الاستبداد لن يستمر طويلاً بعد واقعة اغتيال خاشقجي

  • 10/23/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد مسؤولون أتراك أن اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي سوف يلقي بظلاله على مستقبل العلاقات التركية السعودية، متوقعين حدوث شقاق وخلافات أوسع في الفترات المقبلة، لكنهم أكدوا أن حادثة اغتيال خاشقجي سوف تؤدي إلى سيكولوجية جديدة ضد الحكم الديكتاتوري مثل تلك التي حدثت مع الربيع العربي، لا سيما في السعودية ومصر والإمارات والبحرين، وأن الأنظمة الاستبدادية لن تستمر طويلاً مع تلك الحالة الجديدة التي ستتبع اغتيال خاشقجي. وخلال ندوة «تركيا في مرحلة جديدة: التحديات والفرص» التي نظمها معهد بروكنجز الدوحة، أكد المتحدثون وجود اختلافات واضحة بين أنقرة وواشنطن، ناجمة عن الشك المتراكم بين البلدين، ورغم أن مشكلة القس الأميركي قد حُلت بالفعل، فإن الأزمة بين البلدين تراوح مكانها. طه أوزهان: العدالة والتنمية خلّصنا من الانقلابات قال طه أوزهان، مدير الأبحاث بمعهد أنقرة، الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي، إن بلاده حتى 2002 كانت تعيش نوعاً من التراجع التاريخي، وكانت تعيش في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، لافتاً إلى أن هذا التأخر قلب الدولة رأساً على عقب، وأدى إلى انقلابات مختلفة، ولكن تركيا حاولت التخلص من هذا التراجع، ونوّه بأن جانباً من تركيا كان يعيش في العالم الغربي، بينما كان الجانب الآخر يعيش في العالم الشرقي، وقد ولت هذه الفترة وأمامنا تحديات جديدة، تحتاج تركيا إلى سبل قوية للتعاطي معها. وأوضح أوزهان أنه مع مجيئ حزب العدالة والتنمية إلى الحكم عام 2002، تمكن من الانتصار على عدد كبير من الأحزاب داخل البرلمان، وقال: «إن عدداً كبيراً من الأتراك قُتلوا بسبب إرهاب حزب العمال الكردستاني «بي. كي. كي»، علاوة على أنه كانت هناك حالة إفلاس كبيرة في ذلك الوقت، بسبب عدد من الانقلابات التي حدثت، ولكن الشعب رد على ذلك في عام 2002 وجاء بحزب العدالة والتنمية، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم تناضل تركيا من أجل التخلص من تلك الحقبة. غالب دالاي: سيكولوجية جديدة ضد الحكم الديكتاتوري قال غالب دالاي، زميل غير مقيم في مركز بروكنجز الدوحة، مدير الأبحاث في منتدى الشرق، إن مقتل جمال خاشقجي سوف يؤدي إلى سيكولوجية جديدة ضد الحكم الديكتاتوري مثل تلك التي حدثت مع الربيع العربي، لا سيما في السعودية ومصر والإمارات والبحرين، مشدّداً على أن هذه الأنظمة الاستبدادية لن تستمر طويلاً مع تلك الحالة الجديدة التي سوف تتبع اغتيال خاشقجي. وأشار دالاي إلى أن الربيع العربي أثّر على السياسة الخارجية التركية، وأن الانتفاضات العربية غيّرت العلاقات بين كل دول المنطقة، كما أثّرت على توزان القوى في المنطقة، وخاصة القوى الرئيسية، وأيضاً غيّرت طبيعة وهيكلة المنطقة. وأشار إلى أن تركيا بالإضافة إلى كونها دولة ذات ثقل إقليمي، لديها أيضاً طموح على المستوى الدولي، كونها تحتل موقعاً متميزاً في خريطة التحالفات الدولية، خاصة في حلف شمال الأطلنطي. وأوضح أن علاقات تركيا مع أوروبا انتقلت من الإطار العام إلى الإطار الثنائي، فلم تعد العلاقات بين أنقرة وبروكسل ككل، وإنما مع باريس وبرلين ولندن وغيرها من العواصم الأوروبية بشكل انفرادي وعلى المستوى الثنائي. ونوّه بأن تركيا من أكبر وأهم الشركاء الاقتصاديين للاتحاد الأوروبي، علاوة على مسألة الأمن، حيث تواجه أوروبا مشاكل أمنية متعددة خاصة بالنسبة للاجئين، وبالتالي فهي في حاجة إلى تركيا للتعامل مع تلك القضية المهمة. واعتبر دالاي أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب جعل كلاً من الاتحاد الأوروبي وتركيا يقتربان من بعضهما بشكل أكثر مما كان عليه، وهو ما أضعف أسس النظام الدولي المتعارف عليه، حيث أصبح هناك الآن وعي في الدول الأوروبية بأن علاقتها بتركيا أهم من الولايات المتحدة الأميركية. بالمقابل، قال غالب دالاي إن العلاقات «التركية-الأميركية» تأثرت للغاية بمنطق الحرب الباردة، ولكنها ظلت جيدة تاريخياً على عدة مستويات، ومع ذلك، هناك اختلافات واضحة منها على سبيل المثال أن شركاء أميركا في سوريا «وحدات حماية الشعب» هم إرهابيون بالنسبة لأنقرة، يضاف إلى ذلك من جانب آخر، أن واشنطن لديها شكوك في طريقة عمل الحكومة التركية، وعلى هذا الأساس فإن الأزمة الحالية بين البلدين ناتجة عن الشك المتراكم، ورغم أن مشكلة القس الأميركي قد حُلت بالفعل، فإن الأزمة بين البلدين تراوح مكانها. وعن العلاقات التركية الروسية، أوضح أنها علاقات استراتيجية لا مفر منها، وبالنسبة لعلاقة تركيا مع دول منطقة الشرق الأوسط قال إنها متعددة، فعلى سبيل المثال تستطيع أنقرة العمل مع إيران، رغم أن هناك بعض الشكوك حول طبيعة وأهداف التحركات الإيرانية، فالعلاقات بين الجانبين فيها تعاون أحياناً وتنافس في أحيان أخرى». وأضاف: حاولت أنقرة مراراً أن تتقارب مع الرياض، ولكن ذلك لم يحدث، وأظن بأن التباعد سوف يستمر، ومن المنتظر أن يحدث شقاق وخلافات أوسع في الفترات المقبلة، أما سوريا والعراق فإن تركيا تستهدف تقليل وجود ونفوذ حزب العمال الكردستاني. إبراهيم طورهان: أزمة الليرة تراجعت قال إبراهيم طورهان، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي السابق لبورصة اسطنبول، نائب محافظ البنك المركزي التركي، إن الطلب الحالي في السوق التركي لن يكفي، وبالتالي تحتاج تركيا إلى تعميق النشاط الاقتصادي في المنطقة برمتها، وأوضح أن الأسواق الناشئة قد حققت تاريخياً نمواً أفضل أثناء الأزمات. ونوّه بأن أزمة العملة التركية تراجعت، وفي أغسطس الماضي كان هناك فائض في الميزان التجاري مع دول العالم، مما أدى إلى التخفيف من النتائج التي تمخضت عنها أزمة الليرة والتفاعلات السياسية.;

مشاركة :