لم تترك دعوة جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر إلى تنظيم إضراب عام أمس أي أثر على حركة العمل في المصالح الحكومية ولا المدارس ولا الجامعات، إذ لم تسجل نسب غياب كبرى في أي من تلك المؤسسات، كما انتظمت حركة سير قطارات مترو الأنفاق في القاهرة والمواصلات العامة في الشوارع. وكانت الجماعة دعت إلى تنفيذ إضراب عام أمس وطلبت من أنصارها عدم التوجه إلى مقار عملهم ومنع أطفالهم وأبنائهم من الذهاب إلى المدارس والجامعات في أول أيام العام الدراسي الجديد، لكن هذه الدعوات لم تلق رواجاً. وتظاهر مئات من أنصار «الإخوان» في القاهرة في ميدان لبنان وفي ميدان روكسي قرب قصر الاتحادية الرئاسي، ورفعوا إشارات «رابعة» وصوراً للرئيس المعزول محمد مرسي ولافتات تحض على الإضراب والامتناع عن العمل «دعماً للشرعية». واستنفرت قوات الشرطة قرب تظاهرات «الإخوان» وشوهدت ناقلات جند ومدرعات على بعد أمتار من تجمعات أنصار الجماعة، تحسباً لأي أعمال شغب، وأغلقت الشرطة الطرق المؤدية إلى قصر الاتحادية من جهة ميدان روكسي لمنع «الإخوان» من الوصول إلى القصر. ووقعت اشتباكات محدودة بين المتظاهرين وأهالي ومارة في ميدان لبنان، وطارد أفراد بزي مدني، قال شهود عيان إنهم من العاملين في المنطقة الشهيرة بمتاجرها المتظاهرين بعدما سعوا إلى إغلاق طريق المحور الرئيس الذي يربط قلب القاهرة بأطرافها. لكن الاشتباكات ظلت محدودة ولم تستدع تدخل قوات الشرطة التي ظلت ترقب المشهد عن قرب. وتظاهر مئات الطلاب من أنصار مرسي في جامعتي القاهرة وعين شمس في العاصمة. وتجمع الطلاب داخل الحرم الجامعي في جامعة القاهرة، ونظموا مسيرة طافت الجامعة ورددوا هتافات مناصرة لمرسي والشرعية وترفض «حكم العسكر». وتمركزت قوات كبيرة من الشرطة خارج أسوار الجامعة وأمام بواباتها المتعددة لمنع المتظاهرين من الخروج إلى الشارع. وحرصت الشرطة على عدم دخول حرم الجامعة تنفيذاً لحكم قضائي. وفي جامعة عين شمس القريبة من وزارة الدفاع في حي كوبري القبة، تظاهر مئات الطلاب من أنصار مرسي في كلية الهندسة ورددوا هتافات تأييد لـ «الشرعية» ورفضاً لـ «الانقلاب العسكري»، فيما أغلقت قوات الجيش شارع الخليفة المأمون الرئيس من ناحية الجامعة تحسباً لخروج الطلاب منها وتوجههم ناحية مقر وزارة الدفاع. ودعا «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي إلى الاحتشاد الثلثاء المقبل أمام مقرات الأمم المتحدة في نيويورك ودول أخرى تحت شعار «الانقلاب لا يمثل مصر»، احتجاجاً على زيارة وزير الخارجية نبيل فهمي للأمم المتحدة لإلقاء كلمة مصر أمام الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة. وفي سيناء، قال مسؤول عسكري لـ «الحياة» إن الحملة الأمنية التي تقوم بها قوات الجيش الثاني الميداني بدعم من عناصر من وحدات القوات الخاصة والجوية والبحرية والشرطة المدنية أسفرت خلال الأيام الثلاثة الماضية عن ضبط 43 من «العناصر التكفيرية وجماعات العنف المسلحة» في مناطق العريش والشيخ زويد ورفح. وأوضح المصدر أن قوات الجيش بدأت حملة أخرى في محافظتي الاسماعيلية والشرقية بهدف «ملاحقة الخارجين على القانون والقضاء على البؤر الاجرامية». وأفاد بأن العمليات الأمنية فيهما أسفرت حتى الآن عن ضبط 11 من العناصر المطلوب ضبطها والمشتبه بتورطها في القيام بأعمال إجرامية. في سياق موازٍ، نشرت قيادة المنطقة العسكرية المركزية قوات إضافية عند مداخل ومخارج بلدة كرادسة في الجيزة بهدف منع دخول أي عناصر متطرفة إليها ولمحاصرة العناصر المطلوب ضبطها داخل البلدة التي سيطر عليها أنصار مرسي لأكثر من شهر واقتحمتها قوات الجيش والشرطة الأسبوع الماضي. وتفقد قائد المنطقة العسكرية المركزية اللواء توحيد توفيق القوات الموجودة في كرداسة. وأكد عزم الجيش على «بذل قصارى جهده للقضاء على الإرهاب أينما وجد». وقال مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي اللواء أشرف عبدالله إن عدد المضبوطين في بلدتي كرداسة وناهيا تجاوز 170 مطلوباً صدرت بحقهم قرارات توقيف من النيابة العامة. وأوضح أن بين المضبوطين «بعض المشاركين في مذبحة مركز شرطة كرداسة» التي قتل فيها 11 من أفراد وضباط الشرطة في هجوم مسلح بالتزامن مع فض اعتصامي أنصار مرسي في 14 آب (أغسطس) الماضي. وأكد استمرار العملية الأمنية في كرداسة وناهيا، لافتاً إلى أن هناك نحو 60 أو 70 متهماً فارين ما زالت قوات الأمن تتعقبهم أبرزهم القياديان في «الجماعة الإسلامية» طارق الزمر وعاصم عبدالماجد. وأعلنت وزارة الداخلية توقيف رجل يُدعى صابر أمين قالت إنه أحد المتهمين بإحراق كنيسة في كرداسة عقب فض اعتصامي أنصار مرسي. وأوضحت أنها ضبطت في حوزته أسلاكاً تستخدم في تصنيع القنابل اليدوية.
مشاركة :