عن مرمى الزعيم فعودة السد ممكنة وقائمة في أي وقت. ولا شك أن فيريرا المدرب المخضرم سيلجأ إلى الأسلوب أو الطريقة التي تحقق له هذا التوازن في الأداء من خلال التشكيل الذي يخوض به المواجهة سواء من خلال محوري ارتكاز في وسط الملعب أو وجود ثلاثة محاور مع أن يكونوا أصحاب مهام هجومية في نفس الوقت والفريق يملك العديد من الأوراق التكتيكية التي يمكنها تحقيق أكثر من أسلوب خططي للمدرب، ولعل هذا السبب في تأخير إعلان التشكيل الذي يخوض به المواجهة حتى المحاضرة الأخيرة اليوم قبل التوجه إلى الملعب، ولكن هناك أسماء لا خلاف على وجودها في التشكيل من بداية اللقاء مثل مشعل برشم حارس المرمى وحامد إسماعيل في الظهير الأيمن وبيدرو أحد قلبي الدفاع وعبد الكريم سالم العلي ظهيرا أيسر مع وجود أكرم عفيف وتشافي وجابي وبغداد بونجاح وبوعلام خوخي وسالم الهاجري وتبقى بعض الاختيارات غير محسومة ويظل قرارها في يد فيريرا. ومن المؤكد أن فيريرا استفاد من المباراة الأولى التي شهدت العديد من الأخطاء التي وقع لاعبو الزعيم فيها ومنحت الفوز للمنافس، وقد عكف خلال الفترة الماضية على أن يعالج هذه الأخطاء والسلبيات ومراجعة المباراة أكثر من مرة للوقوف على أفضل الطرق لتحقيق الفوز في قلب طهران. وفي الجانب الآخر فإن فرانكو يانكوفيتش مدرب بيروزي يعتمد على عنصر المباغتة والالتزام التكتيكي ويرفض خروج أي لاعب عن النص في إداراته للمباريات وهو ما وضح خلال مشواره في هذه النسخة من البطولة، ودائما ينجح في أن يعود من بعيد ويركز على حماس لاعبيه وقتالهم في الملعب وتنفيذ تعليماته بحذافيرها ودون الخروج عن النص بالرغم من أن إمكانياتهم وقدراتهم أقل بكثير من إمكانيات وقدرات لاعبي السد. ثقة كبيرة في السداوية بالرغم من صعوبة المواجهة إلا أن الشارع الكروي القطري يضع ثقته كاملة في لاعبي السد وجهازهم الفني والإداري لاسيما أن بطل آسيا الأسبق له خبراته المهمة ويضم لاعبين يملكون كل مواصفات اللاعبين السوبر سواء من المحترفين أو المواطنين، تحت قيادة جهاز فني مخضرم يقوده البرتغالي فيريرا. لاعبو السد مطالبون بالتركيز يجب على لاعبي السد الاستفادة من درس لقاء الذهاب والتركيز فقط على الملعب والأداء وعدم التركيز على ما يفعله لاعبو بيروزي من استفزازات مثل إضاعة الوقت أو الخشونة المتعمدة في بعض الأحيان، وهي كلها أمور يقوم بها المنافس حتى يستطيع إبعاد لاعبي السد عن تركيزهم لأنه على ثقة من أن لاعبي السد إذا ركزوا في كرة القدم فقط سيتمكنون من الفوز بسهولة كما فعلوا في ذهاب دور الربع النهائي عندما فازوا بنفس الملعب على الاستقلال الإيراني بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. التاريخ يرجح كفة السد يظل السد هو الفريق الوحيد من الفرق الأربعة التي تأهلت للدور قبل النهائي الذي سبق له الفوز بهذا اللقب، وحققه مرتين آخرها عام 2011 وفي المقابل لم يسبق لفريق بيروزي الوصول إلى نهائي هذه البطولة من قبل بل إن الأندية الإيرانية كلها لم يصل منها فرق سوى ساباهان للنهائي عام 2007 وزوباهان عام 2010 وهو ما يعني أن التاريخ في صف السد في مواجهة الليلة. نفـاد تـذاكـــر الدخـول شهدت عملية بيع تذاكر المباراة والتي بدأت قبل موعد المواجهة بأربعة أيام عبر الإنترنت إقبالا كبيرا من الجمهور وتكاد تكون التذاكر كلها قد نفدت بالفعل بالرغم من أن عدد التذاكر المطبوع قد تجاوز الـ 96 ألف تذكرة. الملعب محايد في الوقت الإضافي هناك حالة واحدة يمكن أن يلجأ فيها السد وبيروزي إلى الوقت الإضافي وهي أن يفوز السد بهدف مقابل لاشيء وهي نفس النتيجة التي فاز بها بيروزي في الدوحة، ولكن عندما يتجه الفريقان للوقت الإضافي فإن ملعب إزادي يتحول إلى ملعب محايد ولا تنطبق فيه قاعدة احتساب الهدف بهدفين في حالة التعادل للفريق الضيف، بمعنى أنه يتم نسيان لقاءي الذهاب والإياب وتحتسب نتيجة الوقت الإضافي منفصلة ولو تعادل الفريقان بأي نتيجة يتم الاتجاه إلى ركلات الترجيح من نقطة الجزاء. نتيجـة الذهــــاب استطاع الفريق الإيراني خطف فوز قاتل بهدف مقابل لاشيء أحرزه في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة عن طريق لاعبه علي بور إثر ضربة جزاء، وهي المواجهة التي أقيمت بتاريخ 2 أكتوبر الحالي وأدارها الحكم السيرلانكي هيتيكامكانامجي بيريرا. جابــــي متحمس للقاء قال الإسباني غابي المحترف في صفوف السد والذي بلغ نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين مع أتلتيكو مدريد: الأجواء هنا في ملعب إزادي مشابهة لأكبر الملاعب في أوروبا، والأجواء حماسية، ولكن نجوم السد يجب أن يكونوا جاهزين للمناسبات الكبيرة، وهذه ستكون من المناسبات الكبيرة. وأضاف: الوصول إلى نهائي دوري أبطال آسيا مع السد سيكون أمرا تاريخيا بالنسبة لي وللنادي، هذه ستكون محطة مميزة لا تنسى في كرة القدم، ونأمل أن ننجح في تحقيق ذلك. وكشف غابي قائلا: تشافي كان له تأثير كبير في حضوري إلى هنا، حيث أنه أخبرني أن السد نادٍ كبير ويطمح في الفوز بلقب دوري أبطال آسيا. وختم: الفوز بلقب دوري أبطال آسيا ليس مهماً فقط لنادي السد، بل لكل البلد، ولهذا أنا هنا.. كل شخص في نادي السد رائع وهم جميعاً يسعون للعمل بقوة، وأنا سعيد بمساعدة النادي من خلال خبرتي. المبـــاراة بصــافـــــرة أوزبـكـيــة يدير المواجهة الليلة طاقم حكام دولي أوزبكي بقيادة فالنتين كوفالينكو ومعه مواطنوه حسن الدين شودمونوف وتيمور جابنولين وروسلا سيرازيدينونوف حكما رابعا، والجير تانتا شيف وعزيز عظيموف حكمان إضافيان.