قال الدكتور عمر عاشور -رئيس برنامج الدراسات الأمنية النقدية- بمعهد الدوحة للدراسات العليا: إن المعهد يطرح أول برنامج في المنطقة العربية بهذا العمق والشمول في الدراسات الأمنية، مشيراً إلى أن مراجعة المقررات وهيكل البرنامج تمت من قبل خبراء عالميين مرموقين من جامعة أوسلو، والمؤسسة النرويجية الرسمية لأبحاث الدفاع، وقسم دراسات الحرب بكلية الملك بجامعة لندن، وأوضح عاشور في حوار مع «» أن عدم الإلمام بالدارسات الأمنية والاستراتيجية ودراسات النزاع، وضعف آليات حل النزاع بطرق غير عنيفة من العوامل الرئيسية التي أدت إلى ظهور تهديدات أمنية بالمنطقة العربية، ونوه بأن الدراسات الأمنية تُعد من أسرع مجالات البحث والتدريس نمواً وتطوراً في العالم الأكاديمي الغربي. وإلى نص الحوار:العلوم الأمنية مدنية أم عسكرية؟ ¶ الدراسات الأمنية تُدرس بالأساس في جامعات مدنية، فمثلاً يوجد في أميركا 119 برنامجاً للدراسات العليا في الدراسات الأمنية، وفي بريطانيا يوجد 79 برنامجاً بتخصصات دراسات أمنية مختلفة. وهل تدرس هذه البرامج في جامعات مدنية؟ ¶ الأغلبية الساحقة من هذه البرامج تُدرس في جامعات مدنية، ويدرس فيها عسكريون ومدنيون، وذلك لأن الدراسات الأمنية مفيدة للغاية لكل من المدنيين «كالدبلوماسيين والصحافيين والباحثين والأكاديميين والاستشاريين المختصين بتحليل التطورات الأمنية، وكذلك المنتمين أو الساعين للالتحاق بالمنظمات الحكومية الدولية كالأمم المتحدة»، والعسكريين والأمنيين، لأنها ستضيف إلى ما يدرسونه في العلوم العسكرية المحضة والعلوم الشرطية، خاصة فيما يتعلق بالأمن البيئي والبشري، ودراسة الأسباب السياسية والاجتماعية لظواهر مثل الإرهاب والحروب الأهلية، وكيفية طرح حلول مستدامة واستراتيجيات للوقاية من تلك الظواهر، وبالتالي تحرر المجتمعات من هذه التهديدات. وهل بالفعل هذه الدراسات تتطور باستمرار؟ ¶ تُعد الدراسات الأمنية واحدة من أسرع مجالات البحث والتدريس نمواً وتطوراً في العالم الأكاديمي الغربي، مع الآلاف من الكتب والمقالات العلمية الجديدة التي تم نشرها خلال السنوات القليلة الماضية، وخاصة حول منطقتنا العربية، ولم ينعكس هذا النمو الهائل في التدريس والبحث في مؤسسات التعليم العالي العربية. وما التخصصات الأقرب لكم في العلوم الإنسانية -أقصد حال تدشين برنامجكم- أي تخصصات في البكالوريوس لها الأولوية؟ ¶ الدراسات الأمنية متعددة التخصصات بطبيعتها، ومرحب بخريجي العلوم السياسية، والعلاقات الدولية، والجغرافيا، والتاريخ، وعلم الاجتماع، والاقتصاد، والإدارة، والاتصالات، وخريجي الكليات العسكرية والشرطية والاستراتيجية، والإعلام والصحافة، وغيرهم من خريجي العلوم الاجتماعية، وبالتأكيد سننظر في طلبات القبول من التخصصات الأخرى. ما التخصصات الدقيقة التي يطرحها برنامج العلوم الأمنية بالمعهد؟ ¶ برنامج ماجستير في الدراسات الأمنية النقدية في معهد الدوحة، يطرح 8 مواد أساسية و4 مواد اختيارية، ومنها: الدراسات الأمنية النقدية، النظريات الاستراتيجية والحروب، فهم النزاع المسلح، مناهج البحث، العلاقات المدنية-العسكرية، الأمن البيئي والإنساني، الأمن الإقليمي والدولي، دراسة التنظيمات المسلحة غير الحكومية، وبناء على هذه المواد التخصصية يختار الطالب موضوع رسالة الماجستير الذي سيتخصص فيه بدقة. وهل الأوضاع الأمنية في المنطقة العربية أسبابها سياسية، أم أن العكس صحيح؟ ¶ هذا موضوع يطول شرحه، ولكن سريعاً، سوء إدارة العديد من الأزمات السياسية والاجتماعية، وعدم الإلمام بالدراسات الأمنية والاستراتيجية ودراسات النزاع، وضعف آليات حل النزاع بطرق غير عنيفة، كانت من العوامل الرئيسية التي أدت إلى ظهور تهديدات أمنية، كانت المنطقة في غنى عنها، ولديها قدرة على تجاوزها. هل تطرح أي من جامعات المنطقة برنامجاً مشابهاً؟ ¶ معهد الدوحة للدراسات العليا يطرح أول برنامج في المنطقة العربية بهذا العمق والشمول في الدراسات الأمنية «تمتد من دراسات مكافحة الإرهاب والتمردات المسلحة وحتى الأمن الإنساني والبيئي»، وكذلك هو أول برنامج للدراسات الأمنية «النقدية» في المنطقة العربية والشرق الأوسط. وماذا عن أهمية هذا البرنامج؟ ¶ تأتي أهمية ذلك بسبب: تمحور معظم الدراسات الأمنية التقليدية حول مفاهيم ومنظورات غربية، وحاجة المنطقة إلى توسيع مفهوم «الأمن» ليشمل الأمن الإنساني والبيئي والغذائي والمجتمعي، ولا ينحصر فقط في أمن الدول. والحاجة لفهم ودراسة الأزمات الأمنية داخل سياقاتها التاريخية، وكذلك التفكير النقدي والمدروس في بعض النظريات السائدة في الدراسات الأمنية التقليدية، والحاجة إلى الاعتماد على مصادر معرفية أصلية في البحث والتدريس، وتقليل الاعتماد السائد على مصادر معرفية ثانوية أو حتى «البروباجندا» المكثّفة أحياناً. ويوجد برنامجان للدراسات الأمنية في دولة الإمارات «في الجامعة الأميركية في دبي، وفي جامعة خليفة»، وكذلك في جامعة نايف للعلوم الأمنية بدولة السعودية، مع اختلاف برنامجنا في معهد الدوحة من حيث طبيعته وعمقه وحجمه وعدد مواده ونوعية تخصصاته والخلفية الأكاديمية والمعرفية لأساتذته كما أشرت. وهل لديكم تعاون مع أي من الجامعات العالمية التي تطرح برامج مشابهة؟ ¶ نعم، نرتب للتعاون مع جامعات عربية مثل جامعة قابوس في سلطنة عُمان وجامعة الكويت، كما سنفعل ذلك مع بعض الجامعات الغربية مثل جامعتي اكستر وكينجز «كلية الملك بجامعة لندن» في بريطانيا، وجامعة أوسلو في النرويج. ومن أين تحصلون على الاعتماد الأكاديمي لبرامجكم؟ ¶ من وزارة التعليم والتعليم العالي في قطر، هذا وقد تمت صياغة مقررات البرنامج وفقاً لأعلى المعايير الأكاديمية المتبعة في الجامعات العالمية المتميزة في مجال الدراسات الأمنية والاستراتيجية، وتمت مراجعة المقررات وهيكل البرنامج من قبل خبراء عالميين مرموقين من جامعة أوسلو والمؤسسة النرويجية الرسمية لأبحاث الدفاع، وقسم دراسات الحرب بكلية الملك بجامعة لندن، وقد تم تحديث وتطوير البرنامج بناء على مراجعة شاملة من الرئيس وعمداء الكليات بمجلس معهد الدوحة للدراسات العليا، وكذلك من مجلس أمناء المعهد. وأخيراً .. كم عدد الطلاب المخطط قبولهم في الدفعة الأولى؟ ¶ حتى الآن، يُقدّر عدد طلاب الدفعة الأولى فيما بين 15 و20 طالباً وطالبة تقريباً.;
مشاركة :