يصنف البحار والمستكشف الهولندي وليام جانزون (Willem Janszoon) كأول أوروبي شاهد أستراليا، فخلال رحلته الشهيرة ما بين عامي 1605 و1606 حلّ الأخير بهذه المنطقة ليعلن بداية الرحلات الاستكشافية والتوسعية الهولندية بها. وخلال بقية القرن السابع عشر، قاد عشرات المستكشفين الهولنديين رحلات جريئة نحو السواحل الغربية والجنوبية لأستراليا، والتي باتت تعرف حينها بهولندا الجديدة. صورة للمستكشف الأنجليزي جيمس كوك وما بين سنتي 1768 و1771، قاد المستكشف الإنجليزي جيمس كوك (James Cook) رحلة علمية واستكشافية انتهت بإعلان ملكية بريطانيا للسواحل الشرقية لأستراليا يوم 22 من شهر آب/أغسطس سنة 1770 وظهور ما يعرف بمنطقة نيوساوث ويلز (New South Wales). صورة لموقع منطقة نيوساوث ويلز وعلى الرغم من حلولهم بشكل مبكر بأستراليا، لم تتجه هولندا لإنشاء مستعمرات بهذه الأراضي حيث تخلت الحكومة الهولندية عن هذه الفكرة منذ البداية. وفي مقابل ذلك، سعى الإنجليز إلى توسيع نفوذهم ليمتد نحو ممتلكاتهم بأستراليا. وبناء على ذلك، حاولت بريطانيا إنشاء عدد من المستعمرات بهذه الأراضي ذات المناخ الرديء. رسم تخيلي لوصول أول دفعة من المجرمين البريطانيين نحو أستراليا مثلت مهمة إنشاء مستعمرات على الأراضي الأسترالية عبئاً ثقيلاً على السلطات البريطانية، حيث افتقرت المنطقة لأدنى مقومات البنية التحتية بسبب نمط الحياة الذي تبنّاه السكان الأصليون، والذين فضّلوا التنقل والاعتماد على الصيد بدل إنشاء مجتمعات والتغذي على الأنشطة الفلاحية. كما تزامن كل ذلك مع المناخ السيئ للمنطقة حيث سجلت الحيوانات والحشرات السامة كالأفاعي والعناكب والعقارب انتشارها بشكل واسع. وكانت الموارد الطبيعية، والتي يمكن استغلالها عن طريق إرسالها نحو إنجلترا، شبه غائبة وبسبب كل هذه العوامل فشلت السلطات البريطانية في استقطاب مهاجرين للعيش بأستراليا. رسم تخيلي لعدد من المجرمين البريطانيين عقب حلولهم بأستراليا وأمام عجزها في العثور على مهاجرين نحو أستراليا، اتجهت السلطات البريطانية نحو تفعيل برنامج ترحيل المجرمين نحو المستعمرات ليشمل بذلك هذه الأراضي الجديدة. فخلال العقود السابقة، لم يتردد البريطانيون في نفي العديد من المجرمين نحو مستعمراتهم بالقارة الأميركية. لكن مع بداية حرب الاستقلال الأميركية سنة 1775، تعطل هذا البرنامج قبل أن يعود مجدداً خلال السنوات التالية عقب تغيير الوجهة نحو أستراليا. رسم تخيلي لعملية نزول عدد من المجرمين البريطانيين بالأراضي الأسترالية وخلال سنة 1787، انطلقت من إنجلترا أول سفن محملة بالمجرمين نحو أستراليا، حيث غادرت ما يقارب 11 سفينة الموانئ البريطانية لتبلغ الأراضي الأسترالية في حدود شهر يناير سنة 1788 وعلى متنها مئات من المجرمين الذين لعبوا دوراً هاماً في إنشاء وتعمير مدينة سيدني. رسم تخيلي لإحدى السفن الهولندية قرب السواحل الأسترالية وعمدت بريطانيا إلى تشديد إجراءات ترحيل المجرمين نحو أستراليا لتشمل أصحاب الجنح البسيطة، فعلى إثر خلاف بسيط أو شجار أو عملية سرقة لمبلغ مالي بسيط أو قطعة خبز، كان من الممكن أن يجد المواطن الإنجليزي نفسه في أستراليا. وفي حالة حاول المجرمون التمرد على متن السفينة التي تقلهم، لم تتردد بريطانيا في تشديد العقاب عن طريق تغيير وجهة السفينة نحو مناطق أخرى نائية مثل جزيرة نورفولك (Norfolk Island). وبالتزامن مع كل هذه الإجراءات، رفضت السلطات البريطانية ترحيل أصحاب الجرائم الكبرى كالقتل والاغتصاب نحو الأراضي الجديدة مفضلة مواصلة تطبيق عقوبة الإعدام عليهم. صورة لموندين جو والذي يعد أحد المجرمين البريطانيين المرحّلين نحو أستراليا ومنذ بداية عملية نقل المجرمين نحو الأراضي الجديدة سنة 1788 وإلى حدود زوال هذا الإجراء سنة 1868، رحّلت بريطانيا أكثر من 160 ألفاً من مجرميها نحو أستراليا، ليكونوا بذلك أول السكان البيض الأوروبيين لهذه المنطقة. وفي غضون ذلك، وعقب اكتشاف العديد من الموارد الطبيعية بها كالحديد والفحم والذهب، كسبت المستعمرات البريطانية بأستراليا مكانة مرموقة لتبدأ على إثر ذلك موجات الهجرة الإرادية نحو هذه المناطق وعلى حسب عدد من الإحصائيات هاجر ما بين عامي 1850 و1861 حوالي نصف مليون بريطاني بمحض إرادتهم نحو أستراليا.
مشاركة :