الخاشقجي والإعلام القطري وحفلة الزار 3/‏2

  • 10/25/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كيف تحركت اللعبة الإعلامية حول حكاية الاختفاء والقتل دون أن يكون هناك دليل قاطع بالقتل كوجود جثة حقيقية؟.. كيف تم إعداد ملصقات جاهزة في الدهاليز ظهرت حالًا مع التحرك أمام القنصلية بمجموعة إخوانية ووجوه معروفة لا غبار عليها تحمل ملصقا مكتوب بالانجليزية «free al khajakshi» وهم في ذات الوقت، ينثرون أخبارًا بأن جمال تم تقطيعه بالمنشار فهل يريدون تحرير الجثة المقّطعة، والتي تم تهريبها من القنصيلية الى المطار بطائرتين خاصتين. هكذا تطايرت ألسن أحفاد مسيلمة الكذاب في القرن الواحد والعشرين، وقد تناسوا أننا لسنا في زمن الجاهلية لكي تنطلي علينا حكايات اخترعها إعلام «قناة الزار والهستيريا» فنحن في الألفية الثالثة والقرن الواحد والعشرين. ولكي لا نتهم أحدًا جزافًا، فإننا سنستشهد بأقوال أشخاص وصحفيين لا أحد يشك بمدى حقيقة وجودهم ودورهم في محاولة نشر بذرة الفتنة، قبل اتساع حريقها. فماذا كتب وضاح خنفر المدير العام، الذي تم إقالته من قناة الجزيرة، وقد نشرت وثائق الويكيليكس معلومات تشير عن علاقته بالاستخبارات الامريكية، مثلما أشارت معلومات عن كونه اخوانيًا منذ ريع الشباب حيث غرد خنفر: «كنت كبيرًا في حياتك، عظيمًا في مماتك، سلام عليك في الشهداء». وترافقت تلك التغريدة مع من طرحت نفسها للعالم بأنها «خطيبة جمال خاشقجي» فأين العلاقة بين خنفر وخديجة جنكير في تزامن إطلاق حكاية إشاعة الاختفاء ثم القتل، فخديجة أوحت بنواة الاختفاء داخل القنصلية لخطيبها المزعوم، وبأن هناك ريبة ما ثم رافقتها فرقة «حسب الله» الاخوانية ومعهم وجوه ورموز تركية «بالبوستر الجاهز». فيما أكمل المسلسل السيد خنفر، ومن المعلوم أن خديجة قريبة جدا من «منتدى الشرق» ومقره تركيا وتموله قطر ويديره وضاح خنفر، والمنتدى مشبوه كغطاء ووكر للتجسس. كل هذه الجوقة حشدت لكي تركز على حكايتين تتموضع في هدف محدد هو التشهير بسمعة المملكة في العالم، باختيار القنصلية مسرحًا لجريمة الاختفاء والقتل، وليس مهمًا أن يقدم جماعة مسيلمة الكذاب قرائن ودلائل ساطعة، المهم خلق غبار من التشويش «والهمبكة المصرية /‏ الاخوانية»، فالجميع متضامن ومتحد في العداء للمملكة. كان أغبى أنواع الأكاذيب في حكاية اختفاء الخاشقجي لم تكن حكاية المنشار وحسب وإنما بعضهم نشر عبارة أنهم كانوا يسمعون صراخه – لكي يوحون لنا بالتعذيب – بل صارت تلك الصرخات مدعومة بعبارة أنها «استغاثات !!» ولكن كل من نسجوا خيوط الحكايات الصغيرة التفصيلية والقصص الكبرى، كلهم عجزوا عن تقديم دليلس واحدٍ وبسيطٍ جدا، مهم في علم الجريمة هو جثة القتيل والمقطّع بالمنشار المزعوم والاستغاثات، ولكي يبرهنوا أكثر أن الجثة نقلت الى المملكة. هكذا بكل إعجاز وسحر طار الخاشقجي واختفى كالغبار في الفضاء المفتوح. وعندما بدأت يومًا إثر يوم تضعف حلقات الكذب والترويج للأباطيل، شعر أولًا إعلام الغرب بأنه ورط نفسه في اللعبة وفقد جزءًا كبيرًا من مصداقيته، بل وكشف عن انهم يستهدفون بهذا القدر او ذاك المملكة، وهؤلاء لا ينبغي الصمت عن جريرتهم المتعمدة. أما إعلام الزار في الدوحة وتركيا ولندن ودهاليز العالم الخفية لمن يقبضون بالدولار، فهؤلاء سهل أمرهم كونهم سلالة من المأجورين الجدد، ولا أحتاج ذكر الأسماء فكل من يتابع الإعلام والصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي لن يخطأ في معرفة الأسماء وفي مقدمتهم اليمنية الاخوانية توكل كرمان، التي وضع تحت إبطها تسهيلات لا تحصى وفي مقدمتها «الورقة الخضراء» بعد أن تم منحها بكل نفاق غريب جائزة نوبل مناصفة مع باراك أوباما، وهي بذلك تكون بنصف قامته السياسية عالميًا! طالما حازت على تلك المناصفة!!. تلك السيدة لم تكن تعرف حتى ماذا تقول في احتجاجها حين تزعمت المشهد وهي تهتف «على السلطات السعودية ان لا تقبل بانتهاك سيادتها وكرامتها» فهمس أيمن نور المصري الواقف بجوارها مصححًا «السلطات التركية» فبدت مثل المسخرة. أما خنفر فهو أول من أعلن عن مقتل جمال. تواصلت سلالة ومايسترو الكذب تنفخ بقوة ودون خجل، حتى خرج الممثلون الموكل لهم بتوزيع الإشاعة عن حدود النص محاولًا بعض المذيعين التخفيف من غلواء الكذب المضحك على شاشات القنوات. في هذا الجو المشحون بالتهويل والردح كانت السلطات الأمنية والسياسية في المملكة تعالج الامر بهدوء مع الجهات التركية، فهناك طرفان هما المعنيان بالتحقيق في الاختطاف، بلد تمت في أرضه وسيادته عملية الاختطاف والآخر بلد يهمه البحث والتقصي عن اختفاء مواطنه ومتهم بخزعبلات اختفاء ذلك المواطن في قنصلية بلده، وبأنه تم تصفيته. وبذلك انتقلت قضية جمال الخاشقجي من شعوذة الإعلام المناهض للمملكة الى يد فريق عمل مهني متخصص ستكون لدى كل طرف وقائع وأسئلة بإجابات ناقصة حتى تحسم نهائيًا تلك التخرصات، عبر حقيقة دامغة، الأولى بحيث تؤكد جمال حيًا وتسرد خيوط الحادثة أو بحقيقة ثانية لا ثالث لهما تقديم جمال جثة ميتة فمن يا ترى سيكون متورطًا بدرجة معينة في قضية اختطاف جمال؟..

مشاركة :