الخاشقجي والإعلام القطري وحفلة الزار 3/‏3

  • 10/29/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في يوم الأحد السابع من أكتوبر 2018 (اختطف جمال في 2 أكتوبر) أعلن أردوغان انه لا تزال لدى سلطات بلاده توقعات إيجابية بشأن حالة خاشقجي، مشيراً الى أنه ينتظر نتائج التحقيقات بشأن الصحافي السعودي «وأكمل أردوغان انه يتابع قضية خاشقجي بنفسه، مضيفاً ان اختفاء الصحافي السعودي في تركيا أمر محزن للغاية»، كما أشار «نحن نثق في الحكومة والإجراءات التي تتخذها وكل الجهود التي يتم التنسيق فيها مع الدولة والسفارة في أنقرة». هذا المصدر الأرفع في تركيا يضعنا أمام واقع المشهد دون الحاجة الى الاستماع الى ببغاوات قطر والاخوان. وفي مقابلة في قناة روسيا اليوم أشار ياسين اقطاي مستشار أردوغان ملمحاً الى إمكانية وجود طرف ثالث ووجود مؤامرة من أجل الإيقاع بين السعودية وتركيا، ولا نخال طرفاً ثالثاً له مصلحة الإيقاع أكثر من ايران وقطر، فكلا الطرفين لا يرون أن التقارب التركي السعودي في صالحهما، لشعور كلا البلدين أهمية أن تكون تركيا محوراً في مثلثهما، فايران تخشي من تنفيذ وتشديد الحصار على ايران في الأسابيع القادمة، ومن جهة أخرى تخشى قطر أن تنسحب بهدوء تركيا من قطر ومن التضيق على حركة الاخوان كونهم جماعات ارهابية، حيث هناك ضغوطات أوروبية وامريكية على حكومة أردوغان إزاء الملف الايراني والقطري المتهمتين بدعم الارهاب العالمي. من الناحية المؤقتة نجحت ايران وقطر والاخوان وحزب الله في إبعاد الأضواء العالمية عنهما، خاصة ايران، التي تواجه ظروفاً سياسية واقتصادية صعبة، ومعرّضة الجمهورية الاسلامية في الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة من المحاسبة والمساءلة عن دورها التخريبي في بلدان الاتحاد الاوروبي ودول عدة، ففي الأسبوع الذي تم فيه اختطاف الخاشقجي كانت الأجواء السياسية والمنتديات في بروكسل ولندن وباريس وبرلين، يناقش الساسة فيها قضية الأسدي وتورط الاستخبارات الايرانية في دول أوروبية عدة بأعمال ارهابية، مما اقتضى الدعوة لمحاسبتها وطردها وقطع العلاقات معها، مما يعني تعميق العزلة والحصار تجاه الجمهورية الايرانية. ومع خفوت الضجة تدريجياً عن قضية اختفاء خاشقجي، يعود العالم والرأي العام الدولي فيها، الى متابعة القضايا الحيوية الحالية والقادمة في ايران والشرق الأوسط. وقد خفت حدة تطاير الاشاعات وفيضها، بعد اتفاق البلدين المملكة والحكومة التركية بترك الملف لفريقين مختصين بمتابعة ملف جمال وقضيته، على أسس مهنية وأمنية، للتوصل لكل خيوط الجريمة النكراء. لا أحد يجزم متى يتم الإعلان عن حقيقة الموضوع ونتائجه، فتلك أحياناً قضايا تطول تسويتها، متى ما تقطّعت بعض الخيوط المؤدية لعمق التحقيق وذيوله المتشعبة. برهنت عملية اختطاف خاشقجي ونسج وحبكة الاختفاء داخل القنصلية بما لا شك فيه، أن هناك استهداف واضح على سياسات وتحولات المملكة نحو مشاريع مستقبلية كبيرة ولعب دوراً أوسع وبارزاً في منظومة بلدان التعاون الخليجي والعالم العربي والاسلامي، وهذا الدور لا يسعد دول اقليمية كايران وقطر وغيرها، لهذا وجدنا إعلامها يهلل ويولول فرحاً، بعملية الاختطاف حتى تحولت الى أسطورة إعلامية معاصرة. ورغم مأساوية الحدث خاصة وعندما نقرأ شهادة الدكتور عبدالخالق عبدالله في مقابلته في المونتي كارلو، عن صديقه الخاشقجي وكيف دار بينهما حوار عن حالة ووضع جمال في الغربة وسبب مغادرته خوفاً. ومن خلال معرفة نفسية الخاشقجي الناعمة خوفاً من ان يكون خلف قضبان السجن، فإن الوضع الحالي بعد الخطف قد يكون لجمال موت مؤقت تحت القبو المظلم أو عالم لا نعرف بهويته الحقيقية كمكان يحتجز فيه الصحفي المخطوف. نختم موضوعنا بشهادة رجل أمن من الامارات هو الفريق ضاحي خلفان، الذي مهما اتفقنا معه أو اختلفنا، فهو يبقى رجل خبر الحياة الأمنية، لذا فند تمطيط وتلاعب ما أسماه «الحيرة التي يظهرها الامن التركي في سبيل كشف تفاصيل اختفاء الخاشقجي رغم مضي أكثر من أسبوع على فقدانه»، حيث قال إن تحديد موقع خاشقجي لا يحتاج أكثر من 72 ساعة، مؤكداً الفريق خلفان: «لقد انتهى في عالم الجريمة اليوم ما يسمى بالعملية المجهولة، فقوات الشرطة تمتلك اليوم إمكانيات متقدمة لتحديد ومعرفة مرتكبي الجريمة»، وأضاف «تستطيع الجهات الأمنية تحديد آخر موقع لجمال خاشقجي حتى دون أية كاميرات مراقبة، ومن خلال بديهيات البحث والتحري يمكن الوصول الى ذلك، ولا يحتاج الأمر الى كل هذا الغموض». بهذا نرى أن خلفان قد وضع إصبعه على حقيقة التلاعب الأمني لدوافع سياسية ستكشفها الأيام عاجلاً أو آجلاً، حياً أو ميتاً.

مشاركة :